فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : وَ اللّهِ ، مَا هُوَ كَذلِكَ ، وَ مَا جَعَلَ ۱ اللّهُ لَكَ مِنْ رَأْيٍ عَلَيْنَا ، وَ لكِنْ حَسَدُ أَبِينَا لَنَا وَ إِرَادَتُهُ مَا أَرَادَ مِمَّا لَا يُسَوِّغُهُ اللّهُ إِيَّاهُ ، وَ لَا إِيَّاكَ ۲ ، وَ إِنَّكَ لَتَعْرِفُ أَنِّي أَعْرِفُ صَفْوَانَ بْنَ يَحْيى بَيَّاعَ السَّابِرِيِّ ۳ بِالْكُوفَةِ ، وَ لَئِنْ سَلِمْتُ لَأُغْصِصَنَّهُ ۴ بِرِيقِهِ وَ أَنْتَ مَعَهُ .
فَقَالَ عَلِيٌّ ۵ عليه السلام : «لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ۶ ، أَمَّا إِنِّي يَا إِخْوَتِي ، فَحَرِيصٌ عَلى مَسَرَّتِكُمْ ۷ ، اللّهُ يَعْلَمُ ؛ اللّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ صَـلَاحَهُمْ ، وَ أَنِّي بَارٌّ بِهِمْ ، وَاصِلٌ لَهُمْ ، رَفِيقٌ ۸ عَلَيْهِمْ ، أُعْنى ۹ بِأُمُورِهِمْ لَيْلًا وَ نَهَاراً ، .........
1.. في «ب» : «ولا جعل» .
2.. في «ف» والوافي : + «فقال العبّاس» .
3.. «السابِريُّ» : ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابُور موضع بفارس . والسابِريّ أيضا : ضرب من التمر . يقال : أجود تمر بالكوفة النِرسيان والسابِريّ . ضبطه المجلسي بضمّ الباء . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۷۶ ؛ المغرب ، ص ۲۱۵ (سبر) ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ .
4.. في «ف ، بر ، بف» والوافي : «لأغصصتُه» على صيغة المتكلّم من الماضي . ويجوز في الكلمة قراءة «لاُغِصَّنّه» . وفي الشروح : «لاُغْصِصَنَّهُ» ، من غَصَصْتُ بالماء أَغَصُّ غَصَصا ، إذا شَرِقْتَ به ، أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه . فالمراد من الإغصاص بريقه : جعله بحيث لا يتمكّن من إساقة ريقه ، أي ماء فيه؛ كنايةً عن تشديد الأمر عليه .
وقال المازندراني : «وفي بعض النسخ : لأغصصته على صيغة المتكلّم من الماضي» . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ (غصص) .
5.. في «بس» : - «عليّ» .
6.. في «بس» : - «العليّ العظيم» .
7.. في «ه » : «مسيرتكم» . وفي «بح » : «على ما مسرّتكم » .
8.. «رفيق» : فعيل بمعنى فاعل . وهو إمّا بالفاء من الرفق بمعنى الرأفة والتلطّف ، أو بالقاف من الرقّة بمعنى الضعف واللينة . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۸۷ .
9.. «اُعْنَى» ، أو «أَعْنِي» بمعنى أهتمّ وأعتني . يقال : عُنِيتُ بحاجتك اُعْنَى بها فأنا بها مَعْنِيُّ ، وعَنَيْتُ به فأنا عانٍ ، والأوّل أكثر ، أي اهتممتُ بها واشتغلتُ . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۱۴ (عنا) .