بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي رَجُلٍ أَسَرَّ صَدَاقاً ، وَأَعْلَنَ أَكْثَرَ مِنْهُ ، فَقَالَ 1 : «هُوَ الَّذِي أَسَرَّ 2 ، 3 وَكَانَ عَلَيْهِ النِّكَاحُ» . 4
9654.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ 5 ،
1.في «بخ ، بف» والوافي : «قال» .
2.في المرآة : «قوله عليه السلام : هو الذي أسرّ ، إمّا لتقدّمه ، كما هو الظاهر ، أو لأنّه هو المقصود ، فلو كان الإعلان مقدّما أيضا لم يعتبر ؛ لأنّه لم يكن مقصودا ، والعقود إنّما تتحقّق بالقصود» .
3.الطبعة القديمة للکافي : ۵/۳۸۲
4.التهذيب ، ج ۷ ، ص ۳۶۳ ، ح ۱۴۷۱ ، بسنده عن صفوان ، عن موسى بن بكر الواسطي ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي ، ج ۲۱ ، ص ۴۶۲ ، ح ۲۱۵۴۳ ؛ الوسائل ، ج ۲۱ ، ص ۲۷۱ ، ذيل ح ۲۷۰۷۱ .
5.ورد الخبر في الفقيه ، ج ۳ ، ص ۴۷۳ ، ح ۴۶۵۴ ؛ و علل الشرائع ، ص ۵۰۰ ، ح ۱ ؛ و المحاسن ، ص ۳۰۱ ، ح ۷ عن حريز ، عن محمّد بن إسحاق . وفي المحاسن ، ص ۳۳۴ ، ح ۱۰۲ عن حريز بن عبد اللّه ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أبي جعفر عليه السلام . والظاهر أنّ محمّد بن إسحاق الراوي عن أبي جعفر عليه السلام ، هو محمّد بن إسحاق المدني الذي روى عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي ، ح ۱۴۸۸۴ ، وهو محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة النبويّة الذي عُدَّ من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام . راجع : رجال الطوسي ، ص ۱۴۴ ، الرقم ۱۵۷۵ ؛ ص ۲۷۷ ، الرقم ۳۹۹۸ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۲۴ ، ص ۴۰۵ ، الرقم ۵۰۵۷ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۷ ، ص ۳۳ ، الرقم ۱۵ .
وجدير الآن أن نسأل : هل ورد هذا الخبر من طريق محمّد بن مسلم ومحمّد بن إسحاق كليهما ، أو يكون أحد العنوانين مصحّفا من الآخر ؟ وعلى فرض وقوع التصحيف ، فأيّ العنوانين هو مصحّف ؟
نقول في الجواب : إنّ تصحيف أحد العنوانين بالآخر ممكن ، وفي هذا الأمر تصحيف «إسحاق» ب «مسلم» أسهل ؛ فإنّ إسحاق قد يكتب «إسحق» من دون «ألف» وإسحق إذا كتب بخطّ رديّ يقع في معرض التصحيف ب «مسلم» . وممّا يقوّي هذا الاحتمال كثرة روايات حريز عن محمّد بن مسلم ؛ فإنّ هذا الأمر ـ أعني الارتباط الوثيق بين الراويين ـ يوجب أنواعا مختلفة من التحريف ، منها تصحيف عنوان بعنوان آخر مشابه له في الكتابة . راجع : معجم رجال الحديث ، ج ۴ ، ص ۴۸۴ ـ ۴۸۸ .
فعليه القول بكون محمّد بن مسلم مصحّفا من محمّد بن إسحاق هو الأقوى من العكس ، لكن تبقى نكتة اُخرى وهي أنّا لم نجد رواية حريز عن محمّد بن إسحاق في غير سند هذا الخبر ولعلّ هذا يكشف عن وقوع خلل في عنوان حريز أيضا . ولا يبعد أن يكون الأصل في هذا العنوان هو جرير ؛ فقد عُدّ جرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد من رواة محمّد بن إسحاق المدني .
فالظاهر أنّ الأصل في السند كان هكذا : «جرير عن محمّد بن إسحاق» ثمّ صحّف ب «حريز عن محمّد بن إسحاق» ، ثمّ صحّف ب «حريز عن محمّد بن مسلم» فتلقّي الخبر من أخبار حريز ـ وهو ابن عبد اللّه ـ فأضاف كلّ مصنّف طريقه المنتهي إلى حمّاد [بن عيسى] ـ وهو عمدة رواة حريز ـ إليه .
ويؤيّد ذلك أنّ الخبر مشتمل على نكتة تاريخيّة مرتبطة بالسيرة النبويّة ، وتقدّم أنّ محمّد بن إسحاق هذا صاحب السيرة النبويّة .