85
الكافي ج3

عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ» وَقَوْلُهُ : «كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إِذَا ادّارَكُوا فِيها جَمِيعاً» 1 بَرِئَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَلَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، يُرِيدُ بَعْضُهُمْ أَنْ يَحُجَّ 2 بَعْضاً رَجَاءَ الْفَلْجِ 3 ، فَيُفْلِتُوا 4 مِنْ عَظِيمِ مَا نَزَلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ بِأَوَانِ بَلْوى ، وَلَا اخْتِبَارٍ ، وَلَا قَبُولِ مَعْذِرَةٍ ، وَلَاتَ 5 حِينَ نَجَاةٍ ، وَالْايَاتُ 6 وَأَشْبَاهُهُنَّ مِمَّا نَزَلَ بِهِ 7 بِمَكَّةَ ، وَلَا يُدْخِلُ اللّهُ النَّارَ إِلَا مُشْرِكاً .
فَلَمَّا أَذِنَ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، بَنَى الْاءِسْلَامَ عَلى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ 8 ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْحُدُودَ وَقِسْمَةَ الْفَرَائِضِ ، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَعَاصِي 9 الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَيْهَا وَبِهَا 10 النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا .
وَ أَنْزَلَ فِي بَيَانِ الْقَاتِلِ : «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ

1.. في الوافي : - «به» .

2.. الأعراف (۷) : ۳۸ .

3.. في «ب ، بس» وحاشية «ص ، بر ، بف» والبحار ، ج ۶۹ : «يحجّج» .

4.. في «ف» : «الفلاح» . وفي حاشية «ف» : «الفلح» بالمهملة . وقال الخليل : «الفلج : الظفر بمن تخاصمه» ، وقال الجوهري : «الفلج : الظفر والفوز» . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۱۳ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۵ (فلج) .

5.. في «ز» : «فيخلصوا» . والإفلات : التخلّص من فجأة من غير تمكّث . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۶۷ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۶ (فلت) .

6.. في «ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر» ومرآة العقول والبحار ، ج ۶۹ : «ولا» بدل «ولات» .

7.. قوله : «الآيات» مرفوع ب «نزلت» المقدّرة . وقوله : «ولا يدخل» حال . قال في مرآة العقول : «أي نزلت تلك الآيات في حالٍ كان الحكم فيها أن لا يدخل اللّه النار إلّا مشركا» .

8.. في «ب ، ج ، ز ، ف» : «رسول اللّه » بدل «عبده ورسوله» .

9.. في «ص» : «المعاصي» .

10.. في «ف» : «عليه بها» .


الكافي ج3
84

الْعَظِيمِ» 1 فَهذَا مُشْرِكٌ .
وَأَنْزَلَ فِي «طسم»: «وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ 2 دُونِ اللّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ» 3 جُنُودُ 4 إِبْلِيسَ ذُرِّيَّتُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ .
وَ قَوْلُهُ : «وَ ما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ» 5 يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ هؤُلَاءِ ، فَاتَّبَعُوهُمْ عَلى شِرْكِهِمْ ، وَهُمْ قَوْمُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله لَيْسَ فِيهِمْ 6 مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى أَحَدٌ .
وَ تَصْدِيقُ ذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ 7 قَوْمُ نُوحٍ» 8 ، «كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ» 9 ، «كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ» 10 لَيْسَ فِيهِمُ 11 الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالُوا : «عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ» ، وَلَا النَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا : «الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ» 12 سَيُدْخِلُ اللّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى النَّارَ ، وَيُدْخِلُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ .
وَ قَوْلُهُمْ : «وَ ما أَضَلَّنا إِلَا الْمُجْرِمُونَ» إِذْ دَعَوْنَا 13 إِلى سَبِيلِهِمْ ذلِكَ قَوْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ حِينَ جَمَعَهُمْ إِلَى النَّارِ : «قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ 14 رَبَّنا هؤُلا7ءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ

1.. الحاقّة (۶۹) : ۲۵ ـ ۳۳ .

2.الطبعة القديمة للکافي : ۲/۳۱

3.. الشعراء (۲۶) : ۹۱ ـ ۹۵ .

4.. في «ب» : «وجنود» .

5.. الشعراء (۲۶) : ۹۹ .

6.. في الوافي والبحار ، ج ۶۹ : «هم» .

7.. في مرآة العقول : «قوله : «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ» ، كأنّه نقل بالمعنى ؛ لأنّ تلك الآيات في سورة الشعراء وليس فيها «قَبْلَهُمْ» وإنّما هي في «ص» [(۳۸) : ۱۲] و «المؤمن» [(۴۰) : ۵] .

8.. الحجّ (۲۲) : ۴۲ ؛ ق (۵۰) : ۱۲ ومواضع اُخرى من القرآن . وفي الشعراء (۲۶) : ۱۰۵ : «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ» .

9.. الشعراء (۲۶) : ۱۷۶ .

10.. الشعراء (۲۶) : ۱۶۰ ؛ القمر (۵۴) : ۳۳ .

11.. في «ب» : - «فيهم» . وفي «د ، ض ، ف» ومرآة العقول : «هم» .

12.. التوبة (۹) : ۳۰ .

13.. في «ض ، بف» : «دعوناهم» .

14.. هكذا في القرآن و«جس» وحاشية «بح» والوافي والبحار ، ج ۶۹ . وفي سائر النسخ والمطبوع : «اُوليهم لاُخراهم» . وقال في مرآة العقول بعد ذكر الآيات في سورة الأعراف : «فظهر أنّ قوله : وقالت اُوليهم لاُخراهم ، من سهو النسّاخ أو الرواة ، وأنّ «كلّما دخلت» مقدّم على السابق في الترتيب . قالوا : «و» في قوله : «وقوله» ، بمعنى مع ، مع أنّه لا يدلّ على الترتيب» .

  • نام منبع :
    الكافي ج3
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233829
الصفحه من 791
طباعه  ارسل الي