فَقَالَ ^۱ : جَاؤُوا بِكَ لِتَهْدِمَ بَيْتَ رَبِّكَ ، أَ فَتَفْعَلُ ^۲ ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ : لَا» .
قَالَ ^۳ : «فَانْصَرَفَ عَنْهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؛ وَ جَاؤُوا بِالْفِيلِ لِيَدْخُلَ الْحَرَمَ ، فَلَمَّا انْتَهى إِلى طَرَفِ الْحَرَمِ ^۴ امْتَنَعَ مِنَ الدُّخُولِ ، فَضَرَبُوهُ فَامْتَنَعَ ^۵ مِنَ الدُّخُولِ ، فَضَرَبُوهُ فَامْتَنَعَ ^۶ ، فَأَدَارُوا بِهِ نَوَاحِيَ الْحَرَمِ كُلَّهَا ، كُلَّ ذلِكَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَدْخُلْ ، وَ بَعَثَ اللّهُ عَلَيْهِمُ الطَّيْرَ كَالْخَطَاطِيفِ ^۷ ، فِي مَنَاقِيرِهَا حَجَرٌ كَالْعَدَسَةِ أَوْ نَحْوِهَا ^۸ ، فَكَانَتْ تُحَاذِي بِرَأْسِ الرَّجُلِ ، ثُمَّ تُرْسِلُهَا عَلى رَأْسِهِ ، فَتَخْرُجُ ^۹ مِنْ دُبُرِهِ حَتّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ ^۱۰ أَحَدٌ إِلَا رَجُلٌ هَرَبَ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأى ^۱۱ ، إِذَا ^۱۲ طَلَعَ عَلَيْهِ طَائِرٌ مِنْهَا ، فَرَفَعَ ^۱۳ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : هذَا الطَّيْرُ ^۱۴ مِنْهَا ، وَ جَاءَ الطَّيْرُ حَتّى حَاذى بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ أَلْقَاهَا عَلَيْهِ ، فَخَرَجَتْ مِنْ دُبُرِهِ ، فَمَاتَ ^۱۵ » . ^۱۶

۰.وَ فِي ^۱ رِوَايَةٍ أُخْرى : «كَسَاهُ الأَنْطَاعَ ^۲ وَ طَيَّبَهُ» . ^۳

۶۷۶۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا أَقْبَلَ صَاحِبُ الْحَبَشَةِ بِالْفِيلِ يُرِيدُ هَدْمَ الْكَعْبَةِ ، مَرُّوا بِإِبِلٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَاسْتَاقُوهَا ، فَتَوَجَّهَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلى صَاحِبِهِمْ يَسْأَلُهُ رَدَّ إِبِلِهِ عَلَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَ قِيلَ لَهُ : إِنَّ هذَا شَرِيفُ قُرَيْشٍ أَوْ عَظِيمُ قُرَيْشٍ ، وَ هُوَ رَجُلٌ لَهُ عَقْلٌ وَ مُرُوَّةٌ ، فَأَكْرَمَهُ وَ أَدْنَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : سَلْهُ : مَا حَاجَتُكَ ؟ فَقَالَ لَهُ ^۴ : إِنَّ أَصْحَابَكَ مَرُّوا بِإِبِلٍ لِي ، فَاسْتَاقُوهَا ، فَأَحْبَبْتُ ^۵ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ ».
قَالَ : «فَتَعَجَّبَ مِنْ سُؤَالِهِ إِيَّاهُ رَدَّ الْاءِبِلِ ، وَ قَالَ : هذَا الَّذِي زَعَمْتُمْ أَنَّهُ عَظِيمُ قُرَيْشٍ ، وَ ذَكَرْتُمْ عَقْلَهُ ، يَدَعُ أَنْ يَسْأَلَنِي أَنْ أَنْصَرِفَ عَنْ بَيْتِهِ الَّذِي يَعْبُدُهُ! أَمَا لَوْ سَأَلَنِي أَنْ أَنْصَرِفَ عَنْ هَدْمِهِ ^۶ لَانْصَرَفْتُ لَهُ عَنْهُ ، فَأَخْبَرَهُ التَّرْجُمَانُ بِمَقَالَةِ الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : إِنَّ لِذلِكَ الْبَيْتِ رَبّاً يَمْنَعُهُ ، وَ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ ^۷ رَدَّ إِبِلِي لِحَاجَتِي إِلَيْهَا ، فَأَمَرَ بِرَدِّهَا عَلَيْهِ ، وَ مَضى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَتّى لَقِيَ الْفِيلَ عَلى طَرَفِ ^۸ الْحَرَمِ ، فَقَالَ لَهُ : مَحْمُودُ ^۹ ! فَحَرَّكَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ ^۱۰ : أَ تَدْرِي لِمَا ^۱۱ جِيءَ بِكَ ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ : لَا ،