19
الكافي ج15

بَعْدَ 1 قَبْضِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رَسُولَهُ صلى الله عليه و آله ، وَبَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْنَا وَأَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً 2 لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ 3 صلى الله عليه و آله ، فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَى اللّهِ وَلَا أَبْيَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذلِكَ وَزَعَمَ أَنَّ ذلِكَ يَسَعُهُ ، وَاللّهِ إِنَّ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِي حَيَاةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَبَعْدَ مَوْتِهِ ، هَلْ 4 يَسْتَطِيعُ أُولئِكَ ـ أَعْدَاءُ اللّهِ 5 ـ أَنْ يَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَرَأْيِهِ وَمَقَايِيسِهِ 6 ؟
فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ 7 ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ ، وَضَلَّ ضَلَالًا بَعِيداً ، وَإِنْ قَالَ : لَا ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ بِرَأْيِهِ وَهَوَاهُ وَمَقَايِيسِهِ ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلى نَفْسِهِ وَهُوَ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّ اللّهَ يُطَاعُ وَيُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَقَدْ قَالَ اللّهُ ـ وَقَوْلُهُ الْحَقُ ـ : «وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ

1.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وشرح المازندراني . وفي المطبوع : + «ما» .

2.في الوافي : «مخالفة» .

3.في «ن» : «ولرسول اللّه » بدل «ولرسوله» . وفي شرح المازندراني : مخالفا للّه ولرسوله ، حال عن فاعل «اجتمع» .

4.في «جت» : «وهل» . وفي المرآة : «وما» .

5.في شرح المازندراني : «هل يستطيع اُولئك أعداء اللّه ، الذين أخذوا بعد النبيّ صلى الله عليه و آله برأيهم و نصبوا إماما خلافا لأمره . والاستفهام على حقيقته لا على الإنكار ؛ لأنّه غير مناسب لسياق الكلام ، و«أعداء اللّه » بدل عن «اُولئك» ؛ للتصريح بأنّهم خرجوا بذلك عن الدين وصاروا من الكافرين المعاندين . توضيح المقام يحتاج إلى تقديم مقدّمة ، هي أنّ قول الرسول قول اللّه تعالى ، وأنّ متابعته واجبة وأنّ وجوبها غير مقيّد بحياته ، وأنّ الأخذ بالرأي على خلافه في حياته غير جائز ، وكلّ ذلك أمر بيّن لا ينكره أحد إلّا من خرج عن دين الإسلام وأنكر الرسالة ، وليس الكلام معه» .

6.في «ن» وحاشية «جت» وشرح المازندراني : + «مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومخالفة له» .

7.في شرح المازندراني : «فإن قال : نعم ، أي فإن قال قائل منهم : نعم يجوز ذلك ، والظاهر : قالوا ، عدل إلى الإفراد للتنبيه على أنّ اعتباره أولى من الجمع في مقام النصح ، كما قال عزّوجلّ : «قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَ حِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَ فُرَ دَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ» [سبأ(۳۴) : ۴۶]» .


الكافي ج15
18

۱ وَخَصَّهُمْ بِهِ ، وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ ، أَكْرَمَهُمْ بِهَا ۲ ، وَهُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللّهُ هذِهِ ۳ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ ، وَهُمُ الَّذِينَ مَنْ سَأَلَهُمْ ـ وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللّهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ ـ أَرْشَدُوهُ وَأَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَإِلى جَمِيعِ سُبُلِ الْحَقِّ ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَعَنْ ۴ مَسْأَلَتِهِمْ وَعَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِي أَكْرَمَهُمُ اللّهُ بِهِ وَجَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللّهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ ۵ ، فَأُولئِكَ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّكْرِ وَالَّذِينَ آتَاهُمُ اللّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَأَمَرَ ۶ بِسُؤَالِهِمْ ، وَأُولئِكَ ۷ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ وَمَقَايِيسِهِمْ حَتّى دَخَلَهُمُ الشَّيْطَانُ ۸ ؛ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْاءِيمَانِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللّهِ كَافِرِينَ ، وَجَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللّهِ مُؤْمِنِينَ ، وَحَتّى جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً ، وَجَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا ، فَذلِكَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَقَدْ عَهِدَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبْلَ مَوْتِهِ ۹ ، فَقَالُوا : نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رَسُولَهُ يَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رَأْيُ النَّاسِ ۱۰

1.الطبعة القديمة للکافي :۸/۶

2.في الوسائل ، ح ۸۶۲۹ : - «أغناهم اللّه عن ذلك بما آتاهم من علمه وخصّهم به ، ووضعه عندهم كرامة من اللّه أكرمهم بها» .

3.في الوسائل ، ح ۸۶۲۹ : - «هذه» .

4.في حاشية «ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني : «ولا عن» .

5.في شرح المازندراني : «تحت الأظلّة ، هي عالم الأرواح الصرفة ، أو عالم الذرّ ، وهو عالم المثال . وإطلاق الظلّ على الروح والمثال مجاز تشبيها بالظلّ في عدم الكثافة وتقريبا لهما إلى الفهم» . وفي الوافي : «تحت الأظلّة ، أي أظلّة العرش يوم الميثاق ، ولعلّه اُشير به إلى عالم القدر» .

6.في «بف» : + «اللّه » .

7.في «بف» وحاشية «م» والوافي : «فاُولئك» .

8.في المرآة : «قوله عليه السلام : حتّى دخلهم الشيطان ، أي استولى عليهم ودخل مجاري صدرهم واستولى على قلبهم» .

9.في شرح المازندراني : «وقد عهد إليهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله قبل موته ، أي أوصاهم بولاية وصيّه ورعايتها وحفظها في مواضع عديدة ، منها يوم الغدير» .

10.في الوافي : «بما اجتمع عليه رأي الناس ؛ يعني به إجماعهم على خلافة أبي بكر . هذا الكلام صريح في نفي حجّيّة الإجماع بالآراء من دون نصّ مستفيض ، وكفى به حجّة على متأخّري أصحابنا ، حيث جعلوا الإجماع حجّة ثالثة برأسها في مقابلة الكتاب والسنّة وإن لم يكن له مستند ظاهر منهما ، وكفى بما قبله وبما بعده من كلماته عليه السلام حجّة عليهم أيضا في ما ذهبوا إليه من الاجتهاد والقول بالرأي المستنبط من المتشابهات» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 328405
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي