51
الكافي ج2

عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سِتْرَهُ ؛ لِأَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ يَقُولُ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ»۱
وَ قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَ قَدْ ۲ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ»۳ وَ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ ۴ لِأَبِيكِ وَ فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْمَعَاوِلَ ۵ ، وَ ۶ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى»۷ وَ لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى ، وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللّهُ بِهِ عَلى لِسَانِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِنَّ اللّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً ؛ وَ تَاللّهِ يَا عَائِشَةُ ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ ۸ ـ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ ۹ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا ـ جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اللّهِ ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَ إِنْ رَغِمَ ۱۰ مَعْطِسُكِ ۱۱ ».
قَالَ : «ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، يَوْماً عَلى بَغْلٍ ، وَ يَوْماً عَلى جَمَلٍ ، فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ ، وَ لَا تَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ .

1.. الأحزاب (۳۳) : ۵۳ .

2.الطبعة القديمة للکافي : ۱/۳۰۳

3.. الحجرات : ۲ .

4.. في «ه » : - «أنت» .

5.. «المَعاوِل» : جمع المِعْوَل ، وهو حديدة يُنْقَر بها الجبال . ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۵ (عول) .

6.. في حاشية «بح» : «وقد» .

7.. الحجرات : ۳ .

8.. في «ف ، ه » والوافي : «كرهته» .

9.. هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار . وفي المطبوع : + «رسول اللّه » .

10.. يقال : رَغِمَ رَغَمَ أنْفُه يَرْغَمُ رَغْما ورِغْما ورُغْما ، أي لصق بالرَغام ، وهو التراب ، وأرغم اللّه أنفَه ، أي ألصقه بالرَغام . هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذُلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كُرْه . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ (رغم) .

11.. «المَعْطِسُ» : الأنف ؛ لأنّ العُطاس منه يخرج . وقد جاء بفتح الطاء ، ولكنّ الكسر أجود . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۴۲ (عطس) .


الكافي ج2
50

السَّلَامُ ۱ ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ ، وَ اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا ۲ وَ عَدَاوَتِهَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه و آله وَ عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ .
فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه السلام ، وُضِعَ ۳ عَلى سَرِيرِهِ ، وَانْطَلَقُوا ۴ بِهِ إِلى مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ ـ فَصَلّى ۵ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، فَلَمَّا أَنْ صَلّى ۶ عَلَيْهِ ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ ، وَ قِيلَ لَهَا : إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا ۷ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَخَرَجَتْ ـ مُبَادِرَةً ۸ ـ عَلى بَغْلٍ بِسَرْجٍ ۹ ، فَكَانَتْ ۱۰ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْاءِسْـلَامِ سَرْجاً ، فَوَقَفَتْ وَ قَالَتْ ۱۱ : نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يُدْفَنُ فِيهِ شَيْءٌ ، وَ لَا يُهْتَكُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حِجَابُهُ .
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا : قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَا يُحِبُّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قُرْبَهُ ، وَ إِنَّ اللّهَ سَائِلُكِ ۱۲ عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ ؛ إِنَّ ۱۳ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيُحْدِثَ ۱۴ بِهِ عَهْداً .
وَ اعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ۱۵ ، وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ

1.. هكذا في «ب ، ج ، ض ، ه ، بح ، بر ، بس ، بف» . وفي «ض ، ف » والمطبوع : «عليها السلام» .

2.. «الصنيع» : الفعل القبيح وصنع به صنيعا قبيحا أي فعل . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۵ (صنع) .

3.. هكذا في «ألف ، ج ، ه ، و ، بح» والبحار ، ج ۴۴ . وفي سائر النسخ والمطبوع : «و وضع » .

4.. هكذا في النسخ التي قوبلت . وفي المطبوع : «فانطلقوا» . وفي البحار : «وانطلق» . وقوله : «وانطلقوا به» ، أي ذهبوا به . راجع : المصباح المنير ، ص ۳۷۶ (طلق) .

5.. في «ب ، بر» : «فصُلّي» . وفي «ف» : «فصلّوا» . وفي مرآة العقول : «فصلّي ، على بناء المجهول ، ويحتمل المعلوم ، فالمرفوع راجع إلى الحسين عليه السلام . وكذا قوله : فلمّا أن صلّى ، يحتمل الوجهين ، وأن زائدة لتأكيد الاتّصال» .

6.. في «ب ، ف» : «صلّي» بدل «أن صلّى» .

7.. في حاشية «ف» : «أبلغوا» .

8.. تقدّم معناه ذيل الحديث ۱ من هذا الباب .

9.. في «ف» : «يسرج» .

10.. في «ف» : «وكانت» .

11.. في البحار : «فقالت » .

12.. في «ف ، بح ، بر» وحاشية «ج» : «يسألك » .

13.. في «ب ، ف» : «وإنّ» .

14.. في «ف» : «ليحدّث» .

15.. في «ه » : «وبرسوله» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 120877
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي