الَّتِي اشْتَرَطَهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلَايَتِهِ وَوَلَايَةِ رَسُولِهِ وَوَلَايَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ : إِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَإِقْرَاضَ اللّهِ قَرْضاً حَسَناً وَاجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا فُسِّرَ ۱ مِمَّا حَرَّمَ اللّهُ إِلَا وَقَدْ دَخَلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ ، فَمَنْ دَانَ اللّهَ ۲ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللّهِ مُخْلِصاً لِلّهِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِي تَرْكِ شَيْءٍ مِنْ هذَا ، فَهُوَ عِنْدَ اللّهِ فِي ۳ حِزْبِهِ الْغَالِبِينَ ، وَهُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً .
وَإِيَّاكُمْ وَالْاءِصْرَارَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللّهُ فِي ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَبَطْنِهِ ، وَقَدْ قَالَ اللّهُ تَعَالى ۴ : «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»۵ » (إِلى هاهُنَا رِوَايَةُ الْقَاسِمِ ۶ بْنِ الرَبِيعِ ۷ ) يَعْنِي ۸ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ ، إِذَا نَسُوا شَيْئاً ۹ مِمَّا اشْتَرَطَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ عَرَفُوا
1.في «بف» : - «ممّا فسّر» . وفي شرح المازندراني : «الفسر : الإبانة وكشف الغطاء ، كالتفسير ، والفعل كضرب ونصر ، و«ممّا حرّم» بيان لما فسّر ، أو لشيء . والأوّل أظهر والثاني أشمل . والمراد بالجملة على الأوّل الفواحش ؛ يعني أنّ هذا المجمل شامل لجميع المحرّمات في الآيات والروايات ، وعلى الثاني إقام الصلاة إلى آخره ؛ فإنّه شامل لجميع الطاعات أيضا» .
2.في المرآة : «قوله عليه السلام : في جملة قوله ، أي في الفواحش ، فقوله عليه السلام : واجتناب الفواحش ، يشمل اجتناب جميع المحرّمات . قوله عليه السلام : فمن دان اللّه ، أي عبد اللّه في ما بينه وبين ربّه مختفيا ولا ينظر إلى غيره ولا يلتفت إلى من سواه» .
3.في «بن ، جت» و حاشية «بح» : «من» .
4.في «ع ، ل ، بف ، بن ، جد» : - «اللّه تعالى» .
5.آل عمران (۳) : ۱۳۵ .
6.في «ع ، ل ، م ، ن ، د ، بن ، جت» : «قاسم» .
7.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وشرح المازندراني . وفي المطبوع : «ربيع» .
وفي شرح المازندراني : «إلى هاهنا رواية القاسم بن الربيع ، وما يأتي رواية حفص المؤذّن وإسماعيل بن جابر ، وإنّما لم يقل : إلى هاهنا رواية إسماعيل بن مخلد السرّاج ؛ لأنّه لو قال ذلك لفهم أنّه لم يرو الباقي ، وذلك ليس بمعلوم ؛ لجواز روايته وعدم نقله للقاسم ، أو نقله له واختصار القاسم على القدر المذكور» .
وفي المرآة : «قوله : إلي هاهنا رواية ، إلى آخره ، أي ما يذكر بعده لم يكن في رواية القاسم ، بل كان في رواية حفص وإسماعيل» .
8.في «جت» : «فيعني» .
9.في شرح المازندراني : «يعني المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئا ، إلى آخره ، الظاهر أنّه كلام المصنّف لتفسير الآية المذكورة ، والنسيان كناية عن الترك ، كما دلّ عليه ما بعده وفسّره أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى : «وَ لَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا» [طه (۲۰) : ۱۱۵ ]بالترك ، وبالجملة إطلاقه على الترك شائع ، فلا يرد أنّ النسيان ليس بعصيان» .