587
الكافي ج1

عِدَاتِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ، وَ تَقْبِضُ ۱ تُرَاثَهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، ذاكَ عَلَيَّ وَ لِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ ، فَقَالَ : تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ ۲ حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي ۳ ، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ .
ثُمَّ صَاحَ : يَا بِـلاَلُ ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ ۴ وَ الدِّرْعِ وَ الرَّايَةِ وَ الْقَمِيصِ وَ ذِي الْفَقَارِ ۵ وَ السَّحَابِ ۶ وَ الْبُرْدِ ۷ وَ الاْءَبْرَقَةِ ۸ وَ الْقَضِيبِ ۹ ، قَالَ : فَوَ اللّهِ ، ···

1.. في «ج ، بر» والعلل : «تأخذ» . وقال في الوافي : «في تقديم أخذ التراث على قضاء الدين وإنجاز العدات في مخاطبة العبّاس ، وبالعكس في مخاطبة أميرالمؤمنين عليه ‏السلام لطف لايخفى . ولعلّ في إلقاء هذا القول على عمّه أوّلاً ، ثمّ تكريره صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ذلك عليه ، إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة».

2.. في «ف» : - «إلى الخاتم» .

3.. في «ج ، بح» وحاشية «ض ، بف » : «حين وضعه في إصبعه » . وفاعل «قال» على هذه النسخة هو العبّاس . وفي الوافي : «كأنّه أراد بذلك أنّه قلتُ في نفسي : لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرعا وفخرا وعزّا ويمنا وبركة» .

4.. «المِغْفَر» والمِغْفَرة ، والغِفارة : زَرَد ـ أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض ـ ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة . وقيل : هو رَفْرَف البيضة . وقيل : هو حَلق يتقنّع به المتسلِّح . قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغُ على العنق فتقيه ، وقيل غير ذلك . راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۶ (غفر) .

5.. كان اسم سيف رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ذا الفقار ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حِسان . والمُفَقَّر من السيوف : الذي فيه حُزُوز مطمئنّة . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۶۴ (فقر) .

6.. «السَحابُ» اسم عِمامة رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، سمّيت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ (سحب) .

7.. «البُرْد» : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المُخطَّطة . وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ (برد) .

8.. «الأبرق» : من الحبال : الحبل الذي اُبرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق . قال الفيض في الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۷۶ : «كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة ـ بالكسر والضمّ ـ كما فسّره بها» . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۴۹ (برق) .

9.. في شرح المازندراني : «القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ، ï والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضا» . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۸ (قطع) .


الكافي ج1
586

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَمِيرَ الْمُوءْمِنِينَ عليه ‏السلام ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمَّ مُحَمَّدٍ ، تَأْخُذُ تُرَاثَ ۱ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ، وَ تُنْجِزُ ۲ عِدَاتِهِ ۳ ؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ۴ ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، مَنْ يُطِيقُكَ ۵ وَ أَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ ۶ ؟» .
قَالَ : «فَأَطْرَقَ ۷ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله هُنَيْئَةً ۸ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبَّاسُ ، أَ تَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَ تُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، وَ أَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ .
قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ ، أَتُنْجِزُ

1.. «التراث» : الإرث ، والتاء والهمزة بدل من الواو . المصباح المنير ، ص ۶۵۴ (ورث) .

2.. «تنجز» : تحضر وتفي . يقال : نجز يَنْجُز نَجْزا ، إذا حصل وحَضَر ، وأنجز وعده ، إذا أحضره . ويقال أيضا : أنجز الوعدَ ، أي وفى به . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۱ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۲۴ (نجز) .

3.. في حاشية «ج » : «تنجز عداته و تقضي دينه » . و«العِدات» : جمع العدة ، وهي الوَعد ، والهاء عوض من الواو ، ولا يجمع الوَعد . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۵۱ (وعد) .

4.. هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : + «إنّي » . وفي «ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والعلل : - «بأبي أنت واُمّي» . وفي حاشية «بف» : «فقال : بأبي أنت واُمّي» بدل «فردّ عليه ـ إلى ـ اُمّي» .

5.. «يطيقك» ، أي يطيق ويقدر على أداء حقوقك ؛ من الإطاقة بمعنى القدرة على الشيء . راجع : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۷۷ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۰۲ (طوق) .

6.. «تباري الريح» ، أي تعارضه . يقال : فلان يباري فلانا ، أي يعارضه ويفعل مثل فعله ليعجِّزه ، وهما يتباريان ، وفلان يباري الريح جودا وسخاءً ، أو تسابقه . والريح مشهورة بكثرة السخاء ؛ لسياق السحاب والأعطار ، وترويح القلوب ، وترقيق الهواء وغيرها من المنافع . كنى به عن علوّ همّته . وفي مرآة العقول : «وهذا المثل مشهور بين العرب والعجم» . وراجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۲ (برى) .

7.. في «ب ، بر ، بف» وحاشية «ج» والوافي : + «رسول اللّه‏» . يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم . وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض . فالمعنى : سكت ناظرا إلى الأرض . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ (طرق) .

8.. قال الفيّومي : الهَنُ : كناية عن كلّ اسم جنس ، والاُنثى هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنيهةً ، أي ساعة لطيفة . وفي لغة هي واوٌ فيُصَغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له . وجَعَلَها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۴۱ (هن) .

  • نام منبع :
    الكافي ج1
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 346333
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي