187
الكافي ج15

الدُّنْيَا 1 الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ ، فَإِنَّ اللّهَ يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ» 2 .
فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللّهُ 3 بِمَا فَعَلَ بِالظَّلَمَةِ فِي كِتَابِهِ ، وَلَا تَأْمَنُوا أَنْ يُنْزِلَ بِكُمْ بَعْضَ مَا تَوَاعَدَ 4 بِهِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فِي الْكِتَابِ 5 ، وَاللّهِ 6 لَقَدْ وَعَظَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ بِغَيْرِكُمْ ، فَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، وَلَقَدْ أَسْمَعَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ مَا 7 قَدْ فَعَلَ بِالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْقُرى قَبْلَكُمْ حَيْثُ قَالَ : «وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً» وَإِنَّمَا عَنى بِالْقَرْيَةِ أَهْلَهَا حَيْثُ يَقُولُ : «وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ» 8 فَقَالَ 9 عَزَّ وَجَلَّ : «فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ» ؛ يَعْنِي يَهْرُبُونَ ، قَالَ : «لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ» فَلَمَّا أَتَاهُمُ الْعَذَابُ «قالُوا يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْويهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ» 10 .
وَايْمُ اللّهِ إِنَّ هذِهِ 11 عِظَةٌ لَكُمْ وَتَخْوِيفٌ إِنِ اتَّعَظْتُمْ وَخِفْتُمْ .
ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ اللّهِ فِي الْكِتَابِ عَلى أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : 12 «وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ» . 13
فَإِنْ قُلْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِنَّمَا عَنى بِهذَا أَهْلَ الشِّرْكِ ، فَكَيْفَ ذلِكَ وَهُوَ يَقُولُ : «وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ

1.في الأمالي : + «فتكونوا من» .

2.النحل (۱۶) : ۴۵ ـ ۴۷ .

3.في الأمالي : + «واتّعظوا» .

4.في «بن» وحاشية «جت» والوافي : «توعّد» .

5.في «ن» : «كتاب اللّه » بدل «الكتاب» .

6.في «ن» : «تاللّه » . وفي حاشية «جت» : «وتاللّه » .

7.في الوافي : «بما» .

8.الأنبياء (۲۱) : ۱۱ .

9.في شرح المازندراني : «وقال» .

10.الأنبياء (۲۱) : ۱۲ ـ ۱۵ .

11.في «بح» : «هذا» .

12.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۷۵

13.الأنبياء (۲۱) : ۴۶ .


الكافي ج15
186

فِدْيَةٌ ، وَلَا تُقْبَلُ ۱ مِنْ ۲ أَحَدٍ مَعْذِرَةٌ ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيهِ مُسْتَقْبَلُ تَوْبَةٍ ، لَيْسَ إِلَا الْجَزَاءُ بِالْحَسَنَاتِ وَالْجَزَاءُ بِالسَّيِّئَاتِ ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَمِلَ فِي هذِهِ الدُّنْيَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَجَدَهُ ، وَمَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَمِلَ فِي هذِهِ الدُّنْيَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ وَجَدَهُ .
فَاحْذَرُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي ۳ مَا قَدْ نَهَاكُمُ اللّهُ عَنْهَا ، وَحَذَّرَكُمُوهَا فِي كِتَابِهِ الصَّادِقِ ، وَالْبَيَانِ النَّاطِقِ ، وَلَا تَأْمَنُوا ۴ مَكْرَ اللّهِ ۵ وَتَحْذِيرَهُ ۶ وَتَهْدِيدَهُ ۷ عِنْدَ مَا يَدْعُوكُمُ الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ إِلَيْهِ مِنْ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ فِي هذِهِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ»۸ .
وَأَشْعِرُوا ۹ قُلُوبَكُمْ ۱۰ خَوْفَ اللّهِ ، وَتَذَكَّرُوا مَا قَدْ وَعَدَكُمُ اللّهُ فِي مَرْجِعِكُمْ إِلَيْهِ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ كَمَا قَدْ خَوَّفَكُمْ مِنْ شَدِيدِ الْعِقَابِ ، فَإِنَّهُ مَنْ خَافَ شَيْئاً حَذِرَهُ ، وَمَنْ حَذِرَ شَيْئاً تَرَكَهُ ۱۱ ، وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلِينَ ۱۲ الْمَائِلِينَ إِلى زَهْرَةِ ۱۳

1.في «د ، ع ، م ، بف ، جد» : «ولا يقبل» .

2.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۷۴

3.في المرآة : «قوله عليه السلام : من الذنوب والمعاصي ، بيان للموصول بعده ، أو الموصول بدل من الذنوب» .

4.في «د» : «فلا تأمنوا» .

5.في شرح المازندراني : «المكر من الناس الخديعة ، وهي أن يوهم غيره خلاف ما يخفيه من المكروه وإيصال السوء ، وإذا نسب إليه ـ تعالى ـ يراد به لازمه ، وهو العقوبة وإيصال المكروه كناية . وقيل : هو استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب . وقيل : هو إيصال المكروه إلى الغير على وجه يخفى ، فيجوز صدوره منه تعالى» .

6.في «بف» : + «وتحديده» .

7.في «د ، بح» : - «وتهديده» . وفي الأمالي : «وشدّة أخذه» بدل «وتحذيره وتهديده» . وفي تحف العقول : «تدميره» بدلها .

8.الأعراف (۷) : ۲۰۱ .

9.في «بن» والأمالي : «فأشعروا» .

10.في المرآة : «الشعار : الثوب الملاصق للجلد والشعر ، أي اجعلوا خوف اللّه شعار قلوبكم ملازما لها غير مفارق عنها» . وراجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۸۰ (شعر) .

11.في الأمالي للصدوق : «نكله» .

12.في حاشية «م ، بح ، جد» : «الفاعلين» .

13.في حاشية «بح ، جت» وشرح المازندراني وتحف العقول والأمالي : + «الحياة» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 269067
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي