93
الكافي ج2

وَ قَدْ وَسَّعَ لَكَ أَبُوكَ ، وَ لَا وَ اللّهِ ، مَا أَحَدٌ أَعْرَفَ بِالْوَلَدِ مِنْ وَالِدِهِ ، وَ لَا وَ اللّهِ ، مَا كَانَ أَبُوكَ عِنْدَنَا بِمُسْتَخَفٍّ فِي عَقْلِهِ ، وَ لَا ضَعِيفٍ فِي رَأْيِهِ .
فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلْقَاضِي : أَصْلَحَكَ اللّهُ ، فُضَّ الْخَاتَمَ وَ اقْرَأْ مَا تَحْتَهُ ، فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ ۱ : لَا أَفُضُّهُ ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ مُنْذُ ۲ الْيَوْمِ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَأَنَا ۳ أَفُضُّهُ ، فَقَالَ : ذَاكَ ۴ إِلَيْكَ ، فَفَضَّ الْعَبَّاسُ الْخَاتَمَ ، فَإِذَا فِيهِ إِخْرَاجُهُمْ وَ إِقْرَارُ عَلِيٍّ لَهَا ۵ وَحْدَهُ ، وَ إِدْخَالُهُ إِيَّاهُمْ فِي وَلَايَةِ ۶ عَلِيٍّ إِنْ أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا ، وَ إِخْرَاجُهُمْ مِنْ حَدِّ ۷ الصَّدَقَةِ وَ غَيْرِهَا ، وَ كَانَ فَتْحُهُ عَلَيْهِمْ بَـلَاءً وَ فَضِيحَةً وَ ذِلَّةً ، وَ لِعَلِيٍّ عليه السلام خِيَرَةً .
وَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ الَّتِي فَضَّ الْعَبَّاسُ تَحْتَ الْخَاتَمِ : هؤُلَاءِ الشُّهُودُ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَ جَعْفَرُ بْنُ صَالِحٍ ، وَ سَعِيدُ ۸ بْنُ عِمْرَانَ ؛ وَ أَبْرَزُوا وَجْهَ أُمِّ أَحْمَدَ فِي مَجْلِسِ الْقَاضِي ، وَ ادَّعَوْا أَنَّهَا لَيْسَتْ إِيَّاهَا حَتّى كَشَفُوا عَنْهَا وَ عَرَفُوهَا ، فَقَالَتْ عِنْدَ ذلِكَ : قَدْ وَاللّهِ ، قَالَ سَيِّدِي هذَا : إِنَّكِ سَتُؤْخَذِينَ جَبْراً ، وَ تُخْرَجِينَ إِلَى الْمَجَالِسِ ؛ فَزَجَرَهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَ قَالَ : اسْكُتِي ۹ ؛ فَإِنَّ النِّسَاءَ إِلَى الضَّعْفِ ، مَا أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ هذَا شَيْئاً .

1.. في «ب ، ه ، بس ، بف» : «ابن عمران» .

2.. هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار . وفي المطبوع : - «منذ» .

3.. في «ض» : «أنا» . وفي «ف» : «وأنا» .

4.. في «ب ، ف ، بح ، بس ، بف» والوافي : «ذلك» .

5.. في البحار : «بها» .

6.. «الوِلاية» و«الوَلاية» : نحو الدِلالة والدَلالة . وحقيقته تولّي الأمر . أي كونه وليّا وواليا عليهم ، أو في كونهم تابعين له . راجع : المفردات للراغب ، ص ۸۸۵ (ولى) ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۶۶ .

7.. في «ف» : «أخذ» .

8.. تقدّم في صدر الخبر بعنوان «سعد بن عمران الأنصاري » وأحد العنوانين محرّف من الآخر ظاهرا ، بل يمكن أن يكون كلا العنوانين محرَّفا ويكون الصواب سعد بن أبي عمران الأنصاري المذكور في رجال الطوسي ، ص ۳۳۸ ، الرقم ۵۰۳۴ . وراجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۶۷ .

9.. في «ب ، بف» : «اسكني» .


الكافي ج2
92

الْمَلَأِ ۱ ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : إِذاً ۲ وَاللّهِ تُخْبِرُ ۳ بِمَا لَا نَقْبَلُهُ مِنْكَ وَ لَا نُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ تَكُونُ عِنْدَنَا مَلُوماً مَدْحُوراً ۴ ؛ نَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ صَغِيراً وَ كَبِيراً ، وَ كَانَ أَبُوكَ أَعْرَفَ بِكَ لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ ، ۵ وَ إِنْ ۶ كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ ۷ فِي الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ ، وَ مَا كَانَ لِيَأْمَنَكَ عَلى تَمْرَتَيْنِ .
ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَمُّهُ ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ ۸ ، فَقَالَ لَهُ ۹ : إِنَّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحْمَقُ ، اجْمَعْ ۱۰ هذَا مَعَ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْكَ ، وَ أَعَانَهُ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ .
فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ ۱۱ الْقَاضِي لِعَلِيٍّ : قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ الْيَوْمَ ۱۲ ،

1.. قال ابن الأثير : «المَلَأ : أشراف الناس ورؤساؤهم ، ومقدَّموهم الذين يُرْجَع إلى قولهم . وجمعه : أمْلاء» . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۵۱ (ملأ) .

2.. في مرآة العقول : «إذا بالتنوين ، أي حين تخبر بشيء . وهي من نواصب المضارع . ويجوز الفصل بينها وبين منصوبها بالقسم . وتخبر منصوب بها» . واتّفقت النسخ على تنوين «إذا» .

3.. في حاشية «بف» والوافي : «تخبرنا» .

4.. «المدحور» : المطرود من الدُحُور بمعنى الطرد والإبعاد . وقال ابن الأثير : «الدَحْرُ : الدفع بعُنف على سبيل الإهانة والإذلال» . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۵۵ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۰۳ (دحر) .

5.. هكذا في «ج ، ض ، بس» والبحار . وفي سائر النسخ والمطبوع : «خيرا» ، وهو كما ترى .

6.. في «بر ، و» : «وأن» . وفي شرح المازندراني : «إن مخفّفة من المثقّلة المكسورة ويلزمها اللام ، ويجوز دخولها على كان وأخواته» .

7.. في «ف» : «فإنّه يعرفك» بدل «وإن كان أبوك لعارفا بك» .

8.. قال ابن الأثير : «لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُهُ ، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجَرَرْته به . وأخذتُ بتلبيب فلان ، إذا جمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجرّه . والتلبيب : مَجْمَع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل» . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۲۳ (لبب) .

9.. في «بح» : - «له» .

10.. في شرح المازندراني : ولعلّ الهمزة للاستفهام على سبيل التوبيخ بكسر المنازعة ، والجمع بالضمّ بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور» ، وفي الوافي : «أجمع ، تأكيد» ، وفي مرآة العقول : «ويمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلّم» .

11.. في «ب ، ه ، ف ، بف ، بس» وحاشية بدرالدين : «ابن عمران» .

12.. في الوافي : «لمّا رأى القاضي مكتوبا في أعلى الكتاب «لعن اللّه من فضّه » خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفضّ ، فقال : قم يا أباالحسن ، فإنّي أخاف أن أفضّ الكتاب ، فينالني لعن أبيك وكفاني ذلك شقاءً وبُعدا» .

  • نام منبع :
    الكافي ج2
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 122241
الصفحه من 744
طباعه  ارسل الي