وَلَا مُتَهَتِّكٌ ۱ .
إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَخْرَقْ ۲ ، وَإِنْ غَضِبَ لَمْ يَنْزَقْ ۳ ؛ ضِحْكُهُ تَبَسُّمٌ ، وَاسْتِفْهَامُهُ تَعَلُّمٌ ، وَمُرَاجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ ، كَثِيرٌ عِلْمُهُ ، عَظِيمٌ حِلْمُهُ ، كَثِيرُ الرَّحْمَةِ ، لَا يَبْخَلُ ۴ ، وَلَا يَعْجَلُ ، وَلَا يَضْجَرُ ۵ ، وَلَا يَبْطَرُ ۶ ، وَلَا يَحِيفُ ۷ فِي حُكْمِهِ ، وَلَا يَجُورُ ۸ فِي عِلْمِهِ ، نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ ۹ ، وَمُكَادَحَتُهُ ۱۰ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ، .........
1.. هتك السِّترَ وغيرَه يَهْتكه فانهتك وتهتّك : جذبه فقطعه من موضعه ، أو شقّ منه جزءا فبدا ماوراءه . ورجل مُنْهَتِكٌ ومُتَهتِّك ومُسْتَهْتِكٌ : لا يبالي أن يُهتَك ستره . القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۲۶۷ (هتك) .
2.. «لم يخرق» من الخَرْق بمعنى الشقّ ، والمعنى : إن ضحك لم يشقّ فاه ولم يفتحه كثيرا حتّى يبلغ القهقهة كما هو شأن الكرماء ، أو من الخُرْق والخَرَق بمعنى الحمق ، والمعنى : لا يبالغ في الضحك حتّى ينتهي إلى الخرق والسفه والحمق ، بل يقتصر على التبسّم . راجع : القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۱۶۷ (خرق) .
3.. «النَّزق» : خِفّةٌ في كلّ أمر ، وعجلة في جهل وحمق . ترتيب الكتاب العين ، ج۳ ، ص۱۷۸۰ (نزق) .
4.. في حاشية «ج» : «ولا يبخل» . وفي مرآة العقول : «وربّما يقرأ بالنون ثمّ الجيم من النجل ، وهو الرمي بالشيء ، أي لا يرمي بالكلام من غير رويّة . وهو تصحيف» . راجع أيضا : البحار ، ج۶۷ ، ص۳۷۱ .
5.. الضَجْر : القلق والاضطراب من الغمّ ، يقال : ضجر من الشيء ، أي اغتمّ وقلق واضطرب منه . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۳۷۱ (ضجر) .
6.. البَطَر : الأَشَر ، وهو شدّة الفرح ، والنشاط ، وقلّة احتمال النعمة ، والدهش ، والحيرة ، والطغيان عند النعمة وطول الغنى ، وكراهية الشيء من غير أن يستحقّ الكراهة ؛ وفعل الكلّ : كفرح . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۲ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۰۳ (بطر) .
7.. حاف يحيف حَيْفا : جار وظَلَم ، وسواء كان حاكما أو غير حاكم ، فهو حائف . المصباح المنير ، ص۱۵۹ (حيف) .
8.. في مرآة العقول : «أي لايظلم أحدا بسبب علمه وربّما يقرأ : يجوز ، بالزاى ، أي لا يتجاوز عن العلم الضروري إلى غيره» .
9.. حجرٌ صَلْد : صُلْب أملس . كناية عن شدّة تحمّله للميثاق ، أو عن عدم عدوله عن الحقّ . راجع : الصحاح ، ج۲ ، ص۴۹۸ (صلد) .
10.. «الكَدْح» : العمل والسعي والكسب ، يقال : هو يَكدَح في كذا ، أي يَكِدّ . وهو يكدح لعياله وتكتدح ، أي يكتسب لهم . الصحاح ، ج۱ ، ص۳۹۸ (كدح) .
في شرح المازندراني : «وصف عمله ومبالغته في الخيرات بأنّه أحلى من العسل في مذاقه ، وميل طبعه اللطيف إليه» ، وقال الفيض في الوافي : «الكدح : الكدّ والسعي ، وحلاوة مكادحته لحلاوة ثمرتها ويقينه في نيلها ؛ فإنّ التعب في سبيل المحبوب راحة» ، وقال المجلسي في مرآة العقول : «قيل : المكادحة : المنازعة ، أي منازعته لرفقه فيها أحلى من العسل ، وأقول : يحتمل أن يكون المعنى أنّ سعيه في تحصيل المعيشة والاُمور الدنيويّة لمساهلته فيها حسن لطيف» .