61
الكافي ج8

۱ فَمَنْ هَاهُنَا كَانَ ذَبَحَهُ ۲ ؟» .

1.الطبعة القديمة للکافي : ۴/۲۰۶

2.قال الشيخ الصدوق في جملة من كتبه : «قد اختلفت الروايات في الذبيح ، فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل ، ومنها ما ورد بأنّه إسحاق ، ولا سبيل إلى ردّ الأخبار متى صحّ طرقها ، وكان الذبيح إسماعيل ، لكنّ إسحاق لمّا ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الذي اُمر أبوه بذبحه ، وكان يصبر لأمر اللّه عزّوجلّ ويسلّم له كصبر أخيه وتسليمه ، فينال بذلك درجته في الثواب ، فعلم اللّه عزّوجلّ ذلك من قلبه ، فسمّاه بين ملائكته ذبيحا ؛ لتمنّيه لذلك» . وقال في الفقيه : «وقد ذكرت إسناد ذلك في كتاب النبوّة متّصلاً بالصادق عليه السلام » . وقال العلّامة الفيض : «لعلّ معنى قوله : فمن هاهنا كان ذبحه ؟ أنّه لمّا لم يكن هناك سوى إبراهيم وأهله وولده إسماعيل الذي كان يساعده في بناء البيت دون إسحاق ، فمن كان هاهنا ذبحه إبراهيم ؟ يعني لم يكن هناك إسحاق ليذبحه . قوله : فمن زعم ، إلى آخره ، لعلّه من كلام بعض الرواة» ، ثمّ نقل ما نقلناه عن الشيخ الصدوق وقال : «أقول : لا يخفى أنّ حديث أبي بصير الذي مضى في قصّة الذبيح من الكافي ـ وهو الحديث العاشر الآتي هنا ـ لا يحتمل هذا التأويل ، وحمله على التقيّة أيضا بعيد ، وكأنّهم عليهم السلام كانوا يرون مصلحة في إبهام الذبيح ، كما يظهر من بعض أدعيتهم ، ولذا جاء فيه الاختلاف عنهم ، وكانا جميعا ذبيحين ، أحدهما بمنى ، والآخر بالمُنى» . وقال العلّامة الشعراني ذيل قوله : «وكانا جميعا ذبيحين» : «هذا هو الوجه الذي اختاره الصدوق بعينه ، وما ذكره المصنّف من استبعاد التقيّة صحيح ؛ فإنّه لا وجه للتقيّة مع عدم الخوف من إظهار الفتوى في هذه الاُمور التي لا تتعلّق بسياسة الخلفاء وعمل الناس في مذهبهم ، مع كونهم مختلفين ، ولابدّ من الاعتقاد بأنّ في هذه الروايات المنقولة ما ليس صادرا عنهم ، كما قاله المفيد رحمه الله . والجمع الذي اختاره الصدوق أحسن وإن لم يوافقه لفظ بعض الأحاديث ؛ إذ لا نريد أن يكون جميع الألفاظ منطبقة عليه ، فلعلّه من تصرّفات الرواة» . وأمّا العلّامة المجلسي فإنّه قال : «قوله : فمن هاهنا كان ذبحه ؟ غرضه رفع استبعاد لكون إسحاق ذبيحا بأنّ إسحاق كان بالشام ، والذي كان بمكّة إسماعيل فكون إسحاق ذبيحا مستبعد ، فأشار المؤلّف رحمه الله هاهنا إلى أنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام قد حجّ مع أهله وولده ، فيمكن أن يكون الأمر يذبح إسحاق في هذا الوقت . واعلم أنّ المسلمين اختلفوا في أنّ الذبيح إسماعيل أو إسحاق ، مع اتّفاق أهل الكتاب على أنّه إسحاق ، وكذا اختلف أخبار الخاصّة والعامّة في ذلك ، لكنّ القول بكونه إسحاق أشهر بين المخالفين ، كما أنّ القول بكونه إسماعيل أشهر بين الإماميّة ، فحمل الأخبار الدالّة على كونه إسحاق عليه السلام على التقيّة أظهر . ويظهر من الكليني رحمه اللهأنّه في ذلك من المتوقّفين ، ولا يبعد حمل الأخبار الدالّة على كونه إسحاق عليه السلام على التقيّة» . ثمّ نقل ما نقلناه عن الشيخ الصدوق وقال : «أقول : لا ينفع هذا في أكثر الأخبار المصرّحة بكون الذبيح حقيقة هو إسحاق ، ويمكن القول بصدورهما معا إن لم يتحقّق إجماع على كون الذبيح أحدهما فقط» . وراجع : الخصال ، ص ۵۸ ـ ۵۷ ، باب الاثنين ، ذيل ح ۷۸ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ذيل ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ ، ذيل ح ۲۲۷۸ ؛ الوافي ، ج ۱۲ ، ص ۱۴۹ ـ ۱۵۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۱۷ ، ص ۳۸ ـ ۳۹ .


الكافي ج8
60

إِسْمَاعِيلُ حَتّى خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ ، وَ رَجَعَ إِسْمَاعِيلُ إِلَى الْحَرَمِ» . ۱

۶۷۳۲.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدَوَيْهِ۲بْنِ عَامِرٍ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ :عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَ أَنْ يَرْفَعَ قَوَاعِدَهَا ، وَ يُرِيَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ ، فَبَنى إِبْرَاهِيمُ وَ إِسْمَاعِيلُ الْبَيْتَ كُلَّ يَوْمٍ سَافاً ۳ حَتَّى انْتَهى ۴ إِلى مَوْضِعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ» .
قَالَ ۵ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «فَنَادى أَبُو قُبَيْسٍ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام : إِنَّ لَكَ عِنْدِي وَدِيعَةً ، فَأَعْطَاهُ الْحَجَرَ ، فَوَضَعَهُ ۶ مَوْضِعَهُ ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللّهِ ، إِنَّ ۷ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ ۸ أَنْ تَحُجُّوا هذَا الْبَيْتَ ، فَحُجُّوهُ ۹ ، فَأَجَابَهُ مَنْ يَحُجُّ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَجَابَهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ» .
قَالَ : «وَ حَجَّ ۱۰ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ وَلَدُهُ ، فَمَنْ زَعَمَ ۱۱ أَنَّ الذَّبِيحَ هُوَ إِسْحَاقُ ،

1.علل الشرائع ، ص ۵۸۶ ، ح ۳۲ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، مع اختلاف يسير . الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ ، ح ۲۲۸۲ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام ، من قوله : «فلمّا كان من قابل أذن اللّه لإبراهيم عليه السلام في الحجّ» مع اختلاف الوافي ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۱۱۶۷۴ ؛ الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۹ ، ح ۱۴۶۶۶ ، إلى قوله : «ثمّ أراهما المناسك وما يعملان به» .

2.في «بس» : «عبد اللّه » . وفي الوسائل : «عبد ربّه» .

3.قال الجوهري : «الساف : كلّ عَرَق ـ وهو الصفّ من اللَّبِن أو الحجر ـ من الحائط» . وقال ابن منظور : «الساف في البناء : كلّ صفّ من اللَّبِن» . وقال العلّامة الفيض : «ويقال بالفارسيّة : چينه» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۷۸ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۶۶ (سوف) .

4.في «بث ، بح ، بخ ، بف» : «انتهوا» .

5.في «ظ ، بح ، جد» : «فقال» .

6.في «بح» : + «في» .

7.في «بث ، بس ، بف» والوافي : «وإنّ» .

8.في «ظ ، ى ، بخ ، بس ، جد ، جن» : «أمركم» .

9.في «جد» : «فحجّوا» .

10.في «جن» : «وقال : حجّ له» بدل «قال : و حجّ» .

11.في «بح» : «يزعم» .

  • نام منبع :
    الكافي ج8
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 208554
الصفحه من 703
طباعه  ارسل الي