الْمِيثَاقَ ، كَانَ ^۱ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ أَقَرَّ ذلِكَ الْمَلَكُ ، فَاتَّخَذَهُ اللّهُ أَمِيناً عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ ، فَأَلْقَمَهُ ^۲ الْمِيثَاقَ ، وَ أَوْدَعَهُ عِنْدَهُ ، وَ اسْتَعْبَدَ الْخَلْقَ أَنْ يُجَدِّدُوا عِنْدَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ الْاءِقْرَارَ بِالْمِيثَاقِ وَ الْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَيْهِمْ .
ثُمَّ جَعَلَهُ اللّهُ مَعَ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ يُذَكِّرُهُ الْمِيثَاقَ ، وَ يُجَدِّدُ عِنْدَهُ الْاءقْرَارَ فِي كُلِّ ^۳ سَنَةٍ ، فَلَمَّا عَصى آدَمُ وَ أُخْرِجَ مِنَ ^۴ الْجَنَّةِ ، أَنْسَاهُ اللّهُ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ الَّذِي أَخَذَ ^۵ اللّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى وُلْدِهِ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَ لِوَصِيِّهِ عليه السلام ، وَ جَعَلَهُ تَائِهاً ^۶ حَيْرَانَ .
فَلَمَّا تَابَ اللّهُ ^۷ عَلى آدَمَ ، حَوَّلَ ذلِكَ الْمَلَكَ فِي صُورَةِ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ ، فَرَمَاهُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلى آدَمَ عليه السلام وَ هُوَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ، آنَسَ إِلَيْهِ وَ هُوَ لَا يَعْرِفُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ جَوْهَرَةٌ ، وَ أَنْطَقَهُ ^۸ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، أَ تَعْرِفُنِي ^۹ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَجَلْ ، اسْتَحْوَذَ ^۱۰ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ ، فَأَنْسَاكَ ذِكْرَ رَبِّكَ .
ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلى صُورَتِهِ الَّتِي كَانَ مَعَ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ لآِدَمَ : أَيْنَ الْعَهْدُ وَ الْمِيثَاقُ ؟ فَوَثَبَ إِلَيْهِ ^۱۱ آدَمُ ، وَ ذَكَرَ الْمِيثَاقَ ، وَ بَكى ، وَ خَضَعَ لَهُ ، وَ قَبَّلَهُ ، وَ جَدَّدَ الْاءقْرَارَ بِالْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقِ ^۱۲ ، ثُمَّ حَوَّلَهُ ^۱۳ اللّهُ ^۱۴ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ إِلى جَوْهَرَةِ الْحَجَرِ دُرَّةً

وَ تَجْدِيداً لِلْبَيْعَةِ وَ لِيُؤَدُّوا ^۱ إِلَيْهِ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ اللّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْمِيثَاقِ ، فَيَأْتُوهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَ يُؤَدُّوا إِلَيْهِ ذلِكَ الْعَهْدَ وَ الْأَمَانَةَ اللَّذَيْنِ ^۲ أُخِذَا ^۳ عَلَيْهِمْ ، أَ لَا تَرى أَنَّكَ تَقُولُ : أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا ، وَ مِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ ^۴ لِي بِالْمُوَافَاةِ ، وَ وَ اللّهِ ^۵ مَا يُؤَدِّي ذلِكَ أَحَدٌ غَيْرُ شِيعَتِنَا ، وَ لَا حَفِظَ ذلِكَ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ أَحَدٌ ^۶ غَيْرُ شِيعَتِنَا ، وَ إِنَّهُمْ لَيَأْتُوهُ ، فَيَعْرِفُهُمْ وَ يُصَدِّقُهُمْ ، وَ يَأْتِيهِ غَيْرُهُمْ ، فَيُنْكِرُهُمْ وَ يُكَذِّبُهُمْ ، وَ ذلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ ذلِكَ غَيْرُكُمْ ، فَلَكُمْ وَ اللّهِ يَشْهَدُ ، وَ عَلَيْهِمْ وَ اللّهِ يَشْهَدُ بِالْخَفْرِ ^۷ وَ الْجُحُودِ وَ الْكُفْرِ ، وَ هُوَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ مِنَ اللّهِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَجِيءُ وَ لَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ ، وَ عَيْنَانِ فِي صُورَتِهِ الْأُولى ، يَعْرِفُهُ ^۸ الْخَلْقُ وَ لَا يُنْكِرُهُ ^۹ ، يَشْهَدُ ^۱۰ لِمَنْ وَافَاهُ ، وَ جَدَّدَ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ ^۱۱ عِنْدَهُ بِحِفْظِ ^۱۲ الْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَ يَشْهَدُ عَلى كُلِّ مَنْ أَنْكَرَ ^۱۳ وَ جَحَدَ ^۱۴ وَ نَسِيَ الْمِيثَاقَ بِالْكُفْرِ وَ الْاءِنْكَارِ .
فَأَمَّا عِلَّةُ مَا أَخْرَجَهُ اللّهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَهَلْ تَدْرِي مَا كَانَ الْحَجَرُ ؟» قُلْتُ : لَا .
قَالَ : «كَانَ مَلَكاً ^۱۵ مِنْ عُظَمَاءِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ اللّهِ ، فَلَمَّا أَخَذَ اللّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ