وَالْأَرْضِ الْمِهَادِ وَالْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ ، فَلَا أَطْوَلَ وَلَا أَعْرَضَ وَلَا أَعْلى وَلَا أَعْظَمَ ، لَوِ امْتَنَعْنَ 1 مِنْ طُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ عِظَمٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزَّةٍ ، امْتَنَعْنَ ، وَلكِنْ أَشْفَقْنَ 2 مِنَ الْعُقُوبَةِ .
ثُمَّ إِنَّ الْجِهَادَ أَشْرَفُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْاءِسْلَامِ 3 ، وَهُوَ قِوَامُ الدِّينِ ، وَالْأَجْرُ فِيهِ عَظِيمٌ مَعَ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ 4 وَهُوَ الْكَرَّةُ 5 أن يقرأ بالهاء ، أي هو مكروه عند العباد ، وهو الأصوب ، فيكون إشارة إلى قوله تعالى : «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ» » . ، فِيهِ 6 الْحَسَنَاتُ وَالْبُشْرى بِالْجَنَّةِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ ، وَبِالرِّزْقِ غَداً عِنْدَ الرَّبِّ وَالْكَرَامَةِ ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللّهِ» 7 الْايَةَ .
ثُمَّ إِنَّ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ مِنْ جِهَادِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْجِهَادِ ، وَالْمُتَوَازِرِينَ 8 عَلَى الضَّلَالِ ضَلَالٌ فِي الدِّينِ ، وَسَلْبٌ لِلدُّنْيَا مَعَ الذُّلِّ وَالصَّغَارِ ، وَفِيهِ اسْتِيجَابُ النَّارِ بِالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ ، يَقُولُ 9 اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا
1.في «جن» : «امتنعت» .
2.الإشفاق : الخوف . يقال : أشفقتُ اُشفق إشفاقا ، وهي اللغة العالية . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۸۷ (شفق) .
3.في «بف» وحاشية «جت» : «الصلاة» .
4.يقال : فلان في مَنَعَة ، أي هو في عزّ قومه ، فلا يقدر عليه من يريده . ولهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريد هم بسوء . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ ؛ المصباح المنير ، ص ۵۸۱ (منع) .
5.في المرآة : «أي الحملة على العدوّ ، وهي في نفسها أمر مرغوب فيه ، أو ليس هو إلّا مرّة واحدة وحملته فيها سعادة الأبد ، ويمكن الطبعة القديمة للکافي : ۵/۳۸
6.في «بف» : «ففيه» .
7.آل عمران (۳) : ۱۶۹ . وفي «بث» : + «أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » . وفي «بف» : + «أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَآءٌ» .
8.الموازرة على العمل : المعاونة عليه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۲ (وزر) .
9.في «جت» وحاشية «بث» : «لقول» .