قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: «الاْآلَةُ ۱ مِثْلُ الزَّانِي ۲ إِذَا زَنى، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِلزِّنى حِينَ ۳ زَنى : وَلَوْ أَنَّهُ تَرَكَ الزِّنى وَلَمْ يَزْنِ، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِتَرْكِهِ إِذَا تَرَكَ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ : «لَيْسَ لَهُ مِنَ الاِسْتِطَاعَةِ قَبْلَ الْفِعْلِ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ، وَلكِنْ مَعَ الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ كَانَ مُسْتَطِيعاً».
قُلْتُ: فَعَلى مَا ذَا يُعَذِّبُهُ ۴ ؟ قَالَ: «بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَالاْآلَةِ الَّتِي رَكَّبَ ۵ فِيهِمْ؛ إِنَّ اللّهَ لَمْ يُجْبِرْ ۶ أَحَداً عَلى مَعْصِيَتِهِ ۷ ، وَلاَ أَرَادَ ـ إِرَادَةَ حَتْمٍ ـ الْكُفْرَ ۸ مِنْ أَحَدٍ، وَلكِنْ حِينَ كَفَرَ كَانَ فِي إِرَادَةِ اللّهِ أَنْ يَكْفُرَ، وَهُمْ فِي إِرَادَةِ اللّهِ وَفِي عِلْمِهِ أَنْ لاَ يَصِيرُوا إِلى شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ».
قُلْتُ: أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا؟ قَالَ: «لَيْسَ هكَذَا أَقُولُ، وَلكِنِّي أَقُولُ: عَلِمَ أَنَّهُمْ سَيَكْفُرُونَ، فَأَرَادَ الْكُفْرَ ؛ لِعِلْمِهِ فِيهِمْ، وَلَيْسَتْ هِيَ ۹ إِرَادَةَ حَتْمٍ، إِنَّمَا هِيَ إِرَادَةُ اخْتِيَارٍ». ۱۰
۴۱۸.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الاِسْتِطَاعَةِ فَلَمْ يُجِبْنِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ دَخْلَةً أُخْرى ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهَا شَيْءٌ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ شَيْءٌ أَسْمَعُهُ مِنْكَ.
قَالَ: «فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّكَ مَا كَانَ فِي قَلْبِكَ».
قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، إِنِّي أَقُولُ: إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يُكَلِّفِ الْعِبَادَ مَا لاَ
1.. في شرح صدر المتألّهين : «آلة».
2.. في «ب ، ض، بر» وحاشية «ج» وشرح المازندراني والمرآة والوافي : «الزنى» .
3.. في «بح»: «حيث».
4.. في «ب ، ف ، بح»: «يعذّبهم».
5.. في «ب»: «ركّبها».
6.. في «ج» : «لايجبر» . ويجوز في الفعل هيئة الإفعال والتجرّد.
7.. في «ب ، ف ، بح» وحاشية ميرزا رفيعا : «معصية».
8.. في «ف» : «للكفر».
9.. في «ب ، ج، بح، بس ، بف» والوافي: - «هي».
10.. الوافي ، ج ۱، ص ۵۴۹، ح ۴۵۳.