127
الكافي ج15

يَا مُوسى ، أَطِبِ الْكَلَامَ لِأَهْلِ التَّرْكِ لِلذُّنُوبِ ، وَكُنْ لَهُمْ جَلِيساً ، وَاتَّخِذْهُمْ لِغَيْبِكَ ۱ إِخْوَاناً ، وَجِدَّ مَعَهُمْ يَجِدُّونَ ۲ مَعَكَ .
يَا مُوسى ، الْمَوْتُ لَاقِيكَ ۳ لَا مَحَالَةَ ، فَتَزَوَّدْ زَادَ مَنْ هُوَ عَلى مَا يَتَزَوَّدُ وَارِدٌ ۴ .
يَا مُوسى ، مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهِي فَكَثِيرٌ قَلِيلُهُ ، وَمَا أُرِيدَ بِهِ غَيْرِي فَقَلِيلٌ كَثِيرُهُ ، وَإِنَّ أَصْلَحَ أَيَّامِكَ الَّذِي هُوَ أَمَامَكَ ، فَانْظُرْ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ ، فَأَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ ، فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ ۵ وَمَسْؤُولٌ ، وَخُذْ مَوْعِظَتَكَ مِنَ الدَّهْرِ وَأَهْلِهِ ، فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِيلُهُ قَصِيرٌ ، وَقَصِيرُهُ طَوِيلٌ ۶ ، وَكُلُّ شَيْءٍ فَانٍ ، فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرى ثَوَابَ عَمَلِكَ لِكَيْ يَكُونَ ۷ أَطْمَعَ لَكَ فِي الْاخِرَةِ لَا مَحَالَةَ ، فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا وَلّى مِنْهَا ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ عَلى بَصِيرَةٍ وَمِثَالٍ ، فَكُنْ مُرْتَاداً ۸ لِنَفْسِكَ يَا ابْنَ عِمْرَانَ لَعَلَّكَ تَفُوزُ غَداً يَوْمَ السُّؤَالِ ، فَهُنَالِكَ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ .
يَا مُوسى ، أَلْقِ كَفَّيْكَ ذُلًا بَيْنَ يَدَيَّ كَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلى سَيِّدِهِ ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ رُحِمْتَ ۹ وَأَنَا أَكْرَمُ الْقَادِرِينَ .

1.في «ع ، ل ، جت» والوافي : «لعيبك» .

2.في «بح ، جد» وحاشية «د ، م» : «يجودون» .

3.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار . وفي «بف» : «لأتيك» . وفي المطبوع : «يأتيك» .

4.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت . وفي المطبوع والوافي والبحار : + «على اليقين» .

5.في «ن ، بح ، بف ، جد» وحاشية «م» وشرح المازندراني والوافي : + «به» .

6.«و طويله قصير» باعتبار انقضائه وسرعة زواله ، و«قصيره طويل» ؛ لإمكان تحصيل كثير من زاد الآخرة والسعادات العظيمة في القليل منه ، أو لطول الحساب والجزاء . راجع : شرح المازندراني و الوافي والمرآة .

7.في «بف» : «تكون» .

8.الارتياد : الطلب ، قال العلّامة المازندراني : «المراد بالارتياد هنا طلب العمل على وجه التفكّر في أوّله وآخره وحسنه وقبحه ومورده ومأخذه ، وإنّما أمره بطلب هذا العمل لأنّه النافع» . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۱۵ (رود) .

9.في شرح المازندراني : «رحمت ، مجهول على صيغة الخطاب ، أو معلوم على صيغة المتكلّم وحذف المفعول» .


الكافي ج15
126

فَقَرَّبَا ۱ قُرْبَاناً ، وَلَا أَقْبَلُ إِلَا مِنَ الْمُتَّقِينَ ، فَكَانَ ۲ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَكَيْفَ تَثِقُ بِالصَّاحِبِ بَعْدَ الْأَخِ وَالْوَزِيرِ؟
يَا مُوسى ، ضَعِ الْكِبْرَ ، وَدَعِ الْفَخْرَ ، وَاذْكُرْ أَنَّكَ سَاكِنُ الْقَبْرِ ، فَلْيَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الشَّهَوَاتِ .
يَا مُوسى ، عَجِّلِ التَّوْبَةَ ، وَأَخِّرِ الذَّنْبَ ۳ ، وَتَأَنَّ ۴ فِي الْمَكْثِ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الصَّلَاةِ ، وَلَا تَرْجُ غَيْرِي ، اتَّخِذْنِي جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ ، وَحِصْناً لِمُلِمَّاتِ الْأُمُورِ ۵ .
يَا مُوسى ، كَيْفَ تَخْشَعُ لِي خَلِيقَةٌ لَا تَعْرِفُ فَضْلِي عَلَيْهَا؟ وَكَيْفَ تَعْرِفُ فَضْلِي عَلَيْهَا ۶ وَهِيَ لَا تَنْظُرُ فِيهِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُ فِيهِ وَهِيَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ؟ وَكَيْفَ تُؤْمِنُ بِهِ وَهِيَ لَا تَرْجُو ثَوَاباً؟ وَكَيْفَ تَرْجُو ثَوَاباً وَهِيَ قَدْ قَنِعَتْ بِالدُّنْيَا ، وَاتَّخَذَتْهَا مَأْوًى ، وَرَكَنَتْ إِلَيْهَا رُكُونَ الظَّالِمِينَ؟
يَا مُوسى ، نَافِسْ فِي الْخَيْرِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كَاسْمِهِ ، وَدَعِ الشَّرَّ لِكُلِّ ۷ مَفْتُونٍ .
يَا مُوسى ، اجْعَلْ لِسَانَكَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِكَ تَسْلَمْ ، وَأَكْثِرْ ذِكْرِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تَغْنَمْ ۸ ، وَلَا تَتَّبِعِ الْخَطَايَا ۹ فَتَنْدَمَ ، فَإِنَّ الْخَطَايَا مَوْعِدُهَا النَّارُ ۱۰ .

1.في «بن» : «وقرّبا» .

2.في الوافي : «وكان» .

3.في «ن» والوافي : «الذنوب» .

4.التأنّي : الانتظار ، والتربّص ، والتثبّت . قال العلّامة المازندراني : «المكث مثلّثا ويحرّك : اللبث ، والتأنّي : التلبّث ، فالتأنّي في المكث تأكيد ومبالغة فيه» . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۷۸ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۵۵ (أني) .

5.«ملمّات الاُمور» : نوازلها وشدائدها ، جمع الملمّة ، وهي النازلة من شدائد الدهر ونوازل الدنيا ، من الإلمام بمعنى النزول . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۳۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۵۰ (لمم) .

6.في شرح المازندراني : + «وتصدق به» .

7.في «بف» : «بكلّ» .

8.في الكافي ، ح ۲۶۴۷ : - «تغنم» .

9.في الكافي ، ح ۲۶۴۷ : «الخطيئة في معدنها» بدل «الخطايا» .

10.في الكافي ، ح ۲۶۴۷ : «الخطيئة موعد أهل النار» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 324825
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي