189
الكافي ج15

يَتَفَكَّرُونَ» 1 .
فَكُونُوا عِبَادَ اللّهِ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ وَ لَا تَرْكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا ، فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله 2 : «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ» 3 وَلَا تَرْكَنُوا إِلى زَهْرَةِ 4 الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا رُكُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ وَمَنْزِلَ اسْتِيطَانٍ ، فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ 5 وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ 6 وَدَارُ عَمَلٍ ، فَتَزَوَّدُوا الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِيهَا قَبْلَ تَفَرُّقِ أَيَّامِهَا 7 ، وَقَبْلَ الْاءِذْنِ مِنَ اللّهِ فِي خَرَابِهَا، فَكَانَ قَدْ أَخْرَبَهَا الَّذِي عَمَرَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَابْتَدَأَهَا 8 وَهُوَ وَلِيُّ مِيرَاثِهَا، فَأَسْأَلُ 9 اللّهَ الْعَوْنَ لَنَا وَلَكُمْ عَلى تَزَوُّدِ التَّقْوى وَالزُّهْدِ فِيهَا ، جَعَلَنَا اللّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ 10 الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ 11 لآِجِلِ ثَوَابِ الْاخِرَةِ ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ» . 12

1.يونس (۱۰) : ۲۴ .

2.في الأمالي : + «نبيّه صلى الله عليه و آله وأصحابه» .

3.هود (۱۱) : ۱۱۳ .

4.في حاشية «جت» والأمالي للصدوق : + «الحياة» . وفي تحف العقول : «هذه» .

5.البُلْغَةُ : ما يتبلّغ ويكتفى به ولا يفضل ، يقال : في هذا بُلغة ، أي كفاية ، والمعنى : أنّها دار ينبغي أن يكتفى فيها بقدر الكفاية ، أو ينبغي أن يؤخذ منها ما يبلغ به إلى نعيم الآخرة ودرجاتها . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۱ (بلغ) .

6.في الأمالي : «دار قلعة وبلغة» . وفي تحف العقول : «دار قلعة ومنزل بلغة» . و«منزل قلعة» بالضمّ وبضمّتين وكهُمَزة ، أي ليست بمُسْتَوْطَنَة ، أو معناه : لا تُملك ، أو لا يدرى متى يتحوّل عنها . ويقال : مجلس قلعة ، أي يحتاج صاحبه إلى أن يقوم مرّة بعد مرّة . والدنيا دار قلعة ، أي انقلاع ، وهو على قلعة ، أي رِحْلة . وقال العلّامة المازندارني : «ومنزل قلعة ، أي تحوّل وارتحال وتقلّع منها إلى الآخرة» . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۱۱ (قلع) .

7.في الأمالي: «منها قبل أن تخرجوا منها» بدل «فيها قبل تفرّق أيامها» .

8.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۷۶

9.في «بف» : «نسأل» .

10.في تحف العقول : «هذه» .

11.في «بف» : «والراغبين» . وفي الأمالي : «والراغبين العاملين» .

12.الأمالي للصدوق ، ص ۵۰۳ ، المجلس ۷۳ ، ح ۱ ، بسنده عن الحسن بن محبوب . تحف العقول ، ص ۲۴۹ ، من قوله : «أيّها الناس اتّقو اللّه واعلموا أنّكم إليه ترجعون» وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۲۴۸ ، ح ۲۵۴۰۵ .


الكافي ج15
188

خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ» . 1
اعْلَمُوا 2 عِبَادَ اللّهِ 3 ، أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لَا يُنْصَبُ 4 لَهُمُ الْمَوَازِينُ ، وَلَا يُنْشَرُ 5 لَهُمُ الدَّوَاوِينُ ، وَإِنَّمَا يُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً 6 ، وَإِنَّمَا نَصْبُ الْمَوَازِينِ وَنَشْرُ 7 الدَّوَاوِينِ لِأَهْلِ الْاءِسْلَامِ .
فَاتَّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يُحِبَّ 8 زَهْرَةَ 9 الدُّنْيَا وَعَاجِلَهَا لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ ، وَ لَمْ يُرَغِّبْهُمْ فِيهَا وَفِي عَاجِلِ زَهْرَتِهَا وَظَاهِرِ بَهْجَتِهَا ، وَإِنَّمَا خَلَقَ الدُّنْيَا وَخَلَقَ أَهْلَهَا لِيَبْلُوَهُمْ فِيهَا أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا لآِخِرَتِهِ ، وَايْمُ اللّهِ لَقَدْ ضَرَبَ لَكُمْ 10 فِيهِ 11 الْأَمْثَالَ ، وَصَرَّفَ الْايَاتِ 12 لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 13 ، وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ .
فَازْهَدُوا فِيمَا زَهَّدَكُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِ مِنْ عَاجِلِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ ـ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ـ : «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْاياتِ لِقَوْمٍ

1.الأنبياء (۲۱) : ۴۷ .

2.في «م ، جت» : «واعلموا» .

3.في «ن» : - «عباد اللّه » .

4.في «ل ، م ، بف ، بن» والوافي والأمالي و تحف العقول : «لا تنصب» .

5.في «د ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي والأمالي وتحف العقول : «ولا تنشر» .

6.الزُمَر : جمع الزمرة بالضمّ بمعنى الفوج ، والجماعة في تفرقة . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۶۵ (زمر) .

7.في «د» والأمالي وتحف العقول : «وتنشر» .

8.في حاشية «جت» : «لم يحبّب» . وفي الأمالي : «لم يختر» .

9.في «جت» : «زهرتها» . وفي الأمالي : «هذه» .

10.في «بن» : - «لكم» .

11.في «ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والأمالي : «فيها» .

12.تصريف الآيات : تبيينها . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۳ (صرف) .

13.في الأمالي وتحف العقول : + «فكونوا أيّها المؤمنون من القوم الذين يعقلون» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 268983
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي