فَوَفَّرَ عَلَى الْأَبِ لِمَا يَلْزَمُهُ مِنْ مَؤُونَتِهِمْ ، وَلَيْسَ كَلُّ الْجَدِّ ^۱ عَلَى الْأَبِ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ ، وَلَمَّا ^۲ أَنْ ذَكَرَ اللّهُ الْاءِمَاءَ فَقَالَ ^۳ : «فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ»^۴ وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَدَّ عَلَى ^۵ الْعَبِيدِ ، وَكَانَ الْعَبِيدُ فِي مَعْنَاهُنَّ فِي الرِّقِّ ، فَلَزِمَ ^۶ الْعَبِيدَ مِنْ ذلِكَ مَا لَزِمَ الْاءِمَاءَ إِذَا ^۷ كَانَتْ عِلَّتُهُمَا وَمَعْنَاهُمَا وَاحِداً ، وَاسْتَغْنى بِذِكْرِ الْاءِمَاءِ فِي هذَا الْمَوْضِعِ عَنْ ذِكْرِ الْعَبِيدِ ، وَكَذلِكَ الْجَدُّ لَمَّا أَنْ كَانَ فِي مَعْنَى ^۸ الْأَخِ مِنْ جِهَةِ الْقَرَابَةِ وَجِهَةِ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى الْمَيِّتِ ، كَانَ فِي ذِكْرِ الْأَخِ غِنًى ^۹ عَنْ ذِكْرِ الْجَدِّ ، وَدَلَالَةٌ عَلَى فَرْضِهِ إِذَا ^۱۰ كَانَ فِي مَعْنَى الْأَخِ ، كَمَا كَانَ فِي ذِكْرِ الْاءِمَاءِ غِنًى ^۱۱ عَنْ ذِكْرِ الْعَبِيدِ فِي الْحُدُودِ ؛ وَبِاللّهِ التَّوْفِيقُ .
^۱۲ فَإِنْ مَاتَ رَجُلٌ ^۱۳ وَتَرَكَ جَدّاً وَأَخاً ، فَالْمَالُ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ ، وَكَذلِكَ إِنْ كَانُوا أَلْفَ أَخٍ وَجَدٍّ ^۱۴ ، فَالْمَالُ بَيْنَهُمْ ^۱۵ بِالسَّوِيَّةِ ، وَالْجَدُّ كَوَاحِدٍ مِنَ الْاءِخْوَةِ ، وَلِلْاءِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فَرِيضَتُهُمُ الْمُسَمَّاةُ لَهُمْ مَعَ الْجَدِّ .
فَإِنْ تَرَكَ جَدّاً وَأُخْتاً لِأَبٍ وَأُمٍّ ، فَالْمَالُ بَيْنَهُمَا ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .
وَكَذلِكَ إِنْ تَرَكَ جَدّاً وَأَخَوَاتٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ أَوْ أَخَوَاتٍ لِأَبٍ بَالِغاً مَا بَلَغُوا ، فَالْمَالُ بَيْنَهُمْ ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .

ابْنُ الْأَخِ ^۱ مَعَ الْجَدِّ مِنْ جِهَةِ ^۲ تَسْمِيَةِ سَهْمِ الْأَخِ ، وَالْجَدُّ ^۳ أَقْرَبُ إِلَى الْمَيِّتِ مِنِ ابْنِ الْأَخِ مِنْ وَجْهِ ^۴ الْقَرَابَةِ ، وَلَيْسَ هُوَ ^۵ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلى مَنْ سَمَّى اللّهُ لَهُ سَهْماً ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَوِيَا مِنْ وَجْهِ ^۶ الْقَرَابَةِ ، فَقَدِ اسْتَوَيَا مِنْ جِهَةِ قَرَابَةِ مَنْ سَمَّى اللّهُ ^۷ لَهُ سَهْماً .
وَ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ ^۸ : الْجَدُّ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ يَرِثُ حَيْثُ يَرِثُ الْأَخُ ، وَيَسْقُطُ حَيْثُ يَسْقُطُ الْأَخُ ، وَذلِكَ أَنَّ الْأَخَ يَتَقَرَّبُ إِلَى الْمَيِّتِ بِأَبِي الْمَيِّتِ ، وَكَذلِكَ الْجَدُّ يَتَقَرَّبُ إِلَى الْمَيِّتِ بِأَبِي الْمَيِّتِ ، فَلَمَّا أَنِ اسْتَوَيَا فِي الْقَرَابَةِ ^۹ ، وَتَقَرَّبَا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ ، كَانَ فَرْضُهُمَا وَ حُكْمُهُمَا وَاحِداً .
قَالَ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَلِمَ لَا تُحْجَبُ الْأُمُّ بِالْجَدِّ وَالْأَخِ أَوْ بِالْجَدَّيْنِ ، كَمَا تُحْجَبُ بِالْأَخَوَيْنِ؟
قِيلَ لَهُ : لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي ^۱۰ الْأَجْدَادِ مَنْ يَقُومُ مَقَامَ الْأَخَوَيْنِ لِأَبٍ وَأُمٍّ فِي الْمِيرَاثِ ؛ لِأَنَّ الْجَدَّ ـ أَبَا ^۱۱ الْأُمِّ ـ بِمَنْزِلَةِ أَخٍ لِأُمٍّ ^۱۲ ، وَالْاءِخْوَةُ مِنَ الْأُمِّ لَا يَحْجُبُونَ ، وَالْجَدُّ وَإِنْ قَامَ مَقَامَ الْأَخِ فَإِنَّهُ ^۱۳ لَيْسَ بِأَخٍ ^۱۴ ، وَإِنَّمَا حَجَبَ اللّهُ بِالْاءِخْوَةِ ؛ لِأَنَّ كَلَّهُمْ عَلَى الْأَبِ ،