۹۱۳۸.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : جَامٌ فِيهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ۱ : أَشْتَرِيهِ ۲ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ ؟
فَقَالَ : «إِنْ كَانَ تَقْدِرُ ۳ عَلى تَخْلِيصِهِ ، فَلَا ؛ وَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ ۴ عَلى تَخْلِيصِهِ ۵ ، فَلَا بَأْسَ» . ۶
۹۱۳۹.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :قُلْتُ لَهُ : تَجِيئُنِي ۷ الدَّرَاهِمُ بَيْنَهَا ۸ الْفَضْلُ ، فَنَشْتَرِيهِ بِالْفُلُوسِ .
فَقَالَ : «لَا يَجُوزُ ۹ ، وَلكِنِ انْظُرْ فَضْلَ
1.في «ط ، ى ، بس ، جت ، جن» والوسائل : «فضّة وذهب» .
2.في «ى» : «اشتراه» .
3.في «ى ، بخ ، بس ، جت» والوافي والوسائل : «يقدر» .
4.في «ى ، بخ ، بس ، جت» والوافي والوسائل : «لم يقدر» .
5.في المرآة : «قوله عليه السلام : وإن لم تقدر على تخليصه ، هو خلاف المشهور ، وحمله على ما إذا علم أو ظنّ زيادة الثمن على ما فيه من جنسه بعيد . وعلى هذا الحمل يكون النهي في الشقّ الأوّل على الكراهة» .
6.التهذيب ، ج ۷ ، ص ۱۱۲ ، ح ۴۸۴ ، معلّقا عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ۱۸ ، ص ۶۲۱ ، ح ۱۷۹۹۰ ؛ الوسائل ، ج ۱۸ ، ص ۲۰۰ ، ح ۲۳۴۸۶ .
7.في الوافي : «يجيئني» .
8.في «بف» والتهذيب : «بينهما» .
9.في «بس ، جد ، جن» والوسائل والتهذيب : - «يجوز» .
وفي الوافي : «كأنّ السائل أراد بالفضل الفضل في الجنس ، فكان يشتري ذلك الفضل بإعطاء فلوس مع المغشوشة . وإنّما لا يجوز ذلك ؛ لعدم العلم بمقدار كلّ من الفضّة والغشّ في المغشوش ، فأمره عليه السلام أن ينظر إلى الفضل فيزنه بنظره وزنا ويزن نحاسا ويجعله مع الجياد ؛ ليكون بإزاء الغشّ في المغشوشة ويأخذ وزنا بوزن ؛ ليقع كلّ من الفضّة والغشّ في مقابل الآخر» .
وفي المرآة : «قوله عليه السلام : فقال : لايجوز ، ليس في بعض النسخ «يجوز» موافقا لنسخ التهذيب ، فالمعنى أنّه لا يجب الشراء بالفلوس ، بل يكفي جعل النحاس مع الدراهم الجياد ، ولعلّ قوله : خذ وزنا بوزن على المثال ، أو بيان أقلّ مراتب الجواز . وأمّا على نسخة «لايجوز» فقيل : كأنّه كان يشتري الفضل بإعطاء فلوس مع المغشوشة فنهى عنه ؛ لعدم العلم بمقدار كلّ من الفضّة والغشّ في المغشوش ، فأمره عليه السلام أن ينظر إلى الفضل من الجنس فيزنه بنظره وزنا ويزن نحاسا ، ويجعله مع الجياد ؛ ليكون بإزاء الغشّ في المغشوشة ، ويأخذ وزنا بوزن ؛ ليقع كلّ من الفضّة والغشّ في مقابل الآخر .
وأقول : الأظهر على هذه النسخة أن يقال : إنّما نهى عن الفلوس إذا أخذوها بالعدد من غير وزن ، كما فهمه الفاضل الأستر آبادي ، حيث قال : يفهم منه أنّ الفلوس ليس حكمها حكم الدراهم والدنانير ، وأنّ حكمها حكم الطعام ؛ يعني من خواصّ الدراهم والدنانير وقوع المعاملات بذكر عددهما ، فلا بدّ في الفلوس من ذكر وزنها . انتهى . ويؤيّده ما رواه الشيخ عن معلّى بن خنيس أنّه قال لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنّي أردت أن أبيع تبر ذهب بالمدينة فلم يشتر منّي إلّا بالدنانير ، فيصحّ لي أن أجعل بينهما نحاسا ؟ فقال : إن كنت لا بدّ فاعلاً فليكن نحاس وزنا» . وراجع : التهذيب ، ج ۷ ، ص ۱۱۵ ، ح ۵۰۱ .
وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي بعد نقل كلام المرآة : أقول : لا فرق بين الفلوس والدراهم والدنانير في أنّها موزونة ، وإنّما يكتفى فيها بالعدد اكتفاء بوزن الضرّاب ودقّته ، فإن كان الأوزان فيها مختلفة ، أو كان الضرّاب غير معتمد عليه ، احتاج إلى الوزن ، كما كان معتادا في عصر الأئمّة عليهم السلام ، وإنّما لا توزن المسكوكات الذهبيّة والفضّيّة في عصرنا ؛ لشدّة الاعتماد على الضرّاب ، ولذلك إذا احتمل القلب لزم السبك والوزن ، والفلوس أقلّ احتياجا إلى الوزن ؛ لقلّة الاعتناء بجوهرها ، ومع غضّ النظر عن عبارة الأسترآبادي وعدم صحّة الفرق بين الفلوس والدراهم فتفسيره قريب بأن يقال : كما يجب وزن الدراهم يجب وزن الفلوس ولا يجوز الاكتفاء فيها بالعدد ، ولعلّ إسحاق بن عمّار وغيره كانوا يتسامحون في وزنها ، وعلى كلّ حال أرى مضمون هذا الخبر موافقا للرواية التالية ؛ أعني رواية صفوان عن البجلي ، وفرض المسألة أنّ البائع مثلاً عنده مائة درهم جيّد والمشتري مائة درهم غير جيّد فيها خمس وتسعون فضّة ووزن خمسة رصاص أو نحاس ، فكانوا يبيعون خمسا و تسعين بخمس وتسعين والخمسة الزائدة في الجياد بخمسين فلسا مثلاً ، وهذا ربا ؛ لأنّ البائع كان يعطي مائة درهم جيّد بالوزن ويأخذ مائة درهم غير جيّد مثله في الوزن مع خمسين فلسا ، وهذا ربا ؛ إذ لا عبرة بالغشّ الغير المحسوس في غير الجيّد ، والجيّد وغير جيّد كلاهما مائة وزنا ، فأمره الإمام عليه السلام بأن يزن مقدار خمسة دراهم من النحاس ويضمّه إلى الدراهم الجيّدة بحيث يصير وزن المجموع مائة فيبلغ المجموع بمائة درهم غير جيّد يتساويا وزنا» .