383
الكافي ج9

وَالْقُرْآنِ» ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاءَهُمْ لَهُ بِعَهْدِهِ وَمُبَايَعَتِهِ ، فَقَالَ : «وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» 1 .
فَلَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْايَةُ : «إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللّهِ ، أَ رَأَيْتَكَ 2 : الرَّجُلُ يَأْخُذُ سَيْفَهُ 3 ، فَيُقَاتِلُ حَتّى يُقْتَلَ إِلَا أَنَّهُ يَقْتَرِفُ مِنْ هذِهِ الْمَحَارِمِ ، أَ شَهِيدٌ هُوَ ؟
فَأَنْزَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى رَسُولِهِ 4 : «التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» 5 فَفَسَّرَ 6 النَّبِيُّ 7 صلى الله عليه و آله الْمُجَاهِدِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هذِهِ صِفَتُهُمْ وَحِلْيَتُهُمْ بِالشَّهَادَةِ وَالْجَنَّةِ ، وَقَالَ 8 : «التَّائِبُونَ» مِنَ الذُّنُوبِ «الْعَابِدُونَ» : الَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللّهَ ، وَلَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً «الْحَامِدُونَ» : الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللّهَ عَلى كُلِّ حَالٍ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ «السَّائِحُونَ» وَهُمُ الصَّائِمُونَ 9 «الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ» : الَّذِينَ يُوَاظِبُونَ عَلَى الصَّلَوَاتِ 10 الْخَمْسِ ، وَالْحَافِظُونَ 11 لَهَا وَالْمُحَافِظُونَ عَلَيْهَا بِرُكُوعِهَا 12 وَسُجُودِهَا ، وَفِي الْخُشُوعِ فِيهَا وَفِي أَوْقَاتِهَا «الْامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ» بَعْدَ ذلِكَ ، وَالْعَامِلُونَ بِهِ «وَ النَّاهُونَ عَنِ

1.التوبة (۹) : ۱۱۱ .

2.في الوسائل : «أرأيتك يا نبيّ اللّه » بدل «يا نبيّ اللّه أرأيتك» .

3.في «جن» : «بسيف» .

4.في «بح» : - «على رسوله» .

5.التوبة (۹) : ۱۱۲ .

6.في حاشية «ى» : «فيبشّر» . وفي الوسائل والتهذيب : «فبشّر» . وفي الوافي : «فبشّر (ففسّر ـ خ ل)» .

7.في الوسائل : «اللّه » .

8.في «جن» والتهذيب : «فقال» .

9.قال ابن الأثير : «ساح في الأرض يسيح سياحة ، إذا ذهب فيها ، وأصله من السيح ، وهو الماء الجاري المنبسط على وجه الأرض ... [ومنه] الحديث : سياحة هذه الاُمّة الصيام ، قيل للصائم : سائح ؛ لأنّ الذي يسيح في الأرض متعبّد يسيح ولا زاد له ولا ماء ، فحين يجد يطعم . والصائم يمضي نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئا ، فشبّه به» . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۳۲ (سيح) .

10.في «جن» : «صلاة» .

11.في «بث ، بس ، بف ، جد ، جن» والوافي والتهذيب : «الحافظون» بدون الواو .

12.في الوسائل : «في ركوعها» .


الكافي ج9
382

النَّبِىُّ حَسْبُكَ 1 اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» 2 ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ 3 ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الْاءِنْجِيلِ» 4 وَقَالَ : «يَوْمَ لا يُخْزِى اللّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ» 5 يَعْنِي أُولئِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَالَ : «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» 6 .
ثُمَّ حَلَاهُمْ وَوَصَفَهُمْ كَيْ لَا يَطْمَعَ فِي اللِّحَاقِ بِهِمْ إِلَا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ فِيمَا حَلَاهُمْ بِهِ وَوَصَفَهُمْ : «الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» 7 إِلى قَوْلِهِ : «أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها 8 خالِدُونَ» 9 وَقَالَ فِي صِفَتِهِمْ وَحِلْيَتِهِمْ أَيْضاً : «الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً 10 يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً» 11 ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ «اشْتَرَى مِنْ» هؤُلَاءِ «الْمُؤْمِنِينَ» وَمَنْ كَانَ عَلى مِثْلِ صِفَتِهِمْ «أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً 12 عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْراةِ وَالْاءِنْجِيلِ

1.حَسْبُ ، يستعمل في معنى الكفاية ، و«حَسْبُنَا اللَّهُ» [آل عمران (۳) : ۱۷۳ ؛ التوبه (۹) : ۵۹] أي كافينا هو . المفردات للراغب ، ص ۲۳۴ (حسب) .

2.الأنفال (۸) : ۶۴ .

3.في مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۲۱۲ : «أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشدّ بياضا» .

4.الفتح (۴۸) : ۲۹ .

5.التحريم (۶۶) : ۸ .

6.المؤمنون (۲۳) : ۱ .

7.الطبعة القديمة للکافي : ۵/۱۵

8.اُنّث الضمير للفردوس لأنّه اسم من أسماء الجنّة . وقيل : لأنّه اسم للطبقة العليا منها . راجع : مجمع البيان ، ج ۷ ، ص ۱۷۸ ؛ تاج العروس ، ج ۸ ، ص ۳۹۲ (فردس) .

9.المؤمنون (۲۳) : ۲ ـ ۱۱ .

10.قال الجوهري : «الأثام : جزاء الإثم» . وقال الراغب : «الإثم والأثام : اسم للأفعال المبطئة عن الثواب ، وجمعه : آثام ـ إلى أن قال : ـ «وَمَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ يَلْقَ أَثَامًا» ، أي عذابا ، فسمّاه أثاما لما كان منه» . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۸ ؛ المفردات ، ص ۶۳ (أثم) .

11.الفرقان (۲۵) : ۶۸ ـ ۶۹ .

12.. «وَعْدا» نصب على المصدر ؛ لأنّ قوله تعالى : «اشْتَرَى» يدلّ على أنّه وعد . مجمع البيان ، ج ۵ ، ص ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    الكافي ج9
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 218650
الصفحه من 766
طباعه  ارسل الي