407
الكافي ج2

فَضْلَ الْاءِمَامِ «وَ الْأَغْلالَ الَّتِى كانَتْ عَلَيْهِمْ» وَ الْأَغْـلَالُ مَا كَانُوا يَقُولُونَ مِمَّا لَمْ يَكُونُوا أُمِرُوا بِهِ مِنْ تَرْكِ فَضْلِ الْاءِمَامِ ، فَلَمَّا عَرَفُوا فَضْلَ الْاءِمَامِ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ۱ ؛ وَ الْاءِصْرُ : الذَّنْبُ ، وَ هِيَ الْاصَارُ ۲ .
ثُمَّ نَسَبَهُمْ ، فَقَالَ : «فَالَّذِينَ۳آمَنُوا بِهِ» يَعْنِي بِالْاءِمَامِ ۴«وَ عَزَّرُوهُ۵وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنْزِلَ مَعَهُ۶أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»۷ يَعْنِي الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الْجِبْتَ ۸ وَ الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا ؛ وَ الْجِبْتُ وَ الطَّاغُوتُ : فُـلَانٌ وَ فُـلَانٌ وَ فُـلَانٌ ، وَ الْعِبَادَةُ : طَاعَةُ النَّاسِ لَهُمْ .
ثُمَّ قَالَ : «أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ»۹ ثُمَّ جَزَاهُمْ ، فَقَالَ : «لَهُمُ الْبُشْرى فِى الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِى الْاخِرَةِ»۱۰ وَ الْاءِمَامُ يُبَشِّرُهُمْ بِقِيَامِ الْقَائِمِ وَ بِظُهُورِهِ ، وَ بِقَتْلِ أَعْدَائِهِمْ ،

1.«الأَصْرُ» : الكسر والعطف والحبس . و«الإِصْرُ» : العهد والذَنْب والثِقْل . والجمع : آصار وإصْران . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۹۲ (أصر) .

2.قال المجلسي : «فقوله : وهي الآصار ، يحتمل وجوها : الأوّل : أن يكون بصيغة الجمع ويكون قراءتهم عليهم السلام موافقة لقراءة ابن عامر ، أو يكون المعنى أنّ المراد بالمفرد هنا الجمع والمراد جميع ذنوبهم . الثاني : أن يكون الإصار بالكسر ، والمعنى أنّ الأصر مأخوذ من الإصار الذي يشدّ به الخباء ، ولعلّ المعنى أنّ الذنب يشدّ به رجل المذنب عن القيام بالطاعة ، كما أنّ الإصار يشدّ به أسفل الخباء . الثالث : ما قيل : إنّ ضمير هي للأغلال ، والآصار بصيغة الجمع ، والمراد أنّ الأغلال عمدة أثقالهم وذنوبهم» . الثاني قول الفيض ، والثالث قول المازندراني . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۹۹ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۹۱۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۵ ، ص ۱۱۵ .

3.هكذا في القرآن . وفي النسخ والمطبوع بدون الفاء .

4.في الوافي : «بالنبيّ» .

5.التعزير هاهنا : الإعانة والتوقير والنصر مرّة بعد مرّة . وأصل التعزير : المنع والردّ ، فكأنّ من نَصَرْتَهُ قد رددتَ عنه أعداءَه ومنعتَهم من أذاه . النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ (عزر) .

6.في الوافي : + «هو أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام » .

7.الأعراف (۷) : ۱۵۶ و ۱۵۷ .

8.«الجِبْتُ» : الفَسل الذي لا خير فيه . والفسل : الرَذْلُ والنذل الذي لا مروّة له . ويقال لكلّ ما عُبد من دون اللّه تعالى : جِبْتٌ . وسمّي الساحر والكاهن جبتا . راجع : المفردات للراغب ، ص ۱۸۲ (جبت) .

9.الزمر (۳۹) : ۵۴ .

10.يونس (۱۰) : ۶۴ .


الكافي ج2
406

قَالَ ۱ : قُلْتُ : قَوْلُهُ ۲ : «إِلّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» ؟ قَالَ : «هُمْ شِيعَتُنَا ، وَ لِرَحْمَتِهِ ۳ خَلَقَهُمْ ، وَ هُوَ قَوْلُهُ : «وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ» يَقُولُ : لِطَاعَةِ الْاءِمَامِ ۴ ؛ الرَّحْمَةُ ۵ الَّتِي يَقُولُ : «وَ رَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْ ءٍ»۶ يَقُولُ : عِلْمُ ۷ الْاءِمَامِ ، وَ ۸ وَسِعَ عِلْمُهُ ـ الَّذِي هُوَ ۹ مِنْ عِلْمِهِ ـ كُلَّ شَيْءٍ هُمْ شِيعَتُنَا ۱۰ ، ثُمَّ قَالَ : «فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ»۱۱ يَعْنِي وَلَايَةَ غَيْرِ الْاءِمَامِ وَ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : «يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْراةِ وَ الْاءِنْجِيلِ» يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله وَ الْوَصِيَّ وَ الْقَائِمَ «يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ» إِذَا قَامَ «وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ» وَ الْمُنْكَرُ ۱۲ مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ الْاءِمَامِ وَ جَحَدَهُ «وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ» : أَخْذَ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِهِ «وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» وَ الْخَبَائِثُ قَوْلُ مَنْ خَالَفَ «وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ» وَ هِيَ الذُّنُوبُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا قَبْلَ مَعْرِفَتِهِمْ

1.في «ف» : «وقال» .

2.في «بف» وحاشية «بح» : «له» . وفي الوسائل : - «قوله» .

3.في البحار ، ج ۵ : «لرحمة» .

4.في «بح» وشرح المازندراني والبحار ، ج ۲۴ : «الإمامة» .

5.«الرحمة» مرفوعة على الابتدائيّة عند المازندراني ، و«علم الإمام» خبره ، و«يقول» تأكيد . ومجرورة عند المجلسي على البدليّة عن «طاعة الإمام» ونقل عن بعض بأنّ الظرف في قوله : «لطاعة الإمام» متعلّق ب «يقول» و«الرحمة» منصوب مفعول «يقول» .

6.في «ض» : + «رحمة وعلما» .

7.في مرآة العقول : «ويمكن أن يقرأ «عَلِمَ» بصيغة الماضي» .

8.في الوافي : - «و» .

9.في مرآة العقول : - «هو» .

10.في «ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس» ومرآة العقول : «هو شيعتنا» . وفي حاشية «ف» : «هم وسّعتنا» . ونقل في المرآة عن بعض : «هو سعتنا» . قال : «وفسّر عليه السلام الشيء بالشيعة ؛ لأنّهم المنتفعون به فصار لهم رحمة» . وفي الوافي : «فسّر الرحمة بطاعة الإمام لأنّ طاعة الإمام توصل العبد إلى رحمة اللّه . وفسّر الرحمة الواسعة بعلم الإمام لأنّه الهادي إليها . و«وسع علمه» أي علم الإمام الذي هو من علمه ، أي من علم اللّه تعالى . «هم شيعتنا» أي كلّ شيء من ذنوب شيعتنا وسعته رحمة ربّنا . وفي تفسير الرحمة الواسعة بعلم الإمام إشارة إلى أنّهم لو كانوا يستندون فيه إلى علمه لما اختلفوا فيما اختلفوا».

11.. الأعراف (۷) : ۱۵۶ .

12.قال الفيض : «المُنكِر ، بالكسر . والمراد أنّ المنكَر بالفتح هنا إنكار فضل الإمام» . وردّه المجلسي بعد ما قال : «فقوله عليه السلام : والمنكر ـ بفتح الكاف ـ من أنكر فضل الإمام ، أي إنكار من أنكر ، كما في قوله تعالى : «وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى» » [البقرة (۲) : ۱۸۹] . راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۹۱۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۵ ، ص ۱۱۴ .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 121488
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي