491
الكافي ج1

ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ، فَقَالَ : «وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـقَ وَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنَا صَــلِحِينَ وَ جَعَلْنَـهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَ تِ وَ إِقَامَ الصَّلَوةِ وَ إِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَ كَانُواْ لَنَا عَـبِدِينَ»۱ .
فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ، يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً ۲ فَقَرْناً حَتّى وَرَّثَهَا اللّهُ تَعَالَى النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فَقَالَ جَلَّ وَ تَعَالى: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَ هِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِىُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ»۳۴ فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً، فَقَلَّدَهَا ۵ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله عَلِيّاً عليه ‏السلام بِأَمْرِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ۶ عَلى رَسْمِ ۷ مَا فَرَضَ اللّهُ، فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الاْءَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللّهُ ۸ الْعِلْمَ وَ الاْءِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالى ۹ : «وَ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَ الاْءِيمَـنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـبِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ»۱۰ فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ عليه ‏السلام خَاصَّةً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ إِذْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ ۱۱ هوءُلاَءِ الْجُهَّالُ؟
إِنَّ الاْءِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ ۱۲ الاْءَنْبِيَاءِ وَ إِرْثُ ۱۳ الاْءَوْصِيَاءِ ، إِنَّ الاْءِمَامَةَ خِـلاَفَةُ اللّهِ وَ خِـلاَفَةُ الرَّسُولِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، وَ مَقَامُ أَمِيرِ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام ، وَ مِيرَاثُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ۱۴ عليهماالسلام .

1.. الأنبياء (۲۱): ۷۲ ـ ۷۳.

2.. راجع في تفسيره ما تقدّم ذيل ح ۵۰۰.

3.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۲۰۰

4.. آل عمران (۳) : ۶۸.

5.. يقال : قلّدتُها قِلادةً ، أي جعلتها في عنقها ، ومنه تقليد الولاة الأعمال . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۵۲ (قلد).

6.. هكذا في «ب ، ج، ض ، بح، بر ، بس ، بف». وفي المطبوع وسائر النسخ : - «عزّ وجلّ » .

7.. في مرآة العقول : «الرسم: السنّة والطريقة».

8.. في «ب» : - «اللّه‏».

9.. في «ب ، ج، ض ، بح ، بر ، بس ، بف» : «جلّ وعلا».

10.. الروم (۳۰) : ۵۶.

11.. في شرح المازندراني ، ج ۵، ص ۲۴۱ : «الفعل إمّا مجهول ، والجهّال صفة لهؤلاء، أو بدل . وإمّا معلوم، والجهّال مفعول على الظاهر ، أو صفة ، أو بدل على الاحتمال».

12.. في «ف» : + «النبوّة و».

13.. «الإرث»: مصدر ، وأصله الوِرْث ، فقُلبت الواو همزةً . وكثيرا مايطلق على الشيء الموروث ، كما في هذا المقام. اُنظر : لسان العرب ، ج ۲، ص ۱۱۱ ـ ۱۱۲ (أرث) ؛ شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۴۲؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۳۸۳.

14.. في «ف»: + «بن عليّ».


الكافي ج1
490

سَبِيلَهُمْ، وَ تَرَكَهُمْ عَلى قَصْدِ ۱ سَبِيلِ الْحَقِّ، وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عليه ‏السلام عَلَماً وَ إِمَاماً، وَ مَا تَرَكَ ۲ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الاْءُمَّةُ إِلاَّ بَيَّنَهُ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ، فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللّهِ، وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللّهِ، فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ ۳ .
هَلْ يَعْرِفُونَ ۴ قَدْرَ الاْءِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الاْءُمَّةِ؛ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ؟ إِنَّ الاْءِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً، وَ أَعْظَمُ شَأْناً، وَ أَعْلى مَكَاناً، وَ أَمْنَعُ جَانِباً، وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ، أَوْ يُقِيمُوا ۵ إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ .
إِنَّ الاْءِمَامَةَ ۶ خَصَّ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عليه ‏السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً، وَ فَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا، وَ أَشَادَ ۷ بِهَا ۸ ذِكْرَهُ، فَقَالَ: «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» فَقَالَ الْخَلِيلُ عليه ‏السلام سُرُوراً بِهَا ۹ : «وَ مِن ذُرِّيَّتِى» قَالَ اللّهُ ۱۰ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : «لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ»۱۱ فَأَبْطَلَتْ هذِهِ الاْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ صَارَتْ ۱۲
فِي الصَّفْوَةِ ۱۳ .

1.. في مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۳۷۹: «القصد : الوسط بين الطرفين. وإضافته إلى السبيل وإضافة السبيل إلى الحقّ بيانيّتان، وتحتملان اللاميّة».

2.. هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول . وفي المطبوع : + «[لهم]».

3.. في «ض ، ف» والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - «به».

4.. في «ب ، ج، ض ، بح، بس ، بف» وكمال الدين والمعانى : «تعرفون».

5.. في «ض» : «يقولوا».

6.. في الغيبة: + «منزلة».

7.. في الأمالي : «فأشار».

8.. يقال : أشاده وأشاد به، إذا أشاعه ورفع ذكره، من أشَدْتُ البُنيان فهو مُشادٍ ، و شيّدته إذا طوّلته، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك . النهاية ، ج ۲ ، ص ۵۱۷ (شيد).

9.. في مرآة العقول : «سرورا بها، مفعول له لقال».

10.. في «ف» وتحف العقول : - «اللّه‏».

11.. البقرة (۲) : ۱۲۴.

12.. في معاني الأخبار : «فصارت».

13.. في مرآة العقول : «الصفوة ، مثلّثة ، أي أهل الطهارة والعصمة ، من صفا الجوّ إذا لم يكن فيه غيم ، أو أهل الاصطفاء والاختيار الذين اختارهم اللّه‏ من بين عباده لذلك؛ لعصمتهم وفضلهم وشرفهم» . وانظر : القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۷۰۸ (صفو).

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 294753
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي