527
الكافي ج2

فَأَمَرَ بِهِ ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ ۱ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ لِيُرَدُّوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَ أَمَرَ أَنْ لَا يُخْرَجَ ۲ لَهُمُ الْأَسْوَاقُ ، وَ حَالَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ ۳ ، ۴ فَسَارُوا ثَـلَاثاً لَا يَجِدُونَ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً حَتّى انْتَهَوْا إِلى مَدْيَنَ ، فَأُغْلِقَ ۵ بَابُ الْمَدِينَةِ دُونَهُمْ ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ .
قَالَ : فَصَعِدَ جَبَلًا لِيُشْرِفَ ۶ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ ـ بِأَعْلى صَوْتِهِ ـ : «يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ، أَنَا بَقِيَّةُ اللّهِ ، يَقُولُ اللّهُ : «بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»۷ » .
قَالَ : وَ كَانَ فِيهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، فَأَتَاهُمْ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، هذِهِ ـ وَ اللّهِ ـ دَعْوَةُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ ، وَ اللّهِ ، لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوا إِلى هذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ ، لَتُؤْخَذُنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ ، وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ، فَصَدِّقُونِي فِي هذِهِ الْمَرَّةِ وَ أَطِيعُونِي ، وَ كَذِّبُونِي فِيمَا تَسْتَأْنِفُونَ ؛ فَإِنِّي نَاصِحٌ لَكُمْ ۸ .
قَالَ : فَبَادَرُوا ، فَأَخْرَجُوا إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَصْحَابِهِ بِالْأَسْوَاقِ ، فَبَلَغَ ۹ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَبَرُ الشَّيْخِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَحَمَلَهُ ، فَلَمْ يُدْرَ ۱۰ مَا صَنَعَ ۱۱ بِهِ . ۱۲

1280.سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ

1.قال ابن الأثير : «البريد كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البغل ، وأصلها «بُرِيدَه دُمْ» ، أي محذوفة الذَنَب ؛ لأنّ بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها ، فاُعربت وخفّفت . ثمّ سمّي الرسول الذي يركبه بريدا ، والمسافة التي بين السكّتين بريدا» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ (برد) .

2.في «ب ، بف» : «لا تخرج» .

3.في «بح» : «الشراب والطعام» .

4.الطبعة القديمة للکافي : ۱/۴۷۲

5.في «ج» : «واُغلق» .

6.في «ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس» والوافي : «يشرف» .

7.هود (۱۱) : ۸۶ .

8.هكذا في «ف ، بح ، بر ، بس ، بف» والوافي . وفي سائر النسخ والمطبوع : «لكم ناصح» .

9.في «ب ، بر ، بف» والوافي : «فأخبر» .

10.في «ب ، ج» : «ولم يدر» .

11.يجوز فيه المبنيّ للمفعول . وفي «ف» : «صنعوا» .

12.الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۷۱ ، ح ۱۳۹۶ .


الكافي ج2
526

فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ ۱ عليه السلام ، قَالَ بِيَدِهِ : «السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ» فَعَمَّهُمْ جَمِيعاً بِالسَّـلَامِ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَازْدَادَ هِشَامٌ عَلَيْهِ حَنَقاً ۲ بِتَرْكِهِ السَّـلَامَ عَلَيْهِ بِالْخِـلَافَةِ ، وَ جُلُوسِهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَأَقْبَلَ يُوَبِّخُهُ ، وَ يَقُولُ ـ فِيمَا يَقُولُ لَهُ ۳ ـ : يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، لَا يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ ۴ ، وَ دَعَا إِلى نَفْسِهِ ، وَ زَعَمَ أَنَّهُ الْاءِمَامُ سَفَهاً وَ قِلَّةَ عِلْمٍ ، وَ وَبَّخَهُ بِمَا أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَهُ ، فَلَمَّا سَكَتَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ يُوَبِّخُهُ حَتَّى انْقَضى آخِرُهُمْ ، فَلَمَّا سَكَتَ الْقَوْمُ نَهَضَ عليه السلام قَائِماً ، ثُمَّ قَالَ : «أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ وَ أَيْنَ يُرَادُ بِكُمْ ؟ بِنَا هَدَى اللّهُ أَوَّلَكُمْ ، وَ بِنَا يَخْتِمُ آخِرَكُمْ ، فَإِنْ يَكُنْ لَكُمْ مُلْكٌ مُعَجَّلٌ ، فَإِنَّ لَنَا مُلْكاً مُؤَجَّلًا ، وَ لَيْسَ بَعْدَ مُلْكِنَا مُلْكٌ ؛ لِأَنَّا أَهْلُ الْعَاقِبَةِ ؛ يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۵ ».
فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى ۶ الْحَبْسِ تَكَلَّمَ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلَا تَرَشَّفَهُ ۷ وَ حَنَّ إِلَيْهِ ۸ ، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلى هِشَامٍ ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنْ يَحُولُوا ۹ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَجْلِسِكَ هذَا ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ ،

1.في «ف» : - «أبو جعفر» .

2.«الحَنَق» : الغيظ أو شدّته . والجمع : حِناق . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۶۵ (حنق) .

3.في «ج» : - «له» .

4.«قد شقّ عصا المسلمين» : فرّق جماعتهم وأوقع الخلاف بينهم وشوّش ائتلافهم والتيامهم واجتماعهم ومنعهم منها . وأصل العصا الاجتماع والائتلاف . وقد يراد بالعصا الجماعة ؛ لأنّ المسلمين بمنزلة العصا للإسلام ، فالإضافة بيانيّة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۶۶ (عصا) .

5.الأعراف (۷) : ۱۲۸ ؛ القصص (۲۸) : ۸۳ .

6.في «ب ، بف» : «في» .

7.في «بح» : «يرشفه» . و«تَرَشَّفَهُ» : أي مصّه . هذا في اللغة . وأمّا المراد هنا ، فالمعنى : مسّه تبرّكا ، أو قبّل يديه ورجليه ، قاله المازندراني . أو هو كناية عن المبالغة في أخذ العلم عنه عليه السلام ؛ قاله المجلسي . أو هو كناية عن شدّة الحبّ لو كان بمعنى المصّ بحيث يدخل الريق في الفم ؛ وقال الفيض : «وظنّي أنّه بالسين المهملة ؛ يعني مشى إليه مشي المقيّد يتحامل برجله مع القيد» . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۸۴ (رشف) .

8.«حنّ إليه» ، أي ترع واشتاق . وأصل الحنين : ترجيع الناقة صوتها إثْر ولدها . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۵۲ (حنن) .

9.في «بح» : «أن يكونوا» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 120753
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي