83
الكافي ج3

وَ قَالَ : «وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِى الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا وَلا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِى جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً» 1 .
وَ أَنْزَلَ فِي «وَ اللَّيْلِ إِذَا يَغْشى» : «فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى لا يَصْلاها إِلَا الْأَشْقَى الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلّى» 2 فَهذَا مُشْرِكٌ .
وَ أَنْزَلَ فِي «إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ» : «وَأَمّا مَنْ أُوتِىَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى» 3 فَهذَا مُشْرِكٌ .
وَ أَنْزَلَ فِي 4 «تَبَارَكَ» : «كُلَّما أُلْقِىَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللّهُ مِنْ شَىْ ءٍ» 5 فَهؤُلَاءِ مُشْرِكُونَ .
وَ أَنْزَلَ فِي «الْوَاقِعَةِ» : «وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» 6 فَهؤُلَاءِ مُشْرِكُونَ .
وَ أَنْزَلَ فِي «الْحَاقَّةِ»: «وَ أَمّا مَنْ أُوتِىَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّى مالِيَهْ» إِلى قَوْلِهِ: «إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللّهِ

1.. الإسراء (۱۷) : ۳۱ ـ ۳۹ .

2.. الليل (۹۲) : ۱۴ ـ ۱۶ .

3.. الانشقاق (۸۴) : ۱۰ ـ ۱۵ .

4.. هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ۶۹ . وفي المطبوع : + «سورة» .

5.. الملك (۶۷) : ۸ ـ ۹ .

6.. الواقعة (۵۶) : ۹۲ ـ ۹۴ .


الكافي ج3
82

اللّهِ ، وَجَعَلَ لَهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، فَهَدَمَتِ ۱ السَّبْتَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ أَنْ يُعْظِمُوهُ قَبْلَ ذلِكَ ، وَعَامَّةَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا ۲ مُوسى ، فَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْ سَبِيلَ عِيسى ، أَدْخَلَهُ اللّهُ النَّارَ وَإِنْ كَانَ ۳ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّونَ جَمِيعاً أَنْ لَا يُشْرِكُوا ۴ بِاللّهِ شَيْئاً.
ثُمَّ بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ـ وَ هُوَ بِمَكَّةَ ـ عَشْرَ سِنِينَ ۵ ، فَلَمْ يَمُتْ بِمَكَّةَ فِي تِلْكَ الْعَشْرِ سِنِينَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ۶ رَسُولُ اللّهِ إِلَا أَدْخَلَهُ اللّهُ ۷ الْجَنَّةَ بِإِقْرَارِهِ ـ وَ هُوَ إِيمَانُ ۸ التَّصْدِيقِ ـ وَلَمْ يُعَذِّبِ اللّهُ أَحَداً مِمَّنْ مَاتَ ـ وَ هُوَ مُتَّبِعٌ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَلى ذلِكَ ـ إِلَا مَنْ أَشْرَكَ بِالرَّحْمنِ .
وَ تَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَكَّةَ : «وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» إِلى قَوْلِهِ تَعَالى : «إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً»۹ أَدَبٌ وَعِظَةٌ وَتَعْلِيمٌ وَنَهْيٌ خَفِيفٌ ، وَلَمْ يَعِدْ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَى اجْتِرَاحِ ۱۰ شَيْءٍ مِمَّا نَهى عَنْهُ ، وَأَنْزَلَ نَهْياً عَنْ أَشْيَاءَ حَذَّرَ عَلَيْهَا ۱۱ ، وَلَمْ يُغَلِّظْ فِيهَا ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَيْهَا .

1.. في مرآة العقول : «قوله : فهدمت ، أي الشرعة والمنهاج أيضا ؛ لكونه بمعنى الطريق ، يجوز فيه التأنيث . ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول بإضمار السنّة في السبت» .

2.. في «ج ، ص» : «به» .

3.. «إن» وصليّة ، و«كان» ناقصة ، والموصول اسمها ، وخبرها محذوف . أي باقيا لم يتغيّر ، أو معه ما جاء . أو هي تامّة ، والمعنى : وإن كان منه الإقرار بما جاء به النبيّون وهو التوحيد ونفي الشرك . وقوله : «أن لا يشركوا» عطف بيان أو بدل للموصول . واحتمل كونه خبر «كان» على الأوّل . راجع : شرح المازندراني ، ج ۸ ، ص ۸۷ ؛ الوافي ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۱۷۶ .

4.. في «ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف» والوافي : «لا يشرك» .

5.. في مرآة العقول : «قوله عليه السلام : عشر سنين . أقول : هذا مخالف لما مرّ في تاريخ النبيّ صلى الله عليه و آله ، ولما هو المشهور من أنّه صلى الله عليه و آله أقام بعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة» . ثمّ ذكر وجوها في توجيهه .

6.الطبعة القديمة للکافي : ۲/۳۰

7.. في «ض» : - «اللّه » .

8.. في «ص» : «الإيمان و» بدل «إيمان» .

9.. الإسراء (۱۷) : ۲۳ ـ ۳۰ .

10.. «اجترح» : عمل بيده واكتسب . المصباح المنير ، ص ۹۵ (جرح) .

11.. في «ف» والوافي : «عنها» .

  • نام منبع :
    الكافي ج3
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233825
الصفحه من 791
طباعه  ارسل الي