عَنِالْمُشْرِكِينَ» 12 وَ ايْمُ اللّهِ 3 أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذلِكَ لَكَانَ آمِناً ، وَ لكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِي الطَّاعَةِ وَ خَافَ الْخِـلاَفَ ، فَلِذلِكَ كَفَّ ، فَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْنَكَ 4 تَكُونُ مَعَ مَهْدِيِّ هذِهِ الاْءُمَّةِ ، وَ الْمَـلاَئِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الاْءَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الاْءَمْوَاتِ ، وَ تُلْحِقُ 5 بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الاْءَحْيَاءِ .
ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفاً ، ثُمَّ قَالَ : هَا ، إِنَّ هذَا مِنْهَا ، قَالَ 6 : فَقَالَ أَبِي : إِي 7 وَ الَّذِي اصْطَفى مُحَمَّداً عَلَى الْبَشَرِ .
قَالَ : فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ ، وَ قَالَ : أَنَا إِلْيَاسُ ، مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَ بِي 8 مِنْهُ 9 جَهَالَةٌ ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ هذَا الْحَدِيثُ قُوَّةً لاِءَصْحَابِكَ ، وَ سَأُخْبِرُكَ بِآيَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا ، إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا 10 .
1.الطبعة القدیمة للکافی : ۱/۲۴۴
2.. الحجر (۱۵) : ۹۴ .
3.. «أيمُ اللّه» : الأصل فيه : أيْمُنُ اللّه ، وهو اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويّين ، ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، فتذهب الألف في الوصل ، وهو مرفوع بالابتداء ، وربّما حذفوا منه النون فقالوا : اَيْمُ اللّه واِيم اللّه . وقيل : الأصل في أيمن اللّه أنّهم كانوا يحلفون باليمين ، ويجمع اليمين على أيْمُن ، ثمّ حلفوا به ، ثمّ حذف النون لكثرة الاستعمال ، وألفه ألف قطع ، وإنّما خفّفت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲۱ (يمن) .
4.. في البحار ، ج ۱۳ ، ۴۶ ، ۵۲ : «عينيك» .
5.. في البحار ، ج ۱۳ ، ۵۲ : «يلحق» .
6.. في الوافي : «قال ، يعني أبا عبد اللّه عليه السلام » .
7.. في «ف» : «وإي» .
8.. في البحار ج ۱۳ ، ۴۶ ، ۵۲ : «لي» .
9.. في «ف» : «فيه» . وفي البحار ج ۲۵ ، ۴۶ ، ۵۲ : «به» .
10.. في «بر» : «فلحوا» . و«فَلَجُوا» ، أي ظفروا وفازوا ؛ من الفَلْج بمعنى الظفر والفوز . يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۵ (فلج) .
وفي الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۸ : «وتقرير هذه الحجّة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدّماتها المطويّة ، أن يقال : قد ثبت أنَّ اللّه سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنّه كان تنزّل الملائكة والروح فيها من كلّ أمر ببيان وتأويل سنة فسنة، كما يدلّ عليه فعل المستقبل الدالّ على التجدّد في الاستقبال ، فنقول :
هل كان لرسول اللّه صلى الله عليه و آله طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الاُمّة سوى ما يأتيه من السماء من عند اللّه سبحانه ، إِمّا في ليلة القدر ، أو في غيرها، أم لا ؟ والأوّل باطل ؛ لما أجمع عليه الاُمّة من أنّ علمه ليس إِلاّ من عند اللّه سبحانه ، كما قال تعالى : «اِنْ هُوَ اِلاّ وَحْىٌ يُوحى» [النجم (۵۳) : ۴] ؛ فثبت الثاني .
ثمّ نقول : فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الاُمّة ، أم لابدّ من ظهوره لهم ؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه يوحى إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلى اللّه عزّوجلّ ؛ فثبت الثاني .
ثمّ نقول : فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند اللّه جلّ وعلا إلى الرسول اختلافٌ ، بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ، ثمّ يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه ، أم لا ؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الحكم إنّما هو من عند اللّه جلّ وعزّ ، وهو متعال عن ذلك ، كما قال : «وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاْفَا كَثيرا» [النساء (۴) : ۸۲] .
ثمّ نقول : فمن حكم بحكم فيه اختلاف ، كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ، ثمّ ينقض ذلك الحكم راجعا عن ذلك الرأي لزعمه أنّه قد أخطأ فيه ، هل وافَقَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فعله ذلك وحكمه ، أم خالَفَه ؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يكن في حكمه اختلاف ؛ فثبت الثاني .
ثمّ نقول : فمن لم يكن في حكمه اختلاف ، فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة اللّه سبحانه إمّا بواسطة أو بغير واسطة ، ومن دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا ؟ والأوّل باطل ؛ فثبت الثاني .
ثمّ نقول : فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلاّ اللّه والراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف ، أم لا ؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ اللّه سبحانه يقول : «وَما يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلاّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلِم» آل عمران (۳) : ۷] .
ثمّ نقول : فرسول اللّه صلى الله عليه و آله الذي هو من الراسخين في العلم ، هل مات وذهب بعلمه ذلك ولم يبلّغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده ، أم بلّغه ؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه لو فعل ذلك فقد ضيّع مَن في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده ؛ فثبت الثاني .
ثمَّ نقول : فهل خليفته من بعده ، كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ والاختلاف في العلم ، أم هو مؤيّد من عند اللّه ، يحكم بحكم رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأن يأتيه ويحدّثه من غير وحي ورؤية، أو ما يجري مجرى ذلك ، وهو مثله إلاّ في النبوّة ؟ والأوّل باطل ؛ لعدم إغنائه حينئذٍ؛ لأنّ من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم ، ويلزم التضييع من ذلك أيضا ؛ فثبت الثاني .
فلابدّ من خليفة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله راسِخ في العلم ، عالم بتأويل المتشابه ، مؤيّد من عند اللّه ، لايجوز عليه الخطأ ولا الاختلاف في العلم ، يكون حجّة على العباد ؛ وهو المطلوب .