إِلى ^۱ بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام .
قَالَ ^۲ : فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ الْخَادِمُ : أَنَّهُ قَعَدَ النَّاسُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام فِي الطُّرُقَاتِ وَ السُّطُوحِ ـ الرِّجَالُ ، وَ النِّسَاءُ ، وَ الصِّبْيَانُ ـ وَ اجْتَمَعَ الْقُوَّادُ وَ الْجُنْدُ عَلى بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، قَامَ عليه السلام فَاغْتَسَلَ وَ تَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ مِنْ قُطْنٍ ^۳ ، أَلْقى طَرَفاً مِنْهَا عَلى صَدْرِهِ ، وَ طَرَفاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَ تَشَمَّرَ ^۴ ، ثُمَّ قَالَ لِجَمِيعِ مَوَالِيهِ : «افْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكَّازاً ^۵ ، ثُمَّ خَرَجَ ـ وَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُوَ حَافٍ قَدْ ^۶ شَمَّرَ سَرَاوِيلَهُ ^۷ إِلى نِصْفِ السَّاقِ ، وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ مُشَمَّرَةٌ ـ فَلَمَّا مَشى وَ مَشَيْنَا ^۸ بَيْنَ يَدَيْهِ ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ كَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ ، فَخُيِّلَ إِلَيْنَا ^۹ أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ ^۱۰ ، وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلَى الْبَابِ قَدْ تَهَيَّأُوا وَ لَبِسُوا السِّـلَاحَ ، وَ تَزَيَّنُوا بِأَحْسَنِ الزِّينَةِ ، فَلَمَّا طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ بِهذِهِ الصُّورَةِ ، وَ طَلَعَ الرِّضَا عليه السلام ، وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقْفَةً ، ثُمَّ قَالَ : «اللّهُ أَكْبَرُ ، اللّهُ أَكْبَرُ ، اللّهُ أَكْبَرُ ، اللّهُ أَكْبَرُ ^۱۱ عَلى مَا هَدَانَا ، اللّهُ أَكْبَرُ عَلى

سِنِينَ ـ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : لَا تَأْخُذْ عَلى طَرِيقِ الْجَبَلِ وَ قُمَّ ^۱ ، وَ خُذْ عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وَ الْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ ـ حَتّى ^۲ وَافى مَرْوَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَنْ يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ ^۳ وَ الْخِـلَافَةَ ، فَأَبى أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، قَالَ : فَوِلَايَةَ الْعَهْدِ ، فَقَالَ : «عَلى شُرُوطٍ أَسْأَلـُكَهَا». قَالَ ^۴ الْمَأْمُونُ لَهُ ^۵ : سَلْ ^۶ مَا شِئْتَ ، فَكَتَبَ الرِّضَا عليه السلام : «إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلَايَةِ الْعَهْدِ عَلى ^۷ أَنْ لَا آمُرَ وَ لَا أَنْهى ، وَ لَا أُفْتِيَ وَ لَا أَقْضِيَ ، وَ لَا أُوَلِّيَ ^۸ وَ لَا أَعْزِلَ ، وَ لَا أُغَيِّرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ ، وَ تُعْفِيَنِي ^۹ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ» . فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلى ذلِكَ كُلِّهِ .
قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ ، قَالَ ^۱۰ : فَلَمَّا حَضَرَ الْعِيدُ ، بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا عليه السلام يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْكَبَ ، وَ يَحْضُرَ الْعِيدَ ، وَ يُصَلِّيَ وَ يَخْطُبَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليه السلام : «قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هذَا الْأَمْرِ». فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَّ ^۱۱ قُلُوبُ النَّاسِ ، وَ يَعْرِفُوا فَضْلَكَ ^۱۲ ، فَلَمْ يَزَلْ عليه السلام يُرَادُّهُ الْكَـلَامَ فِي ذلِكَ ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَ إِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ». فَقَالَ الْمَأْمُونُ : اخْرُجْ كَيْفَ شِئْتَ ، وَ أَمَرَ الْمَأْمُونُ الْقُوَّادَ وَ النَّاسَ أَنْ يُبَكِّرُوا ^۱۳