381
الكافي ج9

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 1 .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ هذِهِ الْأُمَّةِ 2 ، وَمِمَّنْ هِيَ ، وَأَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ ، وَمِنْ 3 ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ مِنْ 4 سُكَّانِ الْحَرَمِ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اللّهِ قَطُّ ، الَّذِينَ وَجَبَتْ لَهُمُ الدَّعْوَةُ ، دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ ، الَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ أَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً 5 ، الَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ قَبْلَ هذَا 6 فِي صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله 7 ، الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فِي قَوْلِهِ 8 : «أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ 9 أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى» 10 يَعْنِي أَوَّلَ مَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْاءِيمَانِ بِهِ ، وَالتَّصْدِيقِ لَهُ 11 وَبِمَا 12 جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنَ الْأُمَّةِ الَّتِي بُعِثَ فِيهَا وَمِنْهَا وَإِلَيْهَا قَبْلَ الْخَلْقِ 13 مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللّهِ قَطُّ ، وَلَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ 14 وَهُوَ الشِّرْكُ .
ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله وَأَتْبَاعَ هذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي وَصَفَهَا فِي كِتَابِهِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَجَعَلَهَا دَاعِيَةً إِلَيْهِ ، وَأَذِنَ لَهَا 15 فِي الدُّعَاءِ إِلَيْهِ 16 ، فَقَالَ : «يا أَيُّهَا

1.آل عمران (۳) : ۱۰۴ .

2.في حاشية «جت» : «الآية» .

3.في الوسائل : - «من» .

4.في «ى» : «ومن» .

5.اشارة إلى الآية (۳۳) من سورة الأحزاب (۳۳) : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» .

6.في الوسائل : «هذه» .

7.هكذا في «بث ، بس ، بف» وحاشية «ى ، بح ، جت ، جن» والوافي والتهذيب . وفي سائر النسخ والمطبوع : «اُمّة إبراهيم عليه السلام » .

8.في الوافي : «في كتابه بقوله» بدل «في قوله» .

9.أي أدعو إلى توحيد اللّه وعدله ودينه على يقين و معرفة و حجّة قاطعة وبيان واضح غيرعمياء ، لا على وجه التقليد . راجع : الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۳۴۶ ؛ مجمع البيان ، ج ۵ ، ص ۴۶۴ .

10.يوسف (۱۲) : ۱۰۸ .

11.في حاشية «بث» : «برسوله» .

12.هكذا في جميع النسخ والوافي والتهذيب . وفي المطبوع والوسائل : «بما» بدون الواو .

13.في المرآة : «قوله عليه السلام : قبل الخلق ، متعلّق بقوله : من اتّبعه» .

14.إشارة إلى الآية ۸۲ من سورة الأنعام (۶) : «الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَـنَهُم بِظُـلْمٍ» .

15.في «ى ، بث ، بس ، جت ، جن» والوافي والوسائل والتهذيب : «له» .

16.في «جن» : «إلى اللّه » .


الكافي ج9
380

أَنَّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلى نَفْسِهِ ، وَدَعَا إِلى طَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ ، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : «وَ اللّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلَامِ 1 وَيَهْدِى مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» 2 ثُمَّ ثَنّى بِرَسُولِهِ ، فَقَالَ : «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ 3 وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ» 4 يَعْنِي بِالْقُرْآنِ 5 ، وَلَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اللّهِ ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ مَا أَمَرَ 6 فِي كِتَابِهِ ، وَالَّذِي 7 أَمَرَ أَنْ لَا يُدْعى إِلَا بِهِ ، وَقَالَ فِي نَبِيِّهِ 8 صلى الله عليه و آله : «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِى إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» 9 يَقُولُ : تَدْعُو 10 ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ بِكِتَابِهِ أَيْضاً ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ 11 » أَيْ يَدْعُو «وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ» 12 ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ أَذِنَ لَهُ فِي 13 الدُّعَاءِ 14 إِلَيْهِ بَعْدَهُ وَبَعْدَ رَسُولِهِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ : «وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ 15 أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

1.قال الراغب : ««لَهُمْ دَارُ السَّلَـمِ عِندَ رَبِّهِمْ» أي السلامة» . المفرادات ، ص ۴۲۳ (سلم) . وراجع أيضا : جوامع الجامع ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ .

2.يونس (۱۰) : ۲۵ .

3.في البحار : «قيل : المراد بالحكمة : البراهين القاطعة وهي للخواصّ ، وبالموعظة الحسنة : الخطابات المقنعة والعبر النافعة وهي للعوامّ ، وبالمجادلة بالتي هي أحسن : إلزام المعاندين والجاحدين بالمقدّمات المشهورة والمسلّمة» . البحار ، ج ۲۹ ، ص ۲۶۳ .

4.النحل (۱۶) : ۱۲۵ .

5.في الوسائل : «القرآن» . و في المرآة : «يعني بالقرآن ، تفسير للحكمة ، أو التي هي أحسن أو الأعمّ» .

6.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل . وفي المطبوع : + «[به]» .

7.في الوسائل والتهذيب : «الذي» بدون الواو .

8.في حاشية «بث» والتهذيب : «لنبيّه» .

9.الشورى (۴۲) : ۵۲ . وفي المرآة : «قوله تعالى : «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِى» أي هدايته صلى الله عليه و آله إنّما هي بالدعوة ، وأمّا الهداية الموصلة فهي مختصّة به تعالى» .

10.في «بث» : «يدعو» .

11.قال المحقّق الطبرسي رحمه الله : «معناه : إنّ هذا القرآن يهدي إلى الديانة ، والملّة ، والطريقة التي هي أشدّ استقامة» . مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۲۲۵ .

12.الإسراء (۱۷) : ۹ .

13.الطبعة القديمة للکافي : ۵/۱۴

14.في «ى» : «بالدعاء» .

15.«من» هاهنا للتبعيض على قول أكثر المفسّرين ؛ لأنّ الأمر بالمعروف وإنكار المنكر ليسا بفرضين على الأعيان ، وهما من فروض الكفايات ، فأيّ فرقة قامت بهما سقطا عن الباقين . مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۳۵۸ .

  • نام منبع :
    الكافي ج9
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 218755
الصفحه من 766
طباعه  ارسل الي