مِنْهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، وَالشِّرْعَةُ ^۱ وَالْمِنْهَاجُ سَبِيلٌ وَسُنَّةٌ ، وَقَالَ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : «إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ»^۲ وَأَمَرَ كُلَّ نَبِيٍّ بِالْأَخْذِ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ ^۳ ، وَكَانَ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ ^۴ الَّتِي أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا مُوسى عليه السلام أَنْ جَعَلَ ^۵ عَلَيْهِمُ السَّبْتَ ، وَكَانَ ^۶ مَنْ أَعْظَمَ السَّبْتَ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ ^۷ ، أَدْخَلَهُ ^۸ اللّهُ ^۹ الْجَنَّةَ ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ ، وَاسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ ^۱۰ الَّذِي نَهَاهُ ^۱۱ اللّهُ عَنْهُ فِيهِ ^۱۲ ، أَدْخَلَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّارَ ، وَذلِكَ حَيْثُ اسْتَحَلُّوا ^۱۳ الْحِيتَانَ ، وَاحْتَبَسُوهَا ، وَأَكَلُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ ، غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ^۱۴ مِنْ ^۱۵ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا ^۱۶ أَشْرَكُوا بِالرَّحْمنِ ، وَلَا شَكُّوا ^۱۷ فِي ^۱۸ شَيْءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ ^۱۹ مُوسى عليه السلام ، قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِى السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ»^۲۰ .
ثُمَّ بَعَثَ اللّهُ عِيسى عليه السلام بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَالْاءِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ ^۲۱ مِنْ عِنْدِ

وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّهُ» ¹ الْايَةَ ، فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ ² ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ ³ .
إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ : «أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ» ⁴ ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللّهِ وَحْدَهُ ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ ⁵ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللّهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ : «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ» ⁶ فَبَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَالْاءِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ ⁷ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، فَمَنْ آمَنَ ⁸ مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلى ذلِكَ ، أَدْخَلَهُ اللّهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلَامٍ لِلْعَبِيدِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَيْهِ بِهَا ⁹ النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا .
فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ ¹⁰ لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ