الْمُتَطَبِّبِينَ ^۱ ، فَأَمَرَهُمْ بِالِاخْتِـلَافِ إِلَيْهِ ^۲ وَ تَعَاهُدِهِ ^۳ صَبَاحاً وَ مَسَاءً .
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَـلَاثَةٍ ، أُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ ، فَأَمَرَ الْمُتَطَبِّبِينَ بِلُزُومِ دَارِهِ ، وَ بَعَثَ إِلى قَاضِي الْقُضَاةِ ، فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ ^۴ عَشَرَةً مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ ^۵ فِي دِينِهِ وَ أَمَانَتِهِ وَ وَرَعِهِ ^۶ ، فَأَحْضَرَهُمْ ^۷ ، فَبَعَثَ بِهِمْ ^۸ إِلى دَارِ الْحَسَنِ ، وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَيْلًا وَ نَهَاراً ، فَلَمْ يَزَالُوا هُنَاكَ حَتّى تُوُفِّيَ عليه السلام ^۹ ، فَصَارَتْ ^۱۰ سُرَّ مَنْ رَأى ضَجَّةً ^۱۱ وَاحِدَةً ، وَ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى دَارِهِ مَنْ فَتَّشَهَا ، وَ فَتَّشَ حُجَرَهَا ، وَ خَتَمَ عَلى جَمِيعِ مَا فِيهَا ، وَ طَلَبُوا أَثَرَ ^۱۲ وَلَدِهِ ، وَ جَاؤُوا بِنِسَاءٍ يَعْرِفْنَ الْحَمْلَ ، فَدَخَلْنَ إِلى ^۱۳ جَوَارِيهِ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِنَّ ، فَذَكَرَ ^۱۴ بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاكَ جَارِيَةً بِهَا حَمْلٌ ^۱۵ ، فَجُعِلَتْ فِي حُجْرَةٍ ، وَ وُكِّلَ بِهَا نِحْرِيرٌ الْخَادِمُ وَ أَصْحَابُهُ وَ نِسْوَةٌ مَعَهُمْ .
ثُمَّ أَخَذُوا بَعْدَ ذلِكَ فِي تَهْيِئَتِهِ ^۱۶ ، وَ عُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ ، وَ رَكِبَتْ ^۱۷ بَنُو هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ

وَ التَّقَدُّمِ ^۱ لَهُ عَلى جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مَشَايِخِهِ ، فَعَظُمَ ^۲ قَدْرُهُ عِنْدِي ؛ إِذْ ^۳ لَمْ أَرَ لَهُ وَلِيّاً وَ لَا عَدُوّاً إِلَا وَ هُوَ يُحْسِنُ الْقَوْلَ فِيهِ وَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ^۴ ، فَمَا خَبَرُ أَخِيهِ جَعْفَرٍ ^۵ ؟ فَقَالَ ^۶ : وَ ^۷ مَنْ جَعْفَرٌ فَتَسْأَلَ ^۸ عَنْ خَبَرِهِ ، أَوْ ^۹ يُقْرَنَ ^۱۰ بِالْحَسَنِ ؟ جَعْفَرٌ مُعْلِنُ الْفِسْقِ ^۱۱ ، فَاجِرٌ ، مَاجِنٌ ^۱۲ ، شِرِّيبٌ لِلْخُمُورِ ^۱۳ ، أَقَلُّ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ ، وَ أَهْتَكُهُمْ لِنَفْسِهِ ، خَفِيفٌ ، قَلِيلٌ فِي نَفْسِهِ ، وَ ^۱۴ لَقَدْ وَرَدَ ^۱۵ عَلَى السُّلْطَانِ وَ أَصْحَابِهِ فِي وَقْتِ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا ^۱۶ تَعَجَّبْتُ مِنْهُ ، وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكُونُ ، وَ ذلِكَ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَلَّ ، بَعَثَ إِلى أَبِي أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ ، فَرَكِبَ مِنْ سَاعَتِهِ ، فَبَادَرَ ^۱۷ إِلى دَارِ الْخِـلَافَةِ ، ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلًا وَ مَعَهُ خَمْسَةٌ ^۱۸ مِنْ خَدَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ^۱۹ كُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ خَاصَّتِهِ ، فِيهِمْ نِحْرِيرٌ ^۲۰ ، فَأَمَرَهُمْ ^۲۱ بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ وَ تَعَرُّفِ خَبَرِهِ وَ حَالِهِ ، وَ بَعَثَ إِلى نَفَرٍ مِنَ