237
الكافي ج2

احْتَجَبَهَا أَبُوكَ مِنْ قَبْلِكَ ، وَ قَدِيماً ادَّعَيْتُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ ، وَ بَسَطْتُمْ آمَالَكُمْ إِلى مَا لَمْ يُعْطِكُمُ اللّهُ ، فَاسْتَهْوَيْتُمْ ۱ وَ أَضْلَلْتُمْ ، وَ أَنَا مُحَذِّرُكَ مَا حَذَّرَكَ اللّهُ مِنْ نَفْسِهِ .
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام : «مِنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرٍ ۲ وَ عَلِيٍّ ۳ مُشْتَرِكَيْنِ ۴ فِي التَّذَلُّلِ لِلّهِ وَ طَاعَتِهِ ، إِلى يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَسَنٍ ۵ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ اللّهَ وَ نَفْسِي ، وَ أُعْلِمُكَ أَلِيمَ عَذَابِهِ وَ شَدِيدَ عِقَابِهِ وَ تَكَامُلَ نَقِمَاتِهِ ، وَ أُوصِيكَ وَ نَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ ؛ فَإِنَّهَا زَيْنُ الْكَـلَامِ وَ تَثْبِيتُ النِّعَمِ ، أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنِّي مُدَّعٍ وَ أَبِي مِنْ قَبْلُ ، وَ مَا سَمِعْتَ ذلِكَ مِنِّي و «سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَ يُسْأَلُونَ»۶ وَ لَمْ يَدَعْ حِرْصُ الدُّنْيَا وَ مَطَالِبُهَا ۷ لِأَهْلِهَا مَطْلَباً لآِخِرَتِهِمْ حَتّى يُفْسِدَ ۸ عَلَيْهِمْ مَطْلَبَ

1.. «فاستهويتم» ، أي ذهبتم بعقول الناس وأهوائهم ، أو حيّرتموهم ، أو زيّنتم لهم هواهم . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷۶۴ (هوى) .

2.. هكذا في «ألف ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف» وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول . وفي الوافي : «كنّى أوّلاً بالعبوديّة ثمّ صرّح باسمه» . وفي «ف» والطبعة السابقة : «موسى بن عبد اللّه بن جعفر» . وفي المطبوع : «موسى بن أبي عبد اللّه جعفر» ، واستظهر في حاشيتها صحّته . هذا ، وفي بحار الأنوار ، ج ۴۸ ، ص ۱۶۶ : «موسى بن أبي عبد اللّه جعفر» لكنّ الظاهر أنّ وقوع هذا العنوان في المتن سهو ؛ لما أورد العلّامة المجلسي في ذيل الحديث ـ في إيضاح ـ حيث قال : «قوله : من موسى بن عبد اللّه : في بعض النسخ : «عبدي اللّه » وهو الأظهر» إلى أن قال : «وفي بعض النسخ : «أبي عبد اللّه » .

3.. في الوافي : «كأنّه عليه السلام أشرك أخاه عليّ بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه من الدعوى؛ لئلاّ يظنّ به الظنّ ، كما ظنّ به عليه السلام ».

4.. في الوافي : «مشركَيْن ، بصيغة التثنية ، حال عنهما» . وفي مرآة العقول : «مشتركين ، بصيغة الجمع حال عن الجميع ، ويؤيّده ما في بعض النسخ : من عبدي اللّه جعفر وعليّ ... ولعلّ فيه زيادة أو تحريفا من النسّاخ» .

5.. في الوافي والبحار : «الحسن» .

6.. الزخرف (۴۳) : ۱۹ .

7.. في «ف» : «مطالبتها» . وفي مرآة العقول : «ومطالبها ، بالرفع عطفا على الحرص ، أو بالجرّ عطفا على الدنيا» .

8.. في «ف ، بس» : «تفسد» .


الكافي ج2
236

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : إِنَّمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ أَمْراً ، فَإِنْ ۱ أَرَدْتَهُ دَخَلْتَ فِيهِ ، وَ إِنْ كَرِهْتَهُ لَمْ أَحْمِلْكَ عَلَيْهِ ، وَ اللّهُ الْمُسْتَعَانُ . ثُمَّ وَدَّعَهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام حِينَ وَدَّعَهُ : «يَا ابْنَ عَمِّ ، إِنَّكَ مَقْتُولٌ ، فَأَجِدَّ ۲ الضِّرَابَ ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ يُظْهِرُونَ إِيمَاناً ، وَ يُسِرُّونَ ۳ شِرْكاً ۴ ، و «إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون »۵ أَحْتَسِبُكُمْ عِنْدَ اللّهِ مِنْ عُصْبَةٍ ۶ ». ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَيْنُ ، وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، قُتِلُوا ۷ كُلُّهُمْ كَمَا قَالَ عليه السلام . ۸

۹۴۰.وَ بِهذَا الْاءِسْنَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :كَتَبَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ ۹ إِلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُوصِي نَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ ، وَ بِهَا أُوصِيكَ ؛ فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللّهِ فِي الْأَوَّلِينَ ، وَ وَصِيَّتُهُ فِي الْاخِرِينَ ، خَبَّرَنِي مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ مِنْ أَعْوَانِ اللّهِ عَلى دِينِهِ وَ نَشْرِ طَاعَتِهِ بِمَا كَانَ مِنْ تَحَنُّنِكَ ۱۰۱۱ مَعَ خِذْلَانِكَ ۱۲ ، وَ قَدْ شَاوَرْتُ فِي الدَّعْوَةِ لِلرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَ قَدِ احْتَجَبْتَهَا ۱۳ وَ

1.. في «بس» : «فإذ» .

2.. في «ب ، ج» : «فأجِدْ» من الإجادة . وقوله : «فأجِدَّ» أمر من الإجداد بمعنى الاجتهاد . يقال : أجدّ يُجدّ ، إذا اجتهد وصار ذا جدّ واجتهاد . وفي الشروح : أمر من الإجادة ، بمعنى الإحسان والإتيان بالجيّد . يقال : جاد جودةً وأجاد ، أي أتى بالجيّد من القول أو الفعل . وإن كان ما في المتن هو المحتمل أيضا في المرآة . والضراب : القتال . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۱۳ (جدد) ، ص ۱۳۵ (جود) .

3.. هكذا في «ب ، ج ، ض ، ف ، ه ، بح ، بر ، بس» والوافي والبحار . وفي «بف» : «يستترون» . وفي المطبوع : «يسترون» .

4.. في «بس» : + «باللّه » .

5.. البقرة (۲) : ۱۵۶ .

6.. «أحتسبكم» أي أطلب الأجر في مصيبتكم . والعُصْبَة من الرجال : ما بين العشرة إلى الأربعين . وقال الفيض : «العَصَبةُ محرَّكةً يقال لقوم الرجل الذين يتعصّبون له» . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۲ (عصب) .

7.. في «ب» : «فقتلوا» .

8.. الوافي ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ ... ، ح ۶۲۳ ؛ البحار ، ج ۴۸ ، ص ۱۶۰ ، باب أحوال عشائره [الكاظم عليه السلام ]وأصحابه ... ، ح ۶ .

9.. في «و ، بس» : «حسن» .

10.. في الوافي : «محبّتك» وقال : «يعني لنا ، أو للإمامة والخلافة». وقوله : «التَحَنُّن» : الترحّم . يقال : تحنّن عليه ، أي ترحّم . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۰۴ (حنن) .

11.الطبعة القديمة للکافي : ۱/۳۶۷

12.. «الخُذْلان» : عدم النصرة . يقال : خَذَلَهُ خِذْلانا ، إذا ترك عونه ونصرته . وفي الوافي «مع خذلانك ، يعني إيّانا ، أو مع أنّك مخذول» . ونقل المجلسي عن بعض النسخ : «من رحمتك» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۸۳ (خذل) .

13.. في الوافي : «قد احتجبتها : احتجبتَ عن مشاورتي ولم تحضرها ، فصار ذلك سببا لتعوّق الناس عنّي» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 121226
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي