لَمَّا ^۱
خَرَجَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ يُرِيدُ بَغْدَادَ ، وَ خَرَجَ الْفَضْلُ ^۲ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ ، وَ خَرَجْنَا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ ^۳ عليه السلام ، وَرَدَ ^۴ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ ^۵ كِتَابٌ مِنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَ نَحْنُ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ : إِنِّي نَظَرْتُ فِي تَحْوِيلِ السَّنَةِ فِي حِسَابِ النُّجُومِ ^۶ ، فَوَجَدْتُ فِيهِ أَنَّكَ تَذُوقُ فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ حَرَّ الْحَدِيدِ وَ حَرَّ النَّارِ ، وَ أَرى أَنْ تَدْخُلَ أَنْتَ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الرِّضَا الْحَمَّامَ فِي هذَا الْيَوْمِ ، وَ ^۷ تَحْتَجِمَ فِيهِ ، وَ تَصُبَّ عَلى يَدَيْكَ ^۸ الدَّمَ لِيَزُولَ عَنْكَ نَحْسُهُ .
فَكَتَبَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ إِلَى الْمَأْمُونِ بِذلِكَ ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام ذلِكَ ، فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام يَسْأَلُهُ ذلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ^۹ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «لَسْتُ بِدَاخِلٍ ^۱۰ الْحَمَّامَ غَداً ^۱۱ ، وَ لَا أَرى لَكَ وَ لَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُـلَا ^۱۲ الْحَمَّامَ غَداً ^۱۳ ». فَأَعَادَ عَلَيْهِ الرُّقْعَةَ مَرَّتَيْنِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ^۱۴ ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ غَداً الْحَمَّامَ ^۱۵ ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي النَّوْمِ ^۱۶ ، فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ غَداً ، وَ لَا أَرى لَكَ ^۱۷ وَ لَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُـلَا ^۱۸ الْحَمَّامَ غَداً ^۱۹ ». فَكَتَبَ

^۱ مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ^۲ ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى مَا أَبْـلَانَا ^۳ » ، نَرْفَعُ بِهَا أَصْوَاتَنَا .
قَالَ يَاسِرٌ : فَتَزَعْزَعَتْ ^۴ مَرْوُ بِالْبُكَاءِ وَ الضَّجِيجِ وَ الصِّيَاحِ ^۵ لَمَّا نَظَرُوا إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ سَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ ، وَ رَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا رَأَوْا أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام حَافِياً ، وَ كَانَ يَمْشِي وَ يَقِفُ ^۶ فِي كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ ، وَ يُكَبِّرُ ثَـلَاثَ ^۷ مَرَّاتٍ .
قَالَ يَاسِرٌ : فَتُخُيِّلَ ^۸ إِلَيْنَا ^۹ أَنَّ السَّمَاءَ ^۱۰ وَ الْأَرْضَ وَ الْجِبَالَ تُجَاوِبُهُ ^۱۱ ، وَ صَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً وَاحِدَةً مِنَ الْبُكَاءِ ^۱۲ ، وَ بَلَغَ ^۱۳ الْمَأْمُونَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ بَلَغَ الرِّضَا عليه السلام ^۱۴ الْمُصَلّى عَلى هذَا السَّبِيلِ ، افْتَتَنَ بِهِ النَّاسُ ، وَ الرَّأْيُ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ ، فَسَأَلَهُ الرُّجُوعَ ، فَدَعَا أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام بِخُفِّهِ ، فَلَبِسَهُ ^۱۵ وَ رَكِبَ وَ رَجَعَ . ^۱۶

۱۳۰۵.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَاسِرٍ ، قَالَ :