183
الكافي ج15

«أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللّهَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، فَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ، وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ، وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ الْغَافِلَ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ .
ابْنَ ۱۲ آدَمَ ، إِنَّ أَجَلَكَ أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَيْكَ ، قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَكَ حَثِيثاً ۳ يَطْلُبُكَ ، وَيُوشِكُ أَنْ يُدْرِكَكَ ، وَكَأَنْ ۴ قَدْ أَوْفَيْتَ أَجَلَكَ ۵ ، وَقَبَضَ الْمَلَكُ رُوحَكَ ، وَصِرْتَ إِلى قَبْرِكَ وَحِيداً ، فَرَدَّ إِلَيْكَ فِيهِ رُوحَكَ ، وَاقْتَحَمَ عَلَيْكَ ۶ فِيهِ ۷ مَلَكَانِ نَاكِرٌ ۸ وَنَكِيرٌ لِمُسَاءَلَتِكَ ۹ وَشَدِيدِ امْتِحَانِكَ .
أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَسْأَلَانِكَ عَنْ رَبِّكَ الَّذِي كُنْتَ تَعْبُدُهُ ، وَعَنْ نَبِيِّكَ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكَ، و عَنْ دِينِكَ الَّذِي كُنْتَ تَدِينُ بِهِ ، وَعَنْ كِتَابِكَ الَّذِي كُنْتَ تَتْلُوهُ ، وَعَنْ إِمَامِكَ الَّذِي كُنْتَ تَتَوَلَاهُ ۱۰ ، ثُمَّ عَنْ عُمُرِكَ فِيمَا ۱۱ أَفْنَيْتَهُ ، وَمَالِكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَفِيمَا ۱۲ أَنْفَقْتَهُ ۱۳ ، فَخُذْ حِذْرَكَ ۱۴ ، وَانْظُرْ لِنَفْسِكَ ، وَأَعِدَّ الْجَوَابَ قَبْلَ الِامْتِحَانِ وَالْمُسَاءَلَةِ وَالِاخْتِبَارِ ، فَإِنْ

1.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والأمالي وشرح المازندراني . وفي «بح» والمطبوع والوافي : «يا ابن آدم» .

2.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۷۳

3.الحثيث : السريع . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۶۶ (حثث) .

4.في المرآة : «قوله عليه السلام : كأن قد أوفيت ، مخفّف كأنّ ، أو هو من الأفعال الناقصة» .

5.في شرح المازندراني : «وكان قد أوفيت أجلك ، وفى الشيء : تمّ وكمل ، وأوفى فلانا حقّه ، إذا أعطاه وافيا تامّا ، وأوفي فلانا ، إذا أتاه ، ف «أوفيت» إمّا مبنيّ للمفعول أو للفاعل ، وفيه تحريك على فرض ما هو قريب الوقوع واقعا ، والغرض منه هو الحثّ على الاستعداد له قبل نزوله» . وراجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۶ (وفي) .

6.«اقتحم عليك» : دخل ووقع ، يقال : اقتحم الإنسان الأمر العظيم وتقحّمه ، إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة وتثبّت . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۰۶ ؛ النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۸ (قحم) .

7.في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» وتحف العقول : - «فيه» .

8.في الأمالي وتحف العقول : «ملكاك منكر» بدل «ملكان ناكر» .

9.في «د ، جت» : «بمساءلتك» .

10.في «م ، بح ، جت ، جد» وحاشية «د» : «تتوالاه» . وفي حاشية «م ، بح ، جد» : «تولّاه» .

11.هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت والوافي . وفي «بن» : «فيم» . وفي «ن ، جت» والمطبوع : + «كنت» .

12.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وتحف العقول والأمالي . وفي المطبوع : + «أنت» .

13.في الأمالي للصدوق : «أتلفته» .

14.قال الجوهري : «الحَذَرُ والحِذْر : التحرّز» . وقال الزمخشري ذيل قوله تعالى : «خُذُوا حِذْرَكُمْ» [النساء (۴) : ۷۱] : «الحَذَرو الحِذْر بمعنى ، كالأثر والإثر ، يقال : أخذ حذره ، إذا تيقّظ واحترز من المخوف ، كأنّه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه ، والمعنى : احذروا واحترزوا من العدّو ولا تمكّنوه من أنفسكم» . وقال العلّامة المازندراني : «فخذ حذرك ، الحِذْر ـ بالكسر ويحرّك ـ : الاحتراز ، ولا يحصل ذلك إلّا بمحاسبة النفس قبل الموت وحملها على فعل ما ينبغي وترك ما لا ينبغي ، كما أشار إليه بقوله : وانظر لنفسك...» . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۲۶ ؛ الكشّاف ، ج ۱ ، ص ۵۴۱ ؛ شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۷ .


الكافي ج15
182

أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَ مِنَ الْمَالِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مَا فِي يَدِكَ مِنَ الْمَالِ ۱ قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ وَهُوَ صَائِرٌ إِلى أَهْلٍ ۲ بَعْدَكَ ، وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهُ مَا مَهَّدْتَ لِنَفْسِكَ ، فَآثِرْ نَفْسَكَ عَلى صَلَاحِ وُلْدِكَ ، فَإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللّهِ ، فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ ، وَإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ ، فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ، وَلَيْسَ مِنْ هذَيْنِ أَحَدٌ بِأَهْلٍ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلى نَفْسِكَ ، وَلَا تُبَرِّدَ ۳ لَهُ عَلى ظَهْرِكَ ، فَارْجُ لِمَنْ مَضى رَحْمَةَ اللّهِ ، وَثِقْ لِمَنْ بَقِيَ بِرِزْقِ اللّهِ» . ۴

كَلَامُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام

۱۴۸۴۴.حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَعِظُ النَّاسَ ، وَيُزَهِّدُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَيُرَغِّبُهُمْ فِي أَعْمَالِ الْاخِرَةِ بِهذَا الْكَلَامِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللّهِ ۵ صلى الله عليه و آله ، وَحُفِظَ عَنْهُ وَكُتِبَ ، كَانَ يَقُولُ :

1.في نهج البلاغة : «من الدنيا» .

2.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار ونهج البلاغة . وفي المطبوع والوافي : «أهله» .

3.في نهج البلاغة : «لا أن تحمل» بدل «لا تبرد» . وفي الوافي : «لا تبرّد له على ظهرك ؛ يعني لا تحمل له على ظهرك التعب والمشقّة ، أراد بالتبريد إيصال الخفض والدعة وإزالة المشقّة» . وفي المرآة : «قوله : فلا تبرّد ، قال الجوهري : يقال : ما برد لك على فلان ، أي ما ثبت ووجب . انتهى . أي لا تثبت له وزرا على ظهرك» . وراجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۶ (برد) .

4.نهج البلاغة ، ص ۵۴۹ ، ذيل الحكمة ۴۱۶ ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، من قوله : «فإنّ ما في يدك من المال» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۲۲۴ ، ح ۲۵۳۹۵ ؛ البحار ، ج ۳۳ ، ص ۲۸۵ ، ح ۵۴۸ .

5.في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د ، جت» والوافي : «الرسول» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 269103
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي