إِطْرَاقِي ۱ ، وَ سُكُونُ أَطْرَافِي ۲ ؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ .
وَدَّعْتُكُمْ وَدَاعَ مُرْصِدٍ ۳ لِلتَّـلَاقِي ، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، وَ يَكْشِفُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَنْ سَرَائِرِي ، وَ تَعْرِفُونِّي ۴ بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي ، وَ قِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي ۵ .
إِنْ ۶ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي ؛ وَ إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ وَ ۷ إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ ۸ لِي قُرْبَةٌ وَ لَكُمْ حَسَنَةٌ ، فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا ۹ ، أَ لَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ .........
1.. «إطْراقِي» ، إمّا بكسر الهمزة ، بمعنى إرخاء العينين ، من أطْرَقَ ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض وسكت ، كناية عن عدم تحريك الأجفان . أو بفتحها جمع طِرْقٍ بمعنى القوّة ، أو جمع طَرْقٍ بمعنى الضرب بالمطرقة ، أو جمع طَرْقَة بالفتح بمعنى صنائع الكلام ، يقال : هذه طَرْقَتُهُ ، أي صنعته . والأوّل أظهر وأضبط . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۴۱ ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۳۵ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۰۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۹۸ (طرق) .
2.. «أطْرافي» ، جمع طَرَف . والمراد بها الأعضاء والجوارح . أو جمع الطَرْف بمعنى تحريك العين والجفن على رأي القتيبي ؛ فإنّ الطَرْف مصدر لا يثنّى ولا يجمع . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۲۰ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۱۳ (طرف) .
3.. «مُرْصِد» ، أي مترقّب ، منتظر ، معدّ ، مهيّئ . ونقل المجلسي عن بعض نسخ النهج : مُرْصَد على صيغة المفعول . وقال المازندراني : «ويجوز أن يكون اسم مكان من الرصد ـ بالتحريك والتسكين ـ بمعنى المراقبة والانتظار» . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۲۶ (رصد) ؛ شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۴۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ .
4.. في «ف» ونهج البلاغة ، ص ۲۰۷ : «تعرفونني» . قال في النحو الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ : «وهناك لغة تحذف نون الرفع ، أي نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق» .
5.. في «ب ، ج ، ض ، بر» : «وقيامي غير مقامي» . وفي شرح المازندراني : «وقيام غير مقامي» . وفي الوافي : «وقيامي غير مقامي» .
6.. في «ف» : «وإن» .
7.. في «ج» : - «و» .
8.. في «ب ، ف ، ه ، بح ، بر ، بس» والوافي : «العفو» مكان «وإن أعف فالعفو» .
9.. «الصَفْحُ» : العفو والتجاوز عن الذنب . وأصله من الإعراض بصفحة الوجه ، كأنّه أعرض بوجهه عن ذنبه . ظاهر الأمر بالعفو والصفح يناقض قوله عليه السلام : «ضربة مكان ضربة» فالمراد العفو عمّن حمل قاتله على القتل ، أو عمّن يجني عليهم بمثل ما جني عليه ، أو يكون المعنى : ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۴ (صفح) ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۳۵ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ .