387
الكافي ج9

وَ لَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ ، وَلَا كَمَا ذَكَرْتَ ، وَلكِنَّ ۱ الْمُهَاجِرِينَ ظُلِمُوا مِنْ جِهَتَيْنِ : ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، فَقَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اللّهِ لَهُمْ فِي ذلِكَ ، وَظَلَمَهُمْ كِسْرى وَقَيْصَرُ وَمَنْ كَانَ دُونَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ ، فَقَدْ قَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ فِي ذلِكَ ۲ .
وَ بِحُجَّةِ هذِهِ الْايَةِ يُقَاتِلُ مُؤْمِنُو ۳ كُلِّ زَمَانٍ ، وَإِنَّمَا أَذِنَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِمَا وَصَفَ ۴ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنَ الشَّرَائِطِ الَّتِي شَرَطَهَا اللّهُ ۵ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الْاءِيمَانِ وَالْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ قَائِماً بِتِلْكَ الشَّرَائِطِ ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَهُوَ مَظْلُومٌ ، وَمَأْذُونٌ لَهُ ۶ فِي الْجِهَادِ بِذلِكَ الْمَعْنى ؛ وَمَنْ كَانَ عَلى خِلَافِ ذلِكَ ، فَهُوَ ظَالِمٌ ، وَلَيْسَ مِنَ الْمَظْلُومِينَ ، ۷ وَلَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي الْقِتَالِ ۸ ، وَلَا بِالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْأَمْرِ ۹ بِالْمَعْرُوفِ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ ، وَلَا مَأْذُونٍ ۱۰ لَهُ فِي الدُّعَاءِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ يُجَاهِدُ مِثْلُهُ ، وَأُمِرَ بِدُعَائِهِ ۱۱ إِلَى اللّهِ ۱۲ .
وَلَا يَكُونُ مُجَاهِداً مَنْ قَدْ ۱۳ أُمِرَ ۱۴ الْمُؤْمِنُونَ ۱۵ بِجِهَادِهِ ، وَحَظَرَ الْجِهَادَ عَلَيْهِ وَمَنَعَهُ

1.في الوسائل : «لكنّ» بدون الواو .

2.في المرآة : «حاصل الجواب : أنّا قد ذكرنا أنّ جميع ما في أيدي المشركين من أموال المسلمين ، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة ، والمهاجرون ظلموا من هذه الجهة ومن جهة إخراجهم من خصوص مكّة أيضا» .

3.في «جت» : + «أهل» .

4.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب . وفي المطبوع : «وصف [ها]» .

5.في «ى» : - «اللّه » .

6.في «جن» : - «له» .

7.الطبعة القديمة للکافي : ۵/۱۸

8.في حاشية «جت» : «بالقتال» .

9.في «جن» : «ولا أمر» .

10.في «ى» وحاشية «جت» : «مأذونا» .

11.في المرآة : «قوله عليه السلام : واُمر بدعائه ، على بناء المجهول ، أي أمر غيره بدعائه» .

12.في التهذيب : - «لأنّه ليس يجاهد مثله واُمر بدعائه إلى اللّه » .

13.في «جت» : «كان» .

14.في «جن» : + «اللّه » .

15.في «جت» : «المؤمنين» .


الكافي ج9
386

عَزَّ وَجَلَّ ، كَانَ مُؤْمِناً ، وَإِذَا كَانَ مُؤْمِناً ، كَانَ مَظْلُوماً ، وَإِذَا كَانَ مَظْلُوماً ، كَانَ مَأْذُوناً لَهُ فِي الْجِهَادِ ؛ لِقَوْلِهِ ۱ عَزَّ وَجَلَّ : «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»۲ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَكْمِلًا لِشَرَائِطِ ۳ الْاءِيمَانِ ، فَهُوَ ظَالِمٌ مِمَّنْ يَبْغِي ۴ وَيَجِبُ جِهَادُهُ حَتّى يَتُوبَ ، وَلَيْسَ مِثْلُهُ مَأْذُوناً لَهُ فِي الْجِهَادِ وَالدُّعَاءِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَظْلُومِينَ الَّذِينَ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْقُرْآنِ فِي الْقِتَالِ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْايَةُ : «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا» فِي الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، أُحِلَّ لَهُمْ جِهَادُهُمْ بِظُلْمِهِمْ إِيَّاهُمْ ، وَأُذِنَ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ» .
فَقُلْتُ : فَهذِهِ نَزَلَتْ فِي الْمُهَاجِرِينَ بِظُلْمِ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ لَهُمْ ، فَمَا بَالُهُمْ ۵ فِي قِتَالِهِمْ كِسْرى وَقَيْصَرَ وَمَنْ دُونَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي ۶ قَبَائِلِ الْعَرَبِ ؟
فَقَالَ : «لَوْ كَانَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ ۷ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَطْ ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلى قِتَالِ جُمُوعِ كِسْرى وَقَيْصَرَ وَغَيْرِ ۸ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ سَبِيلٌ ؛ لِأَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوهُمْ غَيْرُهُمْ ، وَإِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ؛ لِاءِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ؛ وَ لَوْ كَانَتِ الْايَةُ إِنَّمَا عَنَتِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ ، كَانَتِ الْايَةُ مُرْتَفِعَةَ الْفَرْضِ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ إِذَا ۹ لَمْ يَبْقَ مِنَ الظَّالِمِينَ وَالْمَظْلُومِينَ ۱۰ أَحَدٌ ۱۱ ، وَكَانَ فَرْضُهَا مَرْفُوعاً عَنِ النَّاسِ بَعْدَهُمْ إِذَا ۱۲ لَمْ يَبْقَ مِنَ الظَّالِمِينَ وَالْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ.

1.الحجّ (۲۲) : ۳۹ .

2.في «بف» وحاشية «بث ، بح» والوافي والوسائل : «لقول اللّه » .

3.في «ى ، جن» : «بشرائط» .

4.في «ى ، بث ، بح ، جت ، جد ، جن» : «ينبغي» .

5.في التهذيب : «فيما نالهم أو» بدل «فما بالهم» .

6.في «جن» : «مشركين» بدل «من مشركي» .

7.في الوسائل : - «لهم» .

8.في «بث» : «غير» بدون الواو .

9.في «بس» والوافي والتهذيب : «إذ» .

10.في «جن» : - «والمظلومين» .

11.في «جن» : «أحدهم» .

12.في «بف» والوافي : «إذ» .

  • نام منبع :
    الكافي ج9
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214999
الصفحه من 766
طباعه  ارسل الي