مِمَّا ^۱ عَدَّدَ اللّهُ فِي الْكِتَابِ .
فَأَمَّا الرِّيَاحُ الْأَرْبَعُ : الشَّمَالُ وَالْجَنُوبُ وَالصَّبَا وَ الدَّبُورُ ، فَإِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ الْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَا ؛ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ ^۲ أَنْ يُهِبَّ شَمَالًا ، أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الشَّمَالُ ، فَيَهْبِطُ ^۳ عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ ^۴ ، فَتَفَرَّقَتْ ^۵ رِيحُ الشَّمَالِ حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ مِنَ ^۶ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ؛ وَإِذَا ^۷ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ جَنُوباً ، أَمَرَ الْمَلَكَ ^۸ الَّذِي اسْمُهُ الْجَنُوبُ ، فَهَبَطَ عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ ، فَتَفَرَّقَتْ ^۹ رِيحُ الْجَنُوبِ فِي ^۱۰ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَيْثُ ^۱۱ يُرِيدُ اللّهُ ؛ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ رِيحَ ^۱۲ الصَّبَا ، أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الصَّبَا ، فَهَبَطَ عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ ^۱۳ ، فَتَفَرَّقَتْ ^۱۴ رِيحُ الصَّبَا حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ ـ عَزَّوجَلَّ ـ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ؛ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ دَبُوراً ، أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الدَّبُورُ ، فَهَبَطَ عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ ^۱۵ ، فَتَفَرَّقَتْ ^۱۶ رِيحُ الدَّبُورِ حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ مِنَ ^۱۷ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» .

فَقَالَ : «إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جُنُوداً مِنْ رِيَاحٍ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ عَصَاهُ ، وَلِكُلِّ ^۱ رِيحٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا ، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْماً بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ ، أَوْحى إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا» قَالَ : «فَيَأْمُرُهَا الْمَلَكُ ، فَتَهِيجُ ^۲ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ» .
قَالَ ^۳ : «وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ ، أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ ^۴ عَزَّوَجَلَّ : «كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً^۵فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» ؟ ^۶ وَقَالَ : «الرِّيحَ الْعَقِيمَ»^۷ وَقَالَ : «رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ»^۸ وَقَالَ : «فَأَصابَها إِعْصارٌ^۹فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ»^۱۰ وَمَا ذُكِرَ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللّهُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ» .
^۱۱ قَالَ : «وَلِلّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ رِيَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ ^۱۲ وَغَيْرُ ذلِكَ يَنْشُرُهَا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ، مِنْهَا مَا يُهَيِّجُ السَّحَابَ لِلْمَطَرِ ، وَمِنْهَا رِيَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَرِيَاحٌ تَعْصِرُ ^۱۳ السَّحَابَ فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللّهِ ^۱۴ ، وَمِنْهَا رِيَاحٌ