149
الكافي ج15

رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إِنَّ فِيكَ شَبَهاً مِنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۱ ، وَلَوْ لَا ۲ أَنْ تَقُولَ ۳ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَاءٍ مِنَ النَّاسِ إِلَا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ يَلْتَمِسُونَ بِذلِكَ الْبَرَكَةَ» .
قَالَ : فَغَضِبَ الْأَعْرَابِيَّانِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعِدَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَعَهُمْ ، فَقَالُوا : مَا رَضِيَ أَنْ يَضْرِبَ لِابْنِ عَمِّهِ مَثَلًا إِلَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَلى نَبِيِّهِ ۴ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : ۵«وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِى إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ» يَعْنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ «مَلائِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ»۶ .
قَالَ : فَغَضِبَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِيُّ ، فَقَالَ : اللّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ۷ أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ يَتَوَارَثُونَ هِرَقْلًا ۸ بَعْدَ هِرَقْلٍ ۹ ، فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْهِ مَقَالَةَ الْحَارِثِ ، وَنَزَلَتْ هذِهِ الْايَةُ «وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»۱۰ .

1.في المرآة : «قوله صلى الله عليه و آله : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم عليه السلام ، لزهده وعبادته وافتراق الناس فيه ثلاث فرق» .

2.في «جت» والبحار : «لولا» بدون الواو .

3.في «م» والوافي : «أن يقول» . وفي «جت» بالتاء والياء معا .

4.في «ن» : «رسوله» .

5.في «ن» : - «فقال» .

6.الزخرف (۴۳) : ۵۷ـ ۶۰ .

7.في شرح المازندراني : «نسب عليه السلام هذا القول إلى الحارث وحده ؛ لأنّه القائل به حقيقة ، ونسب جلّ شأنه إليه وإلى شركائه في التهكّم والتكذيب والإصرار على الإنكار ، حيث قال : «وَ إِذْ قالُوا اللّهُمَّ» باعتبار رضائهم بصدور الفعل عنه ، والراضي بالفعل فاعل مجازا» .

8.«هرقل» ، كسِبَحْل وزِبْرِجْ : مَلِكُ الروم ، أوّل من ضرب الدنانير ، وأوّل من أحدث البيعة . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۳ (هرقل) .

9.قال العلّامة المازندراني : «أي تَوارُثَ هرقل بعد هرقل ، حذف المفعول المطلق واُقيم المضاف إليه مقامه واُعرب بإعرابه» . وقال العلّامة المجلسي : «أي ملكا بعد ملك» .

10.الأنفال (۸) : ۳۳ .


الكافي ج15
148

وَاعْلَمْ رَحِمَكَ اللّهُ أَنَّهُ ۱ لَا تُنَالُ ۲ مَحَبَّةُ اللّهِ إِلَا بِبُغْضِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَا وَلَايَتُهُ إِلَا بِمُعَادَاتِهِمْ ، وَفَوْتُ ذلِكَ قَلِيلٌ يَسِيرٌ لِدَرْكِ ذلِكَ مِنَ اللّهِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.
يَا أَخِي ۳ ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ جَعَلَ فِي كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ ۴ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدى ، وَيَصْبِرُونَ مَعَهُمْ عَلَى الْأَذى ، يُجِيبُونَ دَاعِيَ اللّهِ ، وَيَدْعُونَ إِلَى اللّهِ ۵ ، فَأَبْصِرْهُمْ رَحِمَكَ اللّهُ ، فَإِنَّهُمْ فِي مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَضِيعَةٌ ۶ إِنَّهُمْ يُحْيُونَ بِكِتَابِ اللّهِ الْمَوْتى ، وَيُبَصِّرُونَ ۷۸ بِنُورِ اللّهِ مِنَ الْعَمى ، كَمْ مِنْ قَتِيلٍ لِاءِبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوْهُ ، وَكَمْ مِنْ تَائِهٍ ضَالٍّ قَدْ هَدَوْهُ ، يَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ دُونَ هَلَكَةِ الْعِبَادِ ۹ ، مَا ۱۰ أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ ، وَأَقْبَحَ آثَارَ الْعِبَادِ عَلَيْهِمْ» . ۱۱

۱۴۸۳۳.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ۱۲:بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً ۱۳ إِذْ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ ۱۴

1.في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار : «أنّا» . وفي حاشية «م ، بح» : «أنّك» . وفي «بف» وحاشية اُخرى ل «بح» : «أن» .

2.في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بن ، جت ، جد» وحاشية «بح» والبحار : «لا ننال» .

3.في «د ، ع ، ل ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي : «أيا أخي» .

4.في المرآة : «قوله عليه السلام : في كلّ من الرسل ، أي في اُمّة كلّ من الرسل ، أو لكلّ منهم بأن يكون «في» بمعنى اللام» .

5.في حاشية «د ، بح» : + «على بصيرة» .

6.الوضيعة : الخسارة ، والحطيطة ، أي النازلة والهابطة والساقطة . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۹۸ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۳۳ (وضع) .

7.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : «ويبصّرنّ» .

8.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۵۷

9.في المرآة : «قوله عليه السلام : دون هلكة العباد ، أي عند إشرافهم على الهلاك ؛ لئلّا يهلكوا» .

10.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني . وفي «ن» والمطبوع والوافي : «وما» .

11.الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۹۵ ، ح ۲۵۳۷۷ ؛ البحار ، ج ۷۸ ، ص ۳۶۲ ، ح ۳ .

12.في شرح المازندراني : «الظاهر أنّه نقله عن المعصوم وأنّه الصادق عليه السلام » .

13.في حاشية «بح» و الوافي : «جالس» .

14.في «د ، ع ، جت» : - «له» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 269257
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي