221
الكافي ج2

قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ : فَحَدَّثَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ ۱ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ : أَنَّهُمْ لَمَّا أُوقِفُوا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ ـ الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : بَابُ جَبْرَئِيلَ ـ أَطْلَعَ ۲ عَلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ـ وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْضِ ـ ثُمَّ أَطْلَعَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : «لَعَنَكُمُ اللّهُ يَا مَعَاشِرَ ۳ الْأَنْصَارِ ـ ثَـلَاثاً ـ مَا عَلى هذَا عَاهَدْتُمْ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ لَا بَايَعْتُمُوهُ ، أَمَا وَ اللّهِ إِنْ ۴ كُنْتُ حَرِيصاً ، وَ لكِنِّي غُلِبْتُ ، وَ لَيْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ».
ثُمَّ قَامَ وَ أَخَذَ إِحْدى نَعْلَيْهِ ، فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ ، وَ الْأُخْرى فِي يَدِهِ ، وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ يَجُرُّهُ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ ۵ ، فَحُمَّ عِشْرِينَ لَيْلَةً لَمْ يَزَلْ يَبْكِي فِيهَا ۶ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ حَتّى خِفْنَا عَلَيْهِ . فَهذَا حَدِيثُ خَدِيجَةَ .
قَالَ الْجَعْفَرِيُّ : وَ حَدَّثَنَا ۷ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ :
أَنَّهُ لَمَّا طُلِعَ ۸ بِالْقَوْمِ فِي الْمَحَامِلِ ، قَامَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ أَهْوى إِلَى الْمَحْمِلِ ۹ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَسَنِ يُرِيدُ كَـلَامَهُ ، فَمُنِعَ أَشَدَّ الْمَنْعِ ، وَ أَهْوى إِلَيْهِ الْحَرَسِيُّ ۱۰ ، فَدَفَعَهُ ، وَ قَالَ : تَنَحَّ عَنْ هذَا ؛ فَإِنَّ اللّهَ سَيَكْفِيكَ ۱۱ وَ يَكْفِي غَيْرَكَ ، ثُمَّ

1.. في «ه » : «ابنة» .

2.. ظاهر النسخ هو الاتّفاق على الإفعال في الموردين ، ويجوز الافتعال لغةً أيضا . والتفصيل بين الموردين ـ كما في شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۳۰۱ ، ومرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۳۲ ـ لا ملزم له .

3.. في «بح» والبحار : «معشر» .

4.. في «ب» : «إنّي» . وقوله : «إن» : مخفّفة من المثقّلة ، وضمير الشأن محذوف ، يعني قد كنت حريصا على دفع هذا الأمر عنهم بالنصيحة لهم . راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۱۶۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۳۳ .

5.. في البحار : «في بيته» .

6.. هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار . وفي المطبوع : «فيه» .

7.. في «ه » : «فحدّثنا» .

8.. في «ض» : «اُطلع» .

9.. «أهوى إلى المحمل» ، أي مدّ يده نحوه وأمالها إليه . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۸۵ (هوا) .

10.. قال ابن الأثير : «الحَرَسِيُّ بفتح الراء : واحد الحُرّاس والحَرَس ، وهم خَدَم السلطان ، المرتّبون لحفظه وحِراسته . والحَرَسِيُّ واحد الحَرَس ، كأنّه منسوب إليه ، حيث قد صار اسم جنس . ويجوز أن يكون منسوبا إلى الجمع شاذّا» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۶۷ (حرس).

11.. في «ف» : «يكفيك» .


الكافي ج2
220

إِلَيَّ ، وَ بِأَحَبِّ أَهْلِ بَيْتِي إِلَيَّ ، وَ مَا يَعْدِلُكَ عِنْدِي شَيْءٌ ، فَـلَا تَرى أَنِّي ۱ غَشَشْتُكَ ۲ ». فَخَرَجَ أَبِي مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً أَسِفاً ۳ .
قَالَ ۴ : فَمَا أَقَمْنَا بَعْدَ ذلِكَ إِلَا قَلِيلًا ـ عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ نَحْوَهَا ـ حَتّى قَدِمَتْ رُسُلُ أَبِي جَعْفَرٍ ، فَأَخَذُوا أَبِي وَ عُمُومَتِي : سُلَيْمَانَ بْنَ حَسَنٍ ۵ ، وَ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ ، وَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ حَسَنٍ ، وَ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ ، وَ حَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنٍ ، وَ طَبَاطَبَا ۶ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَسَنٍ ، وَ عَبْدَ اللّهِ بْنَ دَاوُدَ .
قَالَ ۷ : فَصُفِّدُوا ۸ فِي الْحَدِيدِ ، ثُمَّ حُمِلُوا فِي مَحَامِلَ ۹ أَعْرَاءً ۱۰ لَا وِطَاءَ ۱۱ فِيهَا ، وَ وُقِّفُوا بِالْمُصَلّى ۱۲ لِكَيْ يَشْتِمَهُمُ ۱۳ النَّاسُ .
قَالَ : فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهُمْ ، وَ رَقُّوا لَهُمْ لِلْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا ، ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِمْ حَتّى وُقِّفُوا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .

1.. في «ه » : «أنّني» .

2.. في القاموس : «غَشَّهُ : لم يمحضه النُصْحَ ، أو أظهر له خلاف ما أضمره» . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۱۷ (غشش) .

3.. «أسفا» ، أي حزينا ؛ من الأسف بمعنى أشدّ الحزن . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۳۰ (أسف) .

4.. في «ه » : «فقال» .

5.. لفظة «حسن» هذه ومابعده في الوافي : «الحسن» .

6.. في «ف» : + «بن» .

7.. في البحار : «وقال» .

8.. قوله : صُفِدُوا ، أو صُفِّدُوا ، أي شُدُّوا وأُوثقوا بالأغلال . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۵ (صفد) .

9.. في «ض» : «المحامل» .

10.. «الأعْراء» : جمع العَراء ، وهو المكان الفضاء لا يَسْتَتر فيه شيء . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۹ (عرا) .

11.. قال الجوهري : «الوِطاءُ : خلاف الغطاء» . والمراد عدم الفرش تحتهم ، كما في مرآة العقول وراجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۸۱ (وطأ) .

12.. في «ه » : + «للنّاس» .

13.. هكذا في «ب ، ج ، ف ، ه ، و ، بح ، بر ، بس» وحاشية «بف» والبحار . ويؤيّده عدم مجيء شمت متعدّيا ، وعدم تناسب الإشمات للمقام . وفي المطبوع والوافي : «يشمتهم» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 122118
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي