۵۹۷.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَمْ يُرْفَعْ، وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ». ۱
۵۹۸.مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «يَمُصُّونَ الثِّمَادَ ۲ ، وَ يَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِيمَ». قِيلَ لَهُ : وَ مَا النَّهَرُ الْعَظِيمُ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ الْعِلْمُ الَّذِي أَعْطَاهُ ۳ اللّهُ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله سُنَنَ النَّبِيِّينَ ۴ مِنْ آدَمَ ـ وَ هَلُمَّ جَرّاً ـ إِلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله » .
قِيلَ لَهُ: وَ مَا تِلْكَ السُّنَنُ؟
قَالَ: «عِلْمُ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ ۵ ، وَ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله صَيَّرَ ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُوءْمِنِينَ عليه السلام » .
1.. بصائر الدرجات ، ص ۱۱۶ ، ح ۷ . وفيه ، ص ۱۱۷، ح ۱۴ ، بسنده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمران بن أبان، عن حمران، عن أبي عبداللّه عليه السلام . وفيه، ص ۱۱۶ ، ح ۱۱، بسند آخر، مع تفاوت الوافي ، ج ۳، ص ۵۵۱، ح ۱۰۹۵.
2.. «يمصّون » من المصّ ، وهو تناول الماء بالشفتين . و«الثِماد» و«الثَمَد» و«الثَمْد» : الماء القليل الذي لا مادّة له ، أو هو القليل يبقى في الجَلَد ، وهو الأرض الصلبة ، أو هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف . وكأنّه عليه السلام أراد أن يبيّن أنّ العلم الذي أعطاه اللّه نبيّه صلى الله عليه و آله ثمّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو اليوم عنده ، وهو نهر عظيم يجري اليوم من بين أيديهم ، فيدعونه ويمصّون الثماد ، وهو كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء ؛ فلمّا رأى السائل ممّن لم يفتح اللّه مسامع قلبه ، أعرض عن التصريح بما أراد ولم يتمّ كلامه . راجع : الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۵۱ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ (ثمد) ؛ و ج ۶ ، ص ۲۵۴ (رشف) ؛ و ج ۷ ، ص ۹۱ (مصص).
3.. في البصائر ، ص ۱۱۷: «آتاه».
4.. في «ب ، بر ، بف» والوافي: «الأوّلين».
5.. «الأسْرُ» : القِدُّ ، وهو الحبل الذي يشدّ به الأسير . تقول: هذا الشيء لك بأسْره، أي بقِدّه ، تعني بجميعه، كما يقال: برُمَّته . راجع : الصحاح ، ج ۲، ص ۵۷۸ (أسر) .