433
الكافي ج9

وَالْأَرْضِ الْمِهَادِ وَالْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ ، فَلَا أَطْوَلَ وَلَا أَعْرَضَ وَلَا أَعْلى وَلَا أَعْظَمَ ، لَوِ امْتَنَعْنَ 1 مِنْ طُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ عِظَمٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزَّةٍ ، امْتَنَعْنَ ، وَلكِنْ أَشْفَقْنَ 2 مِنَ الْعُقُوبَةِ .
ثُمَّ إِنَّ الْجِهَادَ أَشْرَفُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْاءِسْلَامِ 3 ، وَهُوَ قِوَامُ الدِّينِ ، وَالْأَجْرُ فِيهِ عَظِيمٌ مَعَ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ 4 وَهُوَ الْكَرَّةُ 5 أن يقرأ بالهاء ، أي هو مكروه عند العباد ، وهو الأصوب ، فيكون إشارة إلى قوله تعالى : «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ» » . ، فِيهِ 6 الْحَسَنَاتُ وَالْبُشْرى بِالْجَنَّةِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ ، وَبِالرِّزْقِ غَداً عِنْدَ الرَّبِّ وَالْكَرَامَةِ ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللّهِ» 7 الْايَةَ .
ثُمَّ إِنَّ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ مِنْ جِهَادِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْجِهَادِ ، وَالْمُتَوَازِرِينَ 8 عَلَى الضَّلَالِ ضَلَالٌ فِي الدِّينِ ، وَسَلْبٌ لِلدُّنْيَا مَعَ الذُّلِّ وَالصَّغَارِ ، وَفِيهِ اسْتِيجَابُ النَّارِ بِالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ ، يَقُولُ 9 اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا

1.في «جن» : «امتنعت» .

2.الإشفاق : الخوف . يقال : أشفقتُ اُشفق إشفاقا ، وهي اللغة العالية . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۸۷ (شفق) .

3.في «بف» وحاشية «جت» : «الصلاة» .

4.يقال : فلان في مَنَعَة ، أي هو في عزّ قومه ، فلا يقدر عليه من يريده . ولهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريد هم بسوء . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ ؛ المصباح المنير ، ص ۵۸۱ (منع) .

5.في المرآة : «أي الحملة على العدوّ ، وهي في نفسها أمر مرغوب فيه ، أو ليس هو إلّا مرّة واحدة وحملته فيها سعادة الأبد ، ويمكن الطبعة القديمة للکافي : ۵/۳۸

6.في «بف» : «ففيه» .

7.آل عمران (۳) : ۱۶۹ . وفي «بث» : + «أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » . وفي «بف» : + «أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَآءٌ» .

8.الموازرة على العمل : المعاونة عليه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۲ (وزر) .

9.في «جت» وحاشية «بث» : «لقول» .


الكافي ج9
432

مِنَ ۱ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَا يَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زَيْنُ مَتَاعٍ ، وَلَا قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ مَالٍ وَلَا وَلَدٍ ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ۲تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ»۳ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُنْصِباً ۴ لِنَفْسِهِ بَعْدَ الْبُشْرى لَهُ بِالْجَنَّةِ مِنْ رَبِّهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ۵عَلَيْها»۶ الْايَةَ ۷ ، فَكَانَ ۸ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ ، وَيُصَبِّرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ .
ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلَاةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ الْاءِسْلَامِ عَلى أَهْلِ الْاءِسْلَامِ ، وَمَنْ لَمْ يُعْطِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا ، يَرْجُو بِهَا مِنَ الثَّمَنِ ۹ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا ، فَإِنَّهُ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ ، مَغْبُونُ الْأَجْرِ ۱۰ ، ضَالُّ الْعُمُرِ ، طَوِيلُ النَّدَمِ بِتَرْكِ أَمْرِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالرَّغْبَةِ عَمَّا عَلَيْهِ صَالِحُو عِبَادِ اللّهِ ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «يَتَّبِعْ۱۱غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّى»۱۲ مِنَ الْأَمَانَةِ ۱۳ ، فَقَدْ خَسِرَ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَضَلَّ عَمَلُهُ ، عُرِضَتْ عَلَى السَّمَاوَاتِ الْمَبْنِيَّةِ

1.في الوسائل : - «من» .

2.يقال : ألهاه عن كذا ، أي شغله . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۸۲ (لها) .

3.النور (۲۴) : ۳۷ .

4.النَصَب والتَعَب بمعنى واحد ، و«مُنصبا» أي مُتعبا . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۹۱ (نصب) .

5.الاصطبار : تحمّل الصبر . راجع : المفردات للراغب ، ص ۴۷۴ (صبر) .

6.طه (۲۰) : ۱۳۲ .

7.في «بث» : «الآيتين» . وفي «جن» : - «الآية» .

8.في «بح» والبحار : «وكان» .

9.في البحار : «الثواب» .

10.في الوافي : - «الأجر» .

11.هكذا في القرآن و«بذ» . وفي سائر النسخ والمطبوع والوافي : «ومن يتّبع» .

12.النساء (۴) : ۱۱۵ . وقال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار ، ج ۲۲ ، ص ۲۴ : «أي نجعله واليا لما تولّى من الضلالة ، ونخلّي بينه وبين ما اختاره» .

13.في الوافي : «كذا فيما وجدناه من نسخ الكافي ، والصواب : ثمّ الأمانة ، كما يظهر من بعض خطبه في نهج البلاغة وزاد فيه بعد قوله : ولا أعظم ، لفظة : منها ، ثمّ قال : ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ، وهو الصواب» . وفي المرآة : «لعلّه بيان لسبيل المؤمنين ، أي المراد بسبيل المؤمنين ولاية أهل البيت عليهم السلام وهي الأمانة المعروضة ، والصواب ما في النهج ، وفيه هكذا : ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس من أهلها ، إنّها عُرضت على السماوات المبنيّة والأرضين المدحوّة ...» . وراجع : نهج البلاغة ، ص ۳۱۷ ، الخطبة ۱۹۹ .

  • نام منبع :
    الكافي ج9
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 219254
الصفحه من 766
طباعه  ارسل الي