وُلْدِي وَ عُقُوقَهُمْ، وَ إِخْوَانِي وَ جَفَاهُمْ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «يَا هذَا، إِنَّ لِلْحَقِّ دَوْلَةً ۱ ، وَ لِلْبَاطِلِ دَوْلَةً، وَ كُلُّ ۲ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي دَوْلَةِ صَاحِبِهِ ذَلِيلٌ، وَ إِنَّ أَدْنى مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ الْعُقُوقُ مِنْ وُلْدِهِ، وَ الْجَفَاءُ مِنْ إِخْوَانِهِ؛ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُهُ شَيْءٌ ۳ مِنَ ۴ الرَّفَاهِيَةِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلَا ابْتُلِيَ قَبْلَ مَوْتِهِ: إِمَّا فِي بَدَنِهِ، وَ إِمَّا فِي وُلْدِهِ، وَ إِمَّا ۵ فِي مَالِهِ حَتّى يُخَلِّصَهُ اللّهُ مِمَّا اكْتَسَبَ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، وَ يُوَفِّرَ لَهُ حَظَّهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ، فَاصْبِرْ وَ أَبْشِرْ». ۶
197 ـ بَابٌ فِي تَفْسِيرِ ۷ الذُّنُوبِ
۳۰۰۸.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْعَلَاءِ۸، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ۹:عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«الذُّنُوبُ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ الْبَغْيُ ۱۰ ، وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ
1.. الدولة في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاُخرى . والإدالة : الغلبة . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۹ (دول) .
2.. يجوز نصبه عطفا على اسم «إنّ » .
3.. في «ب ، ج ، د ، ص ، بر » والوافي : «يصيب شيئا» .
4.. في «بر» وحاشية «ص » : «في » .
5.. في «ص ، بر » : «أو» بدل «وإمّا» .
6.. المؤمن ، ص ۲۳ ، ح ۳۱ ، عن أبي الصبّاح ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ۳۱۹ ، ح ۷ ، بسند آخر عن أبي الصبّاح الكناني ، مع اختلاف الوافي ، ج ۵ ، ص ۱۰۳۶ ، ح ۳۵۴۳ .
7.. في «ج ، د ، بر ، بف » وحاشية «ز» : + «عقوبات » .
8.. ورد الخبر في علل الشرائع ، ص ۵۸۴ ، ح ۲۷ ، ومعاني الأخبار ، ص ۲۶۹ ، ح ۱ ، بسندين عن المعلّى بن محمّد ، عن العبّاس بن العلاء . ولايبعد سقوط الواسطة فيهما بجواز النظر من «محمّد » في المعلّى بن محمّد إلى «محمّد » في أحمد بن محمّد ؛ فقد وردت رواية معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبداللّه ، عن العبّاس بن العلاء ، في الكافي ، ح ۱۵۰۹۰ ، أيضا.
9.الطبعة القديمة للکافي : ۲/۴۴۸
10.. في مرآة العقول، ج ۱۱ ، ص ۳۴۰ : «حمل البغي على الذنوب باعتبار كثرة أفراده ، وكذا نظائره . والبغي
في اللغة : تجاوز الحدّ ، ويطلق غالبا على التكبّر والتطاول وعلى الظلم ، قال تعالى: «يَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ» [يونس (۱۰) : ۲۳ ؛ الشورى (۴۲) ۴۲ ]، وقال : «إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم» [يونس (۱۰) : ۲۳ ]، و«بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ» [الحجّ (۲۲) : ۶۰ ]، «إِنَّ قَـرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ» [القصص (۲۸) : ۷۶ ]، «فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَـتِلُوا الَّتِى تَبْغِى» [الحجرات (۴۹) : ۹ ]، وقد روي أنّ الحسن عليه السلام طلب المبارز في صفّين ، فنهاه أميرالمؤمنين عن ذلك وقال : إنّه بغي، ولو بغى جبل على لهدّاللّه الباغي ، ولمّا كان الظلم مذكورا بعد ذلك فالمراد به التطاول والتكبّر ؛ فإنّهما موجبان لرفع النعمة وسلب العزّة ، كما خسف اللّه بقارون ، وقد مرّ أنّ التواضع سبب للرفعة ، والتكبّر يوجب المذلّة ، أو المراد به البغي على الإمام ، أو الفساد في الأرض . والذنوبُ التي تورث الندم القتلُ ؛ فإنّه يورث الندامة في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى في قابيل حين قتل أخاه : «فَأَصْبَحَ مِنَ النَّـدِمِينَ» [المائدة (۵) : ۳۱ ].
والتي تنزل النقمَ الظلمُ ، كما يشاهد في أحوال الظالمين وخراب ديارهم واستيصال أولادهم وأموالهم ، كما هو معلوم من أحوال فرعون وهامان و بني اُميّة وبني العبّاس وأضرابهم ، وقد قال تعالى : «فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَـلَمُوا» [النمل (۲۷) : ۵۲ ].وهتك الستور بشرب الخمر ظاهر .
وحبس الرزق بالزنى مجرّب ؛ فإنّ الزناة وإن كانوا أكثر الناس أموالاً عمّا قليل يصيرون أسوأ الناس حالاً . وقد يقرأ هنا [أي بدل الزنى] : الربا ، بالراء المهملة والباء الموحّدة وهي تحبس الرزق ؛ لقوله تعالى : «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَوا وَيُرْبِى الصَّدَقَـتِ» [البقرة (۲) : ۲۷۶] . وإظلام الهواء إمّا كناية عن التحيّر في الاُمور ، أو شدّة البليّة ، أو ظهور آثار غضب اللّه في الجوّ» .