يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ وَ أَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ ، لَأَخْبَرْتُكَ .
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام بَعْدَ وَفَاةِ نَفْسِي وَ مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ ۱ بَعْدِي ، وَ عِنْدَ اللّهِ ـ جَلَّ اسْمُهُ ـ فِي الْكِتَابِ ۲ وِرَاثَةً مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أَضَافَهَا اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَهُ فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ ، فَعَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ ، فَاصْطَفى مِنْكُمْ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عليه السلام ، وَ اخْتَارَنِي عَلِيٌّ عليه السلام بِالْاءِمَامَةِ ، وَ اخْتَرْتُ أَنَا ۳ الْحُسَيْنَ عليه السلام ؟
فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : أَنْتَ إِمَامٌ ، وَ أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ وَ اللّهِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هذَا الْكَـلَامَ ، أَلَا وَ إِنَّ فِي رَأْسِي كَـلَاماً لَا تَنْزِفُهُ ۴ الدِّلَاءُ ، وَ لَا تُغَيِّرُهُ ۵ نَغْمَةُ الرِّيَاحِ ۶ ، كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ ۷ ، فِي الرَّقِّ ۸ الْمُنَمْنَمِ ۹ ، أَهُمُّ
1.. في «بس ، بف» : - «من» .
2.. في «ه » : + «الماضي» . وفي الوافي : «في الكتاب ، يعني في اُمّ الكتاب واللوح المحفوظ » .
3.. في «ه » : - «أنا» .
4.. في «ج ، ه ، بف» : «لا ينزفه» . وفي «ف» : «لا ينزّفه» . وفي حاشية بدرالدين : «لاتنزحه » وفي شرح المازندراني : «ما تنزفه» . و«لا تَنْزِفُهُ» ، أي لا تنزحه ولا تفنيه ؛ كنايةً عن كثرته . يقال : نَزَفْتُ ماء البئر ، أي نزحتُه كلَّه . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۳۰ (نزف) .
5.. في «ه » : «لا يغيّره» .
6.. كناية عن ثباته وعذوبته . والنغمة : الصوت الخفيّ . وعبّر بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحقّ . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۱۱ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۰ (نغم) .
7.. «الكتاب المُعْجَمُ» ، أي المختوم المقفّل . من أعجمت الباب ، أي أقفلتُه ؛ أشار به إلى أنّه من الأسرار والرموز . أو المُزال عدم إفصاحه ، يقال : أعجمتُ الحرفَ ، أي أزلت عُجْمتَه بما يميّزه عن غيره بنقط وشكل ؛ وأشار به إلى إبانته عن المكنونات. راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۳۹ ؛ المصباح المنير ، ص ۳۹۵ (عجم) .
8.. «الرَقُّ» و«الرِقُّ» : جِلْدٌ رقيق يكتب فيه ، وضدُّ الغليظ كالرقيق ، والصحيفةُ البيضاء . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۷۸ (رقق) .
9.. في «ب» وحاشية بدرالدين : «المبهم» . وفي «ف ، بف» والوافي : «المنهم» وهو إمّا بسكون النون وفتح الهاء وتشديد الميم ، من قولهم : انهمّ البرد والشحم ، أي ذابا ؛ كنايةً عن إغلاقه وبُعده عن الأفهام كأنّه قد ذاب ومحا ، فلا يمكن قراءته إلّا بعسر. أو بفتح النون وتشديد الهاء المفتوحة من النهمة ، أي بلوغ الهمّة في الشيء ؛ كنايةً عن كونه ممتليا بحيث لم يبق شيء غير مكتوب . وفي حاشية «بف» : «المنهنم» . وقوله : «المُنَمْنَمُ» : المُزَيَّن . يقال : نَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمَةً ، أي زيّنه وزخرفه ورقّشه . أو الملتفّ المجتمع . يقال : النبتُ المُنَمْنَم ، أي المُلتفّ المجتمع . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۳ (نمم) ؛ شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۴۹ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۱۱ .