107
الكافي ج3

فَقَالَ : «قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ» 1 وَ 2 قَالَ : «وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» 3 وَ 4 قَالَ : «وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ» 5 فَبَدَأَ 6 بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ عَلى دَرَجَةِ سَبْقِهِمْ ، ثُمَّ ثَنّى بِالْأَنْصَارِ ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، فَوَضَعَ كُلَّ قَوْمٍ عَلى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ عِنْدَهُ .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا فَضَّلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، فَقَالَ 7 عَزَّ وَجَلَّ : «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ (فَوْقَ بَعْضٍ 8 ) دَرَجاتٍ» 9 إِلى آخِرِ الْايَةِ . وَقَالَ : «وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ» 10 وَقَالَ : «انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْاخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً» 11 وَقَالَ : «هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللّهِ» 12 وَقَالَ : «وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُ» 13 وَقَالَ : «الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ» 14 وَقَالَ : «وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً» 15 وَقَالَ : «لا يَسْتَوِى مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ

1.. الحديد (۵۷) : ۲۱ .

2.. في «ف» : - «و» .

3.. الواقعة (۵۶) : ۱۰ ـ ۱۱ .

4.. في «ج ، ص ، ف ، بر» والبحار ، ج ۲۲ : - «و» .

5.. التوبة (۹) : ۱۰۰ .

6.. في «ج» : «بدا» .

7.. في «ص» : «وقال» . وفي حاشية «ز» : + «اللّه » .

8.. في مرآة العقول : «وفى المصاحف : «وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـتٍ» وليس فيها «فوق بعض» فالزيادة إمّا من الرواة أو النسّاخ ، أو منه عليه السلام زاده للبيان والتفسير ، وهذه الزيادة مذكورة في سورة الزخرف [ (۴۳) :۳۲ ] ، حيث قال : «نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـتٍ» فيحتمل أن يكون الزيادة للإشارة إلى الآيتين» .

9.. البقرة (۲) : ۲۵۳ .

10.. الإسراء (۱۷) : ۵۵ .

11.. الإسراء (۱۷) : ۲۱ .

12.. آل عمران (۳) : ۱۶۳ .

13.. هود (۱۱) : ۳ .

14.. التوبة (۹) : ۲۰ .

15.. النساء (۴) : ۹۵ ـ ۹۶ .


الكافي ج3
106

يَتَفَاضَلُ ۱ الْمُؤْمِنُونَ فِيهَا عِنْدَ اللّهِ؟ قَالَ : «نَعَمْ». قُلْتُ : صِفْهُ لِي ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ حَتّى أَفْهَمَهُ .
قَالَ ۲ : «إِنَّ اللّهَ سَبَّقَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا يُسَبَّقُ بَيْنَ الْخَيْلِ يَوْمَ الرِّهَانِ ۳ ، ثُمَّ فَضَّلَهُمْ عَلى دَرَجَاتِهِمْ فِي السَّبْقِ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ كُلَّ امْرِىً?مِنْهُمْ عَلى دَرَجَةِ سَبْقِهِ ، لَا يَنْقُصُهُ فِيهَا مِنْ حَقِّهِ ، وَلَا يَتَقَدَّمُ مَسْبُوقٌ سَابِقاً ، وَلَا مَفْضُولٌ فَاضِلاً ، تَفَاضَلَ بِذلِكَ أَوَائِلُ هذِهِ الْأُمَّةِ وَ ۴ أَوَاخِرُهَا ۵ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلسَّابِقِ إِلَى الْاءِيمَانِ فَضْلٌ عَلَى الْمَسْبُوقِ ، إِذاً ۶ لَلَحِقَ آخِرُ هذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، نَعَمْ ۷ ، وَلَتَقَدَّمُوهُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِمَنْ سَبَقَ إِلَى الْاءِيمَانِ الْفَضْلُ عَلى مَنْ أَبْطَأَ عَنْهُ ، وَلكِنْ بِدَرَجَاتِ الْاءِيمَانِ قَدَّمَ اللّهُ السَّابِقِينَ ، وَبِالْاءِبْطَاءِ عَنِ الْاءِيمَانِ أَخَّرَ اللّهُ الْمُقَصِّرِينَ ؛ لِأَنَّا نَجِدُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْاخِرِينَ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ عَمَلاً مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَأَكْثَرُهُمْ صَلَاةً وَصَوْماً وَحَجّاً وَزَكَاةً وَجِهَاداً ۸ وَإِنْفَاقاً ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ۹ سَوَابِقُ يَفْضُلُ بِهَا الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عِنْدَ اللّهِ ، لَكَانَ الْاخِرُونَ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ مُقَدَّمِينَ ۱۰ عَلَى الْأَوَّلِينَ ، وَلكِنْ أَبَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ ۱۱ يُدْرِكَ آخِرُ دَرَجَاتِ الْاءِيمَانِ أَوَّلَهَا ، وَيُقَدَّمَ فِيهَا مَنْ أَخَّرَ اللّهُ ، أَوْ ۱۲ يُؤَخَّرَ فِيهَا مَنْ قَدَّمَ اللّهُ ۱۳ ».
قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَمَّا نَدَبَ ۱۴ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ مِنَ الِاسْتِبَاقِ إِلَى الْاءِيمَانِ .

1.. في «ز» : «تتفاضل» . وفي البحار ، ج ۶۹ : «ويتفاضل» .

2.. في «ص» : «فقال» .

3.. «الرهن» : معروف . والجمع : رِهان . وراهنت فلانا على كذا مُراهنةً : خاطَرتُه . والمراهنة والرهان بالكسر : المسابقة على الخيل . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۲۸ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۸ (رهن) .

4.. في «ز ، ض ، بف» ومرآة العقول والبحار ، ج ۲۲ : - «و» .

5.. في حاشية «د» : «آخرها» .

6.. في «ص» : «وإذا» .

7.. في «ف» : - «نعم» .

8.. في «ف» : «وجهادا وزكاة وحجّا» .

9.. في الوافي : «لم تكن» .

10.. في حاشية «بر» : «متقدّمين» .

11.الطبعة القديمة للکافي : ۲/۴۱

12.. في «ف» : «و» .

13.. في حاشية «ز» : + «فيها» .

14.. «ندب إليه» ، أي دعا إليه . يقال : ندبتُه فانتَدَب ، أي بعثتُه ودعوتُه فأجاب . النهاية ، ج ۵ ، ص ۳۴ (ندب) .

  • نام منبع :
    الكافي ج3
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 230678
الصفحه من 791
طباعه  ارسل الي