9
الكافي ج2

فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، كَانَ عَلِيٌّ 1 أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ إِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ ، وَ أَخْذِهِ بِيَدِهِ .
فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌّ 2 ـ وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ـ أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لَا وَاحِداً 3 مِنْ وُلْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ : إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ ، فَأَمَرَ 4 بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَ بَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ ، وَ أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ 5 كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ .
فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام ، كَانَ الْحَسَنُ عليه السلام أَوْلى بِهَا ؛ لِكِبَرِهِ .
فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ ، وَ لَمْ يَكُنْ 6 لِيَفْعَلَ ذلِكَ 7 ، وَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَقُولُ : «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللّهِ» 8 فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : أَمَرَ اللّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِيكَ ، وَ بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وَ فِي أَبِيكَ ، وَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِيكَ .
9 فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ 10 أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى أَخِيهِ وَ عَلى أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ ، وَ لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَـلَا ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ 11 إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَجَرى 12 تَأْوِيلُ هذِهِ الْايَةِ : «وَ أُولُواْ

1.. في «ج» : «عليّا» .

2.. وفي «بف» : «عليّ يستطيع» .

3.. في «ض ، بح» : «ولا أحدا» .

4.في «ف،بح،بس» وحاشية«ض،بر،بف» والوافي: «وأمر».

5.. سيأتي معنى «الرجس» بُعيد هذا .

6.. في «ب» : + «له» .

7.. في «بر» : - «ذلك» .

8.. الأنفال (۸) : ۷۵ ؛ الأحزاب (۳۳) : ۶ .

9.الطبعة القديمة للکافي : ۱/۲۸۸

10.. في «ب» : «ليستطيع» .

11.. في «ج» : «أفضيت» . و«الفضاء» : المكان الواسع . ويقال : أفضى فلان إلى فلان ، أي وصل إليه . وأصله أنّه صار في فُرجته وفضائه . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۰۳ (فضو) .

12.. في حاشية «ج» وشرح المازندراني ومرآة العقول : «يجري» . قال في المرآة : «قوله : «يجري» خبر «صارت» بحذف العائد ، أي يجري فيها تأويل هذه الآية . وفي أكثر النسخ : «فجرى» ، فالخبر مقدّر ، أو «صارت» تامّة ، بمعنى تغيّرت» .


الكافي ج2
8

ذلِكَ لَهُمْ ۱ ؛ وَ نَزَلَ ۲ الْحَجُّ ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ : طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ وَ نَزَلَتْ «أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» وَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي عَلِيٍّ عليه السلام : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ؛ وَ قَالَ عليه السلام ۳ : أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِي ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ ؛ وَ قَالَ : لَا تُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَهُمْ ۴ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وَ قَالَ : إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، وَ لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي ۵ بَابِ ضَـلَالَةٍ ۶ ، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَلَمْ ۷ يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُـلَانٍ وَ آلُ فُلَانٍ ، وَ لكِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْزَلَهُ ۸ فِي كِتَابِهِ ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»۹ فَكَانَ ۱۰ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ عليهم السلام ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَ ۱۱ : اللّهُمَّ ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاً وَ ثَقَلاً ، وَ هؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلِي ۱۲ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ إِلى خَيْرٍ ، وَ لَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي ۱۳ وَ ثَقَلِي .

1.. في «ج» : «لهم ذلك» .

2.. في «ف» : + «عليه» .

3.. هكذا في النسخ التي قوبلت . وفي المطبوع : «صلّى اللّه عليه و آله» .

4.. في حاشية «ج ، ض» وشرح المازندراني : «فإنّهم» .

5.. في «ج ، ف» : «من» .

6.. «الضَلالة» : الخفاء والغيبوبة حتّى لا يرى ، والهلاك ، والبطلان ، والفساد ، والاضمحلال ، ومعنى مقابل للهدى والرشاد . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۴۸ ؛ المفردات للراغب ، ص ۵۰۹ (ضلل) .

7.. في «ج ، ض ، بح ، بر» : «ولم» .

8.. في «ب ، ف» وحاشية «بف» ومرآة العقول والوافي : «أنزل» .

9.. الأحزاب (۳۳) : ۳۳ .

10.. «كان» تامّة أو خبرها محذوف . وفي «ج» : «وكان» .

11.. في «بر» : «وقال» .

12.. يقال لكلّ شيء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهم عليهم السلام ثَقَلاً إعظاما لقدرهم وتفخيما لشأنهم . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ (ثقل) .

13.. في «ف» : «أهل بيتي» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 121594
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي