فِيهِ ، وَ يَسُودُ عَشِيرَتَهُ ۱ مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ ۲ ».
فَقَالَ لَهُ أَبِي : بِأَبِي ۳ أَنْتَ ۴ وَ أُمِّي ، وَ هَلْ وُلِدَ ؟ قَالَ : «نَعَمْ ، وَ مَرَّتْ بِهِ سِنُونَ».
قَالَ يَزِيدُ : فَجَاءَنَا مَنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَعَهُ كَـلَاماً ، قَالَ يَزِيدُ : فَقُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام : فَأَخْبِرْنِي أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَ عليه السلام ، فَقَالَ ۵ لِي : «نَعَمْ ، إِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ هذَا زَمَانَهُ».
فَقُلْتُ لَهُ : فَمَنْ يَرْضى مِنْكَ بِهذَا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ .
قَالَ : فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ضَحِكاً شَدِيداً ، ثُمَّ قَالَ : «أُخْبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ ، إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي ، فَأَوْصَيْتُ إِلَى ابْنِي فُـلَانٍ ۶ ، وَ أَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِيَّ فِي الظَّاهِرِ ، وَ أَوْصَيْتُهُ فِي الْبَاطِنِ ، فَأَفْرَدْتُهُ وَحْدَهُ ، وَ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي ؛ لِحُبِّي إِيَّاهُ ، وَ رَأْفَتِي ۷ عَلَيْهِ ، وَ لكِنْ ذلِكَ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، وَ لَقَدْ جَاءَنِي بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۸ ، ثُمَّ أَرَانِيهِ ، وَ أَرَانِي مَنْ يَكُونُ مَعَهُ ؛ وَ كَذلِكَ لَا يُوصى
1.. «العَشِيرَة» : اسم لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم ، أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل ، وذلك أنّ العشرة هو العدد الكامل . أو هي أقاربه القريبة الذين يعاشرونه ويعاشرهم من العِشْرَة بمعنى الصحبة . راجع : المفردات للراغب ، ص ۵۶۷ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۴۰ (عشر) .
2.. «الحُلْم» : الجماع في النوع ، والاسم : الحُلُمْ . أو الحِلْم بمعنى الأناة والعقل . وعليهما فهو كناية عن البلوغ الذي يكون للناس ؛ فإنّ الإمام لا يحتلم وهو الكامل عند الولادة بل قبلها . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۴۵ (حلم) ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۵۱ .
3.. لم يرد «أبي» في بعض النسخ على ما نقله المجلسي في مرآة العقول .
4.. في «ف» : - «أنت» .
5.. في «ه » : «قال» .
6.. في البحار : + «يعني عليّا الرضا عليه السلام » .
7.. قال الجوهري : «الرأفة : أشدّ الرحمة» . وقال ابن الأثير : «الرأفة أرقّ من الرحمة ، ولا تكاد تقع في الكراهة ، والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۶۲ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ (رأف) .
8.. في «ب» : + «وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه وآله» . وفي حاشية «ض» والبحار : + «وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه» . وقال في الوافي : «هذا المجيء والإراءة يجوز أن يكونا في المنام ، وأن يكونا في اليقظة ؛ لأنّ للأرواح الكاملة أن يتمثّلوا في صور أبدانهم عيانا لمن شاؤوا في هذه النشأة الدنياويّة».