قَصِيراً وَ كَانَ ذلِكَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِثَلَاثِينَ سَنَةً ^۱ ، فَأَرَادَتْ قُرَيْشٌ أَنْ يَهْدِمُوا الْكَعْبَةَ وَ يَبْنُوهَا ، وَ يَزِيدُوا فِي عَرْصَتِهَا ^۲ ، ثُمَّ أَشْفَقُوا مِنْ ذلِكَ ، وَ خَافُوا إِنْ وَضَعُوا فِيهَا الْمَعَاوِلَ ^۳ أَنْ تَنْزِلَ ^۴ عَلَيْهِمْ عُقُوبَةٌ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ : دَعُونِي أَبْدَأُ ، فَإِنْ كَانَ لِلّهِ ^۵ رِضىً لَمْ يُصِبْنِي شَيْءٌ ، وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ كَفَفْنَا ^۶ ، فَصَعِدَ ^۷ عَلَى الْكَعْبَةِ ، وَ حَرَّكَ مِنْهَا ^۸ حَجَراً ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ حَيَّةٌ ، وَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلِكَ بَكَوْا وَ تَضَرَّعُوا ^۹ ، وَ قَالُوا : اللّهُمَّ إِنَّا لَا نُرِيدُ إِلَا الْاءِصْلَاحَ ^۱۰ ، فَغَابَتْ عَنْهُمُ الْحَيَّةُ ، فَهَدَمُوهُ وَ نَحَّوْا حِجَارَتَهُ حَوْلَهُ حَتّى بَلَغُوا الْقَوَاعِدَ الَّتِي وَضَعَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَزِيدُوا فِي عَرْصَتِهِ ^۱۱ وَ حَرَّكُوا الْقَوَاعِدَ الَّتِي وَضَعَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، أَصَابَتْهُمْ زَلْزَلَةٌ شَدِيدَةٌ وَ ظُلْمَةٌ ، فَكَفُّوا عَنْهُ ^۱۲ .

۶۷۶۱.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْأَعْرَجِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ قُرَيْشاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ هَدَمُوا الْبَيْتَ ، فَلَمَّا أَرَادُوا بِنَاءَهُ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُ ، وَ أُلْقِيَ فِي رُوعِهِمُ ^۱ الرُّعْبُ ^۲ حَتّى قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : لَيَأْتِي ^۳ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَطْيَبِ مَالِهِ ، وَ لَا تَأْتُوا بِمَالٍ اكْتَسَبْتُمُوهُ مِنْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ حَرَامٍ ^۴ ، فَفَعَلُوا ، فَخُلِّيَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ بِنَائِهِ ، فَبَنَوْهُ حَتّى انْتَهَوْا إِلى مَوْضِعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ، فَتَشَاجَرُوا فِيهِ ^۵ أَيُّهُمْ يَضَعُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فِي مَوْضِعِهِ حَتّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ ، فَحَكَّمُوا أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ أَمَرَ بِثَوْبٍ ، فَبَسَطَ ، ثُمَّ وَضَعَ الْحَجَرَ فِي ^۶ وَسَطِهِ ، ثُمَّ أَخَذَتِ الْقَبَائِلُ بِجَوَانِبِ الثَّوْبِ ، فَرَفَعُوهُ ^۷ ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُ صلى الله عليه و آله فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ ، فَخَصَّهُ اللّهُ بِهِ» . ^۸

۶۷۶۲.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ غَيْرُهُ بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ رَفَعُوهُ ، قَالُوا^۹:إِنَّمَا ^۱۰ هَدَمَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ ؛ لِأَنَّ السَّيْلَ كَانَ يَأْتِيهِمْ مِنْ أَعْلى مَكَّةَ ^۱۱ ، فَيَدْخُلُهَا ، فَانْصَدَعَتْ ، وَ سُرِقَ مِنَ الْكَعْبَةِ غَزَالٌ مِنْ ذَهَبٍ رِجْلَاهُ مِنْ ^۱۲ جَوْهَرٍ ، وَ كَانَ حَائِطُهَا