فَقَالَ : «نَعَمْ ، وَ لكِنَّهُ صَمَتَ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ^۱ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى أُمَّتِهِ وَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ كَانَتِ ^۲ الطَّاعَةُ مِنَ اللّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه السلام بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حَكِيماً ^۳ عَالِماً» . ^۴

۹۹۶.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام : قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَكُنْتَ تَقُولُ : «يَهَبُ اللّهُ لِي غُـلَاماً» فَقَدْ وَهَبَ ^۵ اللّهُ لَكَ ^۶ ، فَقَرَّ ^۷ عُيُونُنَا ^۸ ، فَـلَا أَرَانَا اللّهُ يَوْمَكَ ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا ^۹ ابْنُ ثَـلَاثِ سِنِينَ ؟! قَالَ ^۱۰ : «وَ مَا يَضُرُّهُ ^۱۱ مِنْ ذلِكَ ^۱۲ شَيْءٌ ^۱۳ ؛ قَدْ قَامَ ^۱۴ عِيسى ^۱۵ عليه السلام بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ ^۱۶ ثَـلَاثِ سِنِينَ» . ^۱۷

قُلْتُ ^۱ : فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لِلّهِ ^۲ عَلى زَكَرِيَّا فِي تِلْكَ الْحَالِ وَ هُوَ فِي الْمَهْدِ ؟
فَقَالَ : «كَانَ عِيسى فِي تِلْكَ الْحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ ، وَ رَحْمَةً مِنَ اللّهِ لِمَرْيَمَ حِينَ ^۳ تَكَلَّمَ ، فَعَبَّرَ ^۴ عَنْهَا ، وَ كَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلى مَنْ سَمِعَ كَـلَامَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتّى مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ ، وَ كَانَ ^۵ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسى بِسَنَتَيْنِ ^۶ ، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا ، فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِىًّا»^۷ .
^۸ فَلَمَّا بَلَغَ عِيسى عليه السلام سَبْعَ سِنِينَ ، تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى اللّهُ تَعَالى إِلَيْهِ ، فَكَانَ عِيسَى الْحُجَّةَ عَلى يَحْيى وَ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَ لَيْسَ تَبْقَى الْأَرْضُ ـ يَا أَبَا خَالِدٍ ـ يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلّهِ ^۹ عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه السلام ، وَ أَسْكَنَهُ الْأَرْضَ».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَ كَانَ ^۱۰ عَلِيٌّ عليه السلام حُجَّةً مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ عَلى هذِهِ الْأُمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
فَقَالَ : «نَعَمْ ، يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ ^۱۱ ، وَ نَصَبَهُ عَلَماً ، وَ دَعَاهُمْ إِلى وَلَايَتِهِ ، وَ أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ».
قُلْتُ : وَ كَانَتْ ^۱۲ طَاعَةُ عَلِيٍّ عليه السلام وَاجِبَةً عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ؟