101
الكافي ج15

اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَكُمْ هذَا الِاسْمَ حَتّى نَحَلَكُمُوهُ .
يَا بَا مُحَمَّدٍ ، رَفَضُوا الْخَيْرَ ، وَرَفَضْتُمُ الشَّرَّ ، افْتَرَقَ النَّاسُ كُلَّ فِرْقَةٍ ، وَتَشَعَّبُوا كُلَّ شُعْبَةٍ ، فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه و آله ، وَذَهَبْتُمْ حَيْثُ ذَهَبُوا 1 ، وَاخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللّهُ لَكُمْ ، وَأَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللّهُ ، فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا ، فَأَنْتُمْ وَاللّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِكُمْ ، وَالْمُتَجَاوَزُ 2 عَنْ مُسِيئِكُمْ ، مَنْ لَمْ يَأْتِ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ ، وَلَمْ يُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ ؛ يَا بَا مُحَمَّدٍ ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟» .
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، زِدْنِي 3 .
فَقَالَ : «يَا بَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَلَائِكَةً 4 يُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا يُسْقِطُ 5 الرِّيحُ الْوَرَقَ فِي أَوَانِ سُقُوطِهِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ 6 وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا» 7 اسْتِغْفَارُهُمْ وَاللّهِ لَكُمْ دُونَ هذَا الْخَلْقِ ؛ يَا بَا مُحَمَّدٍ ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟» .
قَالَ : قُلْتُ 8 : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، زِدْنِي .
قَالَ 9 : «يَا بَا مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ : «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا

1.في فضائل الشيعة : «حيث ذهب اللّه » بدل «حيث ذهبوا» .

2.في «بن» : «المتجاوز» بدون الواو .

3.في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار : + «قال» .

4.في حاشية «بح» : «إن اللّه وملائكته» بدل «إنّ للّه عزّوجلّ ملائكة» .

5.في «د ، جد» : «تسقط» . وفي «ل» بالتاء والياء معا .

6.هكذا في المصحف الشريف و «بن» وتفسير فرات الكوفي . وفي أكثر النسخ والمطبوع : - «وَيُؤمِنُونَ بِهِ» .

7.غافر (۴۰) : ۷ .

8.في «بح» : «فقلت» .

9.في «ل ، بن» : «فقال» .


الكافي ج15
100

فَقَالَ : «يُكْرِمُ اللّهُ ۱ الشَّبَابَ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ ، وَيَسْتَحْيِي ۲ مِنَ الْكُهُولِ أَنْ يُحَاسِبَهُمْ» .
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا لَنَا خَاصَّةً ، أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ؟
قَالَ : فَقَالَ : «لَا ، وَاللّهِ إِلَا لَكُمْ خَاصَّةً دُونَ الْعَالَمِ ۳ » .
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِنَّا ۴ قَدْ ۵ نُبِزْنَا نَبْزاً ۶ انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا ، وَمَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا ، وَاسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ .
قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «الرَّافِضَةُ؟» .
قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ .
قَالَ : «لَا ، وَاللّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ ، بَلِ ۷ اللّهُ سَمَّاكُمْ بِهِ ، أَ مَا عَلِمْتَ يَا بَا مُحَمَّدٍ أَنَّ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ ، فَلَحِقُوا بِمُوسى عليه السلام لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ ، فَسُمُّوا فِي عَسْكَرِ مُوسَى الرَّافِضَةَ ؛ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ ، وَكَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ ذلِكَ الْعَسْكَرِ عِبَادَةً ، وَأَشَدَّهُمْ ۸ حُبّاً لِمُوسى وَهَارُونَ وَذُرِّيَّتِهِمَا عليهماالسلام ، فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى عليه السلام : أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هذَا الِاسْمَ فِي التَّوْرَاةِ ، فَإِنِّي قَدْ سَمَّيْتُهُمْ بِهِ ، وَنَحَلْتُهُمْ إِيَّاهُ ۹ ، فَأَثْبَتَ مُوسى عليه السلام الِاسْمَ لَهُمْ ، ثُمَّ ذَخَرَ

1.في البحار : - «اللّه » .

2.في «د ، جت ، جد» وحاشية «بح» وفضائل الشيعة : «ويستحي» .

3.في فضائل الشيعة : «العامّة» .

4.في «د» : «وأنا» .

5.في البحار : - «قد» .

6.في «ع ، ل» وحاشية «د ، جت» والوافي : «بنبز» . وفي فضائل الشيعة : «رمينا بشيء» بدل «نبذنا نبزا» . والنَبْز بالتسكين : مصدر قولهم : نبزه ينبزه نبزا ، أي لقّبه ، والنَبَز ـ بالتحريك ـ : اللقب ، قال ابن الأثير : «وكأنّه يكثر في ما كان ذمّا» . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۸۹۷ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۸ (نبز) .

7.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي «ن» والمطبوع : «ولكن» . وفي فضائل الشيعة : «سمّوكم به بل إنّ» بدل «سمّوكم بل» .

8.في «ع ، ل ، بف» : «وأشدّه» .

9.«نحلتهم إيّاه» أي أعطيتهم إيّاه ، يقال : نحله ينحله نُحْلاً ، أي أعطاه شيئا من غير عوض بطيب نفس . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۰۰ ؛ المصباح المنير ، ص ۵۹۵ (نحل) .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 324938
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي