وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ عِلْمِهِ وَ عَصَا عِزِّهِ ، وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ ۱ ، وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ ، وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ ، فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللّهِ ۲ ؛ فَإِنَّ اللّهَ لَمْ يَنْزِعْ ۳ مِنْكُمْ رَحْمَتَهُ ، وَ لَنْ يُزِيلَ عَنْكُمْ نِعْمَتَهُ ، فَأَنْتُمْ أَهْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ الَّذِينَ بِهِمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، وَ اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَةُ ۴ ، وَ ائْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ، وَ أَنْتُمْ أَوْلِيَاؤُهُ ؛ فَمَنْ تَوَلَاكُمْ فَازَ ؛ وَ مَنْ ظَلَمَ حَقَّكُمْ زَهَقَ ۵ ؛ مَوَدَّتُكُمْ مِنَ اللّهِ وَاجِبَةٌ فِي كِتَابِهِ ۶ عَلى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ اللّهُ عَلى نَصْرِكُمْ ـ إِذَا يَشَاءُ ـ قَدِيرٌ ؛ فَاصْبِرُوا لِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّهَا إِلَى اللّهِ تَصِيرُ ، قَدْ قَبَّلَكُمُ اللّهُ مِنْ نَبِيِّهِ وَدِيعَةً ، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ أَوْلِيَاءَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْأَرْضِ ، فَمَنْ أَدّى أَمَانَتَهُ آتَاهُ ۷ اللّهُ صِدْقَهُ ، فَأَنْتُمُ الْأَمَانَةُ الْمُسْتَوْدَعَةُ ، وَ لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ وَ الطَّاعَةُ الْمَفْرُوضَةُ ۸ ، وَ قَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَ قَدْ أَكْمَلَ لَكُمُ الدِّينَ ، وَ بَيَّنَ لَكُمْ سَبِيلَ الْمَخْرَجِ ، فَلَمْ يَتْرُكْ لِجَاهِلٍ حُجَّةً ، فَمَنْ جَهِلَ أَوْ تَجَاهَلَ أَوْ أَنْكَرَ أَوْ نَسِيَ أَوْ تَنَاسى ، فَعَلَى اللّهِ حِسَابُهُ ، وَ اللّهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِكُمْ ، وَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللّهَ ، وَ السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ» ۹ .
فَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام : مِمَّنْ ۱۰ أَتَاهُمُ التَّعْزِيَةُ ؟ فَقَالَ : «مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى» . ۱۱
1.إشارة إلى الآية ۳۵ من سورة النور (۲۴) : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ...» .
2.المراد بالتعزّي التأسّي والتصبّر عند المصيبة ، وأن يقول : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» [البقرة (۲) : ۱۵۶ ]كما أمر اللّه تعالى . ومعنى «بعزاء اللّه » ، أي بتعزية اللّه إيّاه ، فقام الاسم مقام المصدر . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۳۳ (عزا) .
3.في «ج» : «لن ينزع» .
4.قال المازندراني : «ولو قرئت بالكسر واُريد بها جنس الطائفة الشامل للطوائف المتفرّقة لم يكن بعيدا» . وقريب منه قاله المجلسي .
5.«زَهَقَ» ، أي بطل وهلك . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۸۴ (زهق) .
6.إشارة إلى الآية ۲۳ من سورة الشورى (۴۲) : «قُل لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» .
7.في شرح المازندراني : «أتاه» .
8.في «ب» : «المفترضة» .
9.في «ف» : + «قال» .
10.في «بح» : «من أين» .
11.راجع : الكافي ، كتاب الجنائز ، باب التعزّي ، ح ۴۶۵۱ و ۴۶۵۲ و ۴۶۵۵ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ۲۷۴ ، المجلس ۴۶ ، ح ۱۱ ؛ وكمال الدين ، ص ۳۹۲ ، ح ۷ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ۶۶۰ ، المجلس ۳۵ ، ح ۹ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۱۶۶ ـ ۱۶۸ الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۲۰ ، ح ۱۳۳۵ ؛ البحار ، ج ۲۲ ، ص ۵۳۷ ، ح ۳۹ .