141
الكافي ج15

دَعَا عِبَادَهُ فِي الْكِتَابِ إِلى ذلِكَ ۱ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ لَمْ يَنْقَطِعْ ۲ وَلَمْ يَمْنَعْ دُعَاءَ عِبَادِهِ ، فَلَعَنَ اللّهُ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللّهُ ، وَكَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ، فَسَبَقَتْ قَبْلَ الْغَضَبِ ، فَتَمَّتْ ۳ صِدْقاً وَعَدْلًا ، فَلَيْسَ يَبْتَدِئُ الْعِبَادَ بِالْغَضَبِ قَبْلَ أَنْ يُغْضِبُوهُ ، وَذلِكَ مِنْ عِلْمِ الْيَقِينِ وَعِلْمِ التَّقْوى .
وَكُلُّ أُمَّةٍ قَدْ رَفَعَ اللّهُ عَنْهُمْ عِلْمَ الْكِتَابِ حِينَ نَبَذُوهُ ، وَوَلَاهُمْ عَدُوَّهُمْ حِينَ تَوَلَّوْهُ ، وَكَانَ مِنْ نَبْذِهِمُ الْكِتَابَ أَنْ أَقَامُوا حُرُوفَهُ وَحَرَّفُوا حُدُودَهُ ، فَهُمْ يَرْوُونَهُ وَلَا يَرْعَوْنَهُ ، وَالْجُهَّالُ يُعْجِبُهُمْ حِفْظُهُمْ لِلرِّوَايَةِ ، وَالْعُلَمَاءُ يَحْزُنُهُمْ تَرْكُهُمْ لِلرِّعَايَةِ ، وَكَانَ ۴ مِنْ نَبْذِهِمُ الْكِتَابَ أَنْ ۵ وَلَّوْهُ ۶ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، فَأَوْرَدُوهُمُ الْهَوى ، وَأَصْدَرُوهُمْ ۷ إِلَى الرَّدى ۸ ، وَ غَيَّرُوا عُرَى الدِّينِ ، ثُمَّ وَرَّثُوهُ فِي السَّفَهِ وَالصِّبَا ۹ ، فَالْأُمَّةُ يَصْدُرُونَ عَنْ أَمْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَمْرِ اللّهِ ۱۰ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَعَلَيْهِ ۱۱ يُرَدُّونَ ۱۲ ، بِئْسَ ۱۳ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ،

1.في «بن» : «إلى ذلك في الكتاب» .

2.في الوافي : «الصوت الرفيع الغير المنقطع كناية عن شهرة القرآن وتواتره وبلوغه كلّ أحد إلى يوم القيامة» .

3.في «بن» : «وتمّت» .

4.في «جت» : «فكان» .

5.في «ع» : «إذ» .

6.في الوافي : «أن ولّوا» .

7.الإصدار : الإرجاع ، يقال : أصدرته فصدر ، أي أرجعته فرجع . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۰ (صدر) .

8.«الردى» : الهلاك ، مصدر رَدِيَ يَرْدى ، أي هلك . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۵ (ردي) .

9.في شرح المازندراني : «في ، للتأكيد ، كما في قوله تعالى : «ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا ارْكبُوا» [هود (۱۱) : ۴۱] ، أو متعلّق بالتوريث بتضمين معنى الجعل أو الوضع . والسفه محرّكة : الجهل والخشونة والطيش وخفّة العمل وضدّ الحلم . والصبا بالكسر من الصبوة ، وهي الميل إلى الجهل وفتوّة الجهلة ، وفعله من باب نصر ، وبالفتح : اللعب مع الصبيان ، وفعله من باب علم» . وراجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۷۶ (سفه) ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۵۰ (صبا) . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : ثمّ ورّثوه ، أي جعلوه ميراثا يرثه كلّ سفيه جاهل ، أو صبيّ غير عاقل» .

10.في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۱۶ : «قوله عليه السلام : بعد أمر اللّه ، أي صدوره ، أو الاطّلاع عليه ، أو تركه . والورود والصدور كنايتان عن الإتيان للسؤال والأخذ والرجوع بالقبول» .

11.في «بف» : «عليه» بدون الواو .

12.في شرح المازندراني : + «أمره» .

13.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني . وفي المطبوع والوافي : «فبئس» .


الكافي ج15
140

أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّهِ ؛ فَإِنَّ فِيهَا السَّلَامَةَ مِنَ التَّلَفِ ، وَالْغَنِيمَةَ فِي الْمُنْقَلَبِ ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقِي ۱ بِالتَّقْوى عَنِ الْعَبْدِ مَا عَزَبَ ۲ عَنْهُ عَقْلُهُ ۳ ، وَيُجْلِي ۴ بِالتَّقْوى عَنْهُ عَمَاهُ وَجَهْلَهُ ، وَبِالتَّقْوى نَجَا نُوحٌ وَمَنْ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ وَ صَالِحٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّاعِقَةِ ۵ ، وَبِالتَّقْوى فَازَ الصَّابِرُونَ وَنَجَتْ تِلْكَ الْعُصَبُ ۶ مِنَ الْمَهَالِكِ ، وَلَهُمْ إِخْوَانٌ عَلى تِلْكَ الطَّرِيقَةِ يَلْتَمِسُونَ تِلْكَ الْفَضِيلَةَ ، نَبَذُوا طُغْيَانَهُمْ مِنَ الْاءِيرَادِ ۷ بِالشَّهَوَاتِ ، لِمَا بَلَغَهُمْ فِي الْكِتَابِ مِنَ الْمَثُلَاتِ ۸ ، حَمِدُوا رَبَّهُمْ عَلى مَا رَزَقَهُمْ وَهُوَ أَهْلُ الْحَمْدِ ، وَذَمُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلى مَا فَرَّطُوا وَهُمْ أَهْلُ الذَّمِّ ، وَعَلِمُوا ۹ أَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى الْحَلِيمَ ۱۰ الْعَلِيمَ ۱۱ ـ إِنَّمَا غَضَبُهُ عَلى مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ رِضَاهُ ، وَإِنَّمَا يَمْنَعُ ۱۲۱۳ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ عَطَاهُ ۱۴ ، وَإِنَّمَا يُضِلُّ ۱۵ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ هُدَاهُ ، ثُمَّ أَمْكَنَ أَهْلَ السَّيِّئَاتِ مِنَ التَّوْبَةِ بِتَبْدِيلِ الْحَسَنَاتِ،

1.في «ن» وحاشية «بح» : «نفى» .

2.«عزب عنه» أي بعد وغاب . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ (عزب) .

3.في «جد» وحاشية «م» : «غفلة» .

4.قرأ العلّامة المازندراني كلمة «يجلى» من باب المجرّد ، أو التفعيل ، حيث قال في شرحه : «في القاموس : جَلا فلانا الأمر : كشفه عنه ، كجلّاه وجلّى عنه» وراجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۶۸ (جلو) .

5.«الصاعقة» : الموت ، وكلّ عذاب مهلك ، وصيحة العذاب ، والمِخْراق الذي بيد الملَك سائق السحاب ولا يأتي على شيء إلّا أحرقه ، أو نار تسقط من السماء . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۹۵ (صعق) .

6.في «ل ، م ، ن ، بح ، جد» وحاشية «جد» : «العصبة» . وفي «بن» : «العصابة» . والعُصَب : جمع العُصْبة ، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين . وقرأه العلّامة المازندراني بالتحريك ، حيث قال : «العَصَب محرّكةً : خيار القوم وأشرافهم» . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۴۳ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۰۱ (عصب) ؛ شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۳۵۰ .

7.في «ن» : «بالإيراد» بدل «من الإيراد» . وفي الوافي : «من الالتذاذ» .

8.«المثلات» : جمع المَثُلَةَ ، وهي العقوبة . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۱۶ (مثل) .

9.في «د ، ن ، بح ، بف ، جت» وحاشية «م» وشرح المازندراني : «واعلموا» .

10.في «بف» : «الحكيم» .

11.في «ن» : «العظيم» .

12.في «د» : «يبلغ» .

13.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۵۳

14.في «م» : «عطاءه» .

15.في شرح المازندراني : + «عن سبيل الحقّ» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 269307
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي