17
الكافي ج2

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «كَانَ وَاللّهِ ۱ أَمِينَ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ وَ غَيْبِهِ وَ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ ۲ لِنَفْسِهِ .
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ ۳ ، فَدَعَا عَلِيّاً عليه السلام ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي ۴ أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِيَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ وَ عِلْمِهِ ، وَ مِنْ ۵ خَلْقِهِ ، وَ مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَلَمْ يُشْرِكْ وَاللّهِ فِيهَا ـ يَا زِيَادُ ۶ ـ أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ .
ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَدَعَا وُلْدَهُ ـ وَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَقَالَ لَهُمْ : يَا بَنِيَّ ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ قَدْ أَبى إِلَا أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً ۷ مِنْ يَعْقُوبَ ، وَ إِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا وُلْدَهُ ـ وَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ ، أَلَا وَ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ ، أَلَا إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ عليهماالسلام ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا ، وَ أَطِيعُوا ، وَ وَازِرُوهُمَا ۸ ؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ ۹ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَ مِنْ غَيْبِهِ ، وَ مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَأَوْجَبَ اللّهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّ عليه السلام مَا أَوْجَبَ ۱۰ لِعَلِيٍّ عليه السلام مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى صَاحِبِهِ إِلَا بِكِبَرِهِ ، وَ إِنَّ الْحُسَيْنَ عليه السلام كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُ عليه السلام لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى يَقُومَ .

1.. هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : + «[عليّ عليه السلام ]» .

2.. «ارتضاه» ، أي اختاره . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۲۹ (رضى) .

3.. في «ف ، بح» والوافي ومرآة العقول : «حضره» .

4.. في حاشية «ج» : «أنا» .

5.. في «ب ، ج ، ف ، بف» : - «من» .

6.. قوله عليه السلام : «يا زياد » معترض ، وزياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث ، وهو الذي ينسب إليه الجاروديّة . الوافي ، ج ۲ ، ص ۲۷۵.

7.. الأصل في السنّة : الطريقة والسيرة . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۹ (سنن) .

8.. «وازِرُوهما» ، أي أعينوهما ؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل والثقل . يقال : وَزَرَ يَزِرُ فهو وازِرٌ ، إذا حمل ما يُثقِل ظهرَه من الأشياء المُثْقَلَة . راجع : المفردات للراغب ، ص ۸۶۸ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۷۹ (وزر) .

9.. في «ه » : - «عليه» .

10.. في «ف» : + «اللّه » .


الكافي ج2
16

غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي ۱ ـ فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ ۲ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بَتْلَةٌ ۳ أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي ، فَنَزَلَتْ : «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقَالَ ۴ : أَيُّهَا ۵ النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلَا وَ قَدْ عَمَّرَهُ ۶ اللّهُ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى فَأُجِيبَ ، وَ أَنَا مَسْؤُولٌ وَ أَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ ؛ فَمَاذَا ۷ أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟
فَقَالُوا ۸ : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ، وَ نَصَحْتَ ۹ ، وَ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ ؛ فَجَزَاكَ اللّهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ .
فَقَالَ : اللّهُمَّ اشْهَدْ ـ ثَـلَاثَ مَرَّاتٍ ـ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ ۱۰ الْمُسْلِمِينَ ، هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ ۱۱ الْغَائِبَ».

1.. في الوافي : «لسانه» .

2.. «عزيمة» ، أي آية حتم لا رخصة فيها ، من قولهم : عَزائم اللّه تعالى ، أي موجباته . والأمر المقطوع الذي لا ريب ولا شبهة ولا تأويل فيه ولا نسخ . أو هي فرائضه التي أوجبها وأمرنا بها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۰۰ ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۱۴ (عزم) .

3.. «بتلة» ، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة ، ومحكمة لا تردّ ولا تتبدّل ولا يتطرّق إليها نقص . والكلمة هنا مشتقّة صفة لعزيمة ، فهي مرفوعة . ويحتمل كونها منصوبة بالحاليّة عن عزيمة ؛ لتخصّصها بقوله : «من اللّه » . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۹۴ (بتل) .

4.. في الوافي : «وقال» .

5.. في «ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : «يا أيّها» .

6.الطبعة القديمة للکافي : ۱/۲۹۱

7.. في مرآة العقول : «ماذا» .

8.. في «ب ، ه » : «قالوا» .

9.. قال ابن الأثير : «النصيحة : كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها . وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له» . النهاية ، ج ۵ ، ص ۶۳ (نصح) .

10.. «المَعْشَر» : كلّ جماعة أمرهم واحد ، أو جماعة الناس . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۲۰۶ ؛ الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۴۷ (عشر) .

11.. في «ف» وتفسير العيّاشي : - «منكم» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 119596
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي